1/10/2023 6:13:20 AM
عروة الصادق يكتب أومثلك يا عابدين يطلع على أضابير الداخلية ويومياتها؟؟؟!!
● تداول عدد منا بعلم أو بجهالة تسريبات خبيثة مبثوثة يشاع أن مصدرها يوميات التحري ومرجعيتها اللواء عابدين الطاهر، لم يدهشني أن تصدر أحاجي وأكاذيب حول اعتداء وقح وقبيح وبذيء لابنة العزيز الطيب عثمان، فالأفاكون لا يتورعون عن الولوغ في الدماء والأعراض وهو عندهم أيسر من شرب الماء.
● ولكن المدهش أن يبرز أمثال هذا اللواء كمرجعية قانونية وجنائية ومهنية، وهو الذي تسبب في إزهاق أرواح أبرياء ويتّم العشرات ورمّل أمهاتهم في قضية المغدور محمد طه محمد أحمد، ومعلوم أنه الذي قاد ٩ من أهلنا الفور للمشانق في أقصر محاكمة مدنية شهدها السودان بعد إعدام ضباط رمضان العسكرية، ويتشدق ملء فيه المملوء بدماء الأبرياء.
● إن هذا المشهد الماثل الذي يديره وزير داخلية عاجز عن تأمين العاصمة ناهيك عن القرى والفرقان النائية، ومجتهد في حشد الأموال وتطاول البنيان وتقريب الصحب والمحسوبين والآل، لن يجعل من الأمر مستغربا أن يتم تسريب يوميات التحري لزميله السابق في سلك الشرطة اللواء المطارد بأرواح الأبرياء في صقيع أمريكا.
● إن كن الذل والهوان أن يكون أمثال هؤلاء أحرار طلقاء، يتشدقون ويتلصصون على يوميات التحري، ويطلعون على أدق أسرار الدولاب ومكتب الوزير ويوميا التحري، وهم خارج البلاد، أمر يحفز صغار الضباط على الجوسسة وعدم الانضباط، والأدهى والأمر أن يتناقل ذلك ضباط مهنيون في مجموعات مفتوحة وخاصة في عوار يظهر العطب والعطن الذي خلفه أمثال هذا اللواء، وهي تركة مثقلة توجب التصحيح الجراحي المؤلم.
● هذا الوضع نتيجة حتمية للتعيين على أساس القرابة والدم والرحم والولاء للتنظيم والحزب والحركة، وهو ثمرة تزاوج السلطة والفساد، والذي جعل من بعض المؤسسات حواكير أسرية لا يغادرها كبار الضباط بالإحالة أو التقاعد إلا بعد أن يستخلف أحد ربائبه فيكون عينه الساهرة التي تحمي مصاحه وتؤدي خدماته عوضا عن خدمة المواطن والسهر على راحته وأمنه.
● لذلك انتعشت عمليات تجارية لضباط في المرور والجمارك والجوازات وغيره، بصورة تضاهي أكثر الرأسماليين مالا، وصاروا لا يخفون الأمر للدرجة التي يستعينون فيها بالفاسدين الذين شهد بفسادهم حتى وزراء العهد البائد ليجودوا لهم عمليات السلب والنهب وتهريب الذهب وشحنات الاسلحة والممنوعات والمخدرات، وهو ما جعل منهم ضباطا نهمون للمال غير مهمومين بأمن المواطن.
● ختاما: سلك الداخلية والشرطة قاده أكارم وفضلاء أمثال الأمير نقد الله والسيد أحمد النور جابر وغيرهم من الزاهدين الأكابر ولكن شابه ما شابه من قصور وضعف وهوان في عهود الطغيان، ولكن سيظل فيه ضباط أوفياء كرماء شرفاء ونزيهين تكسوهم الهيبة وتحصنهم العفة، نأمل أن يعيدوا لذلك السلك هيبته وانضباطه وخدمته للشعب لا للمال ولا للسلطة والمتسلطين، ويسهموا في إعداد خارطة طريق إصلاح الأجهزة الأمنية والقوات النظامية.
اللهم لا تؤمنا مكرك ولا تنسنا ذكرك ولا تكشف عنا سترك ولا تول علينا غيرك.