6/9/2022 2:01:46 AM
* وائل محجوب*
انتهت العملية السياسية للآلية الثلاثية الأممية الاقليمية لحوار داخلي بين الانقلاب وأهله، وسط مقاطعة كاملة من القوى السياسية والكيانات المهنية والمدنية والثورية المعارضة للانقلاب، وهذه نتيجة حتمية لنظرة فولكر بريتس القاصرة، وميول ود لبات المفضوحة نحو العسكر، ومحاولتهما عبر هذه الآلية التي تجمع معهما الايقاد إعادة عقارب الساعة للوراء،، واعادة اعوان النظام البائد وحلفائه ومسانديه بالنافذة، بعدما أخرجتهم الثورة بالباب.
• لقد خير فولكر اهل السودان من قبل في تصريحات فجة تخلو من الدبلوماسية في ديسمبر العام الماضي، بين قبول الاتفاق السياسي بين رئيس السلطة الانقلابية الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء المطاح به د.عبد الله حمدوك، أو الذهاب لإنتخابات مبكرة.
• قال تصريحه هذا في وقت كانت المليونيات في كل انحاء السودان، قد كتبت نهاية الاتفاق منذ ساعاته الأولى، وهزمت تصوره، وأختار الشعب طريق استرداد ثورته وهزيمة الانقلاب، ولكنه لم يكن مهتما بما يجري في الشارع.
• كما قال ود لبات في تصريح استعلائي استبق به جلسة اليوم "الحوار سينطلق بمن حضر"، وهذا قول قد يصح من الساسة لا الوسطاء، الذين اهم مسئولياتهم هو السعي للحوار مع المختلفين واحترام وجهات نظرهم واقناعهم بالمشاركة، وقبل ان يدور الحوار مع اطراف تعد من بقايا النظام البائد، وهو الذي يعلم مثل "جوع بطنه" الاطراف التي تنتسب للثورة، من قوى سياسية ومهنية ومدنية.
• لذلك فإن ما شهدناه اليوم من عملية سياسية زائفة، هو النتيجة الحتمية لتبني الآلية لموقف الانقلابيين بأن يشمل الحوار "الجميع"، وهي العبارة التي ظل يرددها اركان الانقلاب، فلم يجدوا غير بقايا وحلفاء النظام البائد حتى سقوطه، وهم الذين ناصبوا الثورة وشعاراتها وأهدافها ورموزها العداء وحرضوا على الانقلاب، ودعموه وأيدوه منذ لحظاته الأولى.. ولم يكن يحتاج جلوسهم على طاولة واحدة مع اهل الانقلاب لوساطات وجهود واجتماعات، فهم "روح واحدة في جسدين".
• فولكر وود لبات لا يتمتعان بالحيدة والنزاهة المطلوبة لإدارة أي عملية سياسية.. تنكر الأول لمقتضى تفويضه الأممي ومهام بعثته والدور المطلوب منها في اتخاذ موقف حازم برفض القمع والبطش والاستيلاء على السلطة بالانقلاب، وعاد الثاني لممارسة هوايته المحببة في دعم العسكر وتمرير أجندتهم مثلما فعل أول مرة وكان نتاج ضغوطاته وحيله الوثيقة الدستورية المعيبة.
• لن يكون مصير "منلوج" روتانا بأفضل من الاتفاق السياسي المقبور، لقد هزمت الآلية الثلاثية نفسها اليوم، وأفشلت جهودها بنفسها.