5/30/2022 9:54:00 AM
محمد ضياء الدين
ظللت منذ بعض الوقت أتلقي رسائل من السيد صلاح المختار.تحاشيت الرد علي تلك الرسائل وتجاهلتها. وأعتقد أن الكثيرين من الرفاق الذين إطلعوا عليها قد آثروا تجاهلها،مكتفين بما خطه الأمين العام الراحل الرفيق عزة إبراهيم عليه رحمة الله في الرد علي المختار في وقت سابق. إنطلاقا من مبدأ ( أن تمنع رفيقك من السقوط أفضل من مساعدته بعد السقوط) ولكن.... كما أن الرسائل نفسها والتي يبدو أنه إستهدف بها بعضا من البعثيين، ترد علي نفسها بنفسها.فهي تكشف عن خروج صريح علي النظام الداخلي لحزب البعث العربي الإشتراكي ، وتقاليد الحياة الداخلية فيه التي لا تسمح بالإتصالات الجانبية،ولا بتداول الشأن الحزبي إلا في حيزه التنظيمى المحدد،مثلما تمنع تخطي القيادات المعنية. ويعمد صلاح المختار لإرتكاب كل تلك المخالفات التنظيمية،بما تنطوي عليه من خروج صريح علي الحزب.
وقد إطلعت علي ممارسات مماثلة تنسب الي خضيرالمرشدي،والذي تجمعه بصلاح المختار،فيما يبدو شبهة مشروع معاد للحزب،بإدعاء الحرص علي مصلحة الحزب، الي حد تجاوز القيادة القومية للحزب، ومحاولة تحشيد تكتل بالإعتماد علي المتساقطين من مسيرة الحزب النضالية.
وقد تجلي ذلك بوضوح في محاولة النيل من أعضاء القيادة وتشويه سمعة مناضلي البعث المجربين، وإدعاء بطولات وهمية للأنا المتضخمة لدي رمزي التكتل.
إن الحرص علي دور فعال للحزب خلال المرحلة الحالية التي تمر بها أمتنا لايتحقق عبر أعمال التخريب والتكتل والخروج والتمرد علي الشرعية الحزبية البعثية. وإنما تكون بتعزيز وحدة الحزب ،والتي تشكل القيادة القومية رمزها وضمانتها.ولا يعني ذلك إغفال حقيقة أن لكل مرحلة مناضلوها. وأن البعض ممن يقصرون عن إستيفاء متطلبات النضال في مرحلته الجديدة سيتساقطون.ويتناثرون في الفضاء السياسي كالعهن المنفوش ويثيرون ما يثيرون من ضجيج تأخذه الريح.
إن مايشهده البعث الآن من تآمر علي وحدته وعلي تنظيمه،بل وعلي وجوده،ليس الأول من نوعه. وقد إكتسب البعث خبرات وأصبح أقوي من مخططات التفتيت،بفضل صلابة مناضليه. ويجتاز البعث،بنجاح منذ العام 2003 أخطر التجارب والمخططات الرامية للقضاء عليه. وقدم في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء،يتقدمهم الرفيق القائد صدام حسين عليه رحمة الله،الذين قدموا أرواحهم فداء للأمة وللبعث وللمبادئ. تصديقا لمقولة القائد المؤسس عليه رحمة الله:"إن الحزب ذا الرسالة هو الذي يضع رسالته علي مستوى الحياة والموت.ويقبل مناضلوه بالموت ضمانة لتجدد الحزب والأمة ".فقد خرج البعث متماسكا وأكثر صلابة من إمتحان عقدين من مساعى الإجتثاث. وفشل الإجتثاث من الخارج هو مادفع الأعداء لإلتماس سبل خبيثه لإجتثاث البعث من داخله. وما التحركات الجارية هنا وهناك ،وبروز التكتلات وغيرها من الظواهر الشاذه في حياة الحزب، سوي إرهاصات لمرحلة الإجتثاث من الداخل (لا سمح الله) التي يتطوع لإنفاذها البعض ممن فترت همتهم النضالية، أو لفظتهم مسيرة الحزب الجهادية الصاعدة،فأصبحوا يتلمسون طرقا لمغادرة خندق الحزب بالإنخراط بوعي منهم أو بدون وعي في تنفيذ المخططات المعادية للبعث.
ليس غريبا أن تتزامن هذه التحركات المشبوه ذات الصلة بمخطط إجتثثاث البعث، والبعث يتهيأ للإنتقال لمرحلة جديدة ،هي مرحلة تحرير العراق من الإحتلالين الأمريكي/الإيراني،بتوفير شروطها الذاتية والموضوعية.كما انه ليس غريبا،أيضا ،أن يكون نموذج المخربين ومثالهم الأعلى هو التخريب الذي مارسه شباطيو سوريا،من زمرة حافظ أسد وصلاح جديد،والذي كانت نتيجته النهائية،كما تتجلي الآن ،هي دمار سوريا وفقدانها إستقلالها الوطني وسيادتها،وتمزقها وتوزعها أسلابا ومغانم بين القوي الإقليمية والدولية والأطماع التوسعية التركية والإيرانية والصهيونية.
إن التصدي للدفاع عن سيادة العراق ووحدة أراضيه وتحريره من قوي الإحتلال تقتضي مناضلين مجربين ومن طراز خاص،قادرين علي تحمل عبء المرحلة وواجباتها،وهو مايجعل من هم أقصر قامة ينسحبون ويتوارون عن الأنظار ،دون أن يكفوا عن الضجيج،كما هو شأن الأواني الفارغة. لكن ذلك لن يكفي لإخفاء حقيقتهم المفضوحة.