7/25/2022 5:16:52 PM
تهنئة للصحفيين للأحرار..(الأمنجية يمتنعون)..!
مرتضى الغالى
تهنئة خالصة للصحفيين السودانيين الأحرار على اجازة ميثاق الشرف الصحفي وبدء خطوات الاعداد لانتخابات حرة نزيهة تقوم على مبادئ ثورة ديسمبر الظافرة.. ولا نعني بذلك غير مبادئ الحرية والعدالة والسلام وكرامة الوطن..!
انها خطوة مباركة سبقتها خطوات أكدت منذ بداياتها على ضرورة حصر عضوية الصحفيين؛ وهذا اجراء تلزم به ضرورات تنظيم المهنية الصحفية وتنقية ثوبها من القذارات التي ألحقتها به الانقاذ… عندما أصبح المواليس والوشاة والفاسدين والعصبجية (وخاصة الأمنجية) من اعضاء أمن الجبهة الترابية اعضاء في النقابة.. يحملون بطاقة الصحافة ويتجرءون على الكتابة في الصحف الغبراء ثم يذهبون في نهاية النهار ليضربون الصحفيين في الزنازين..!
لقد كان هؤلاء الأمنجية رؤساء تحرير ورؤساء مجالس ادارات في الصحف..فكانت بدعة النظاميين الامنجية الأعضاء في نقابة الصحافة بدعة سائدة طوال أيام الانقاذ.. وكان معهم ضمن عضوية النقابة كثيرون ممن يعملون في مهن أخرى في سوق الحرامية وبينهم من كان يعمل بالمحاماة والطب والصيدلة من زمرة المؤتمر الوطني المقبور.. علاوة على مجموعة من (العواطلية والأرزقية والمخبرين) الذين يحملون أيضاً بطاقة الصحفيين..! وهذه الخطوة المهمة التي تم انجازها بالأمس ستضع بإذن الله خطاً فاصلاً بين جاهلية اوضاع الصحافة أيام الانقاذ وسيتم تسليط الضوء على الفضائح المجلجلة التي حشد بها الانقاذيون والاخونجية قوائم الصحفيين.. وفي هذا ما يدفع للتفاؤل بميلاد عصر جديد للصحافة السودانية تعيد لهذا الكيان المجتمعي رونقه وهندامه وشرفه وكرامته بعد ان (تمرمط) وتمزّقت أثوابه في الثلاثين الكبيسة التي نشرت الخراب في كل ارجاء الوطن..!
هذا المسار الذي تكلل بالنجاح بالأمس لم يكن ضربة حظ ولا كان من المصادفات السعيدة..! انه جهد عظيم للصحفيين الاحرار الذين كانوا منارات مضيئة في أيام الانقاذ الحالكة..وقفوا يدافعون في صمود وبسالة عن مهنتهم وعن كرامة الصحافة وكرامة السودانيين..وكانت تجمعاتهم التي فرضت نفسها رغم القهر والبطش محطات نضالية أنشأها الصحفيون الأحرار وتحمّلوا تبعاتها ودفعوا أثمانها..وها هم الآن يخرجون بميثاق شرف نأمل ان يكونوا قد احكموا بنيانه حتى يظل (حائط صد) ضد الدخلاء على الصحافة والمرتزقة و(الخبراء الاستراتيجيين) والمحللين العواطلية الذين يزّينون الباطل و(يحملون روث بقر الانقلابات)..!!
إن للصحافة السوادنية تاريخاً مشرقاً منذ العقود الأولى للقرن الماضي، وقد تواصل هذا المسار النضالي دأباً متصلاً في مغالبة الحجب والمنع ونشر ألوية التنوير على كافة المدارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد آن الآوان للعمل على اعادة قطار الصحافة الى قضبان الحرية واعادة الاعتبار للسلطة الرابعة من أجل خدمة الشعب والوقوف في وجه التضليل والتكميم والتعتيم والتغبيش والتهويش والقهر والاضطهاد والإخضاع والملاحقة، حفظاً لكرامة الصحفيين واحتراماً لوظيفة الصحافة وكينونتها بوصفها خادمة للوطن وللحقيقة، صادعة بالحق مؤدية لمهام الإعلام والإخبار والرقابة وعرض الآراء وتمحيص الخيارات وقرع الأجراس والإسهام في التنوير ونشر المعرفة وترقية حياة المجتمع ونقل صوت المواطنين وتنقية المجتمع من الأوشاب والأوضار ومحاربة الفساد والتدليس والتزييف…!
هذه هي عودة الروح..! وقد كنتم الضمائر الوفية العصية على الشراء والبيع، والمشاعل المضيئة الساطعة التي لا تخبو ولا تنطفئ، والعين الساهرة التي لا تنام عن حقوق الوطن وحقوق المواطنة..!
لقد رفعتم بيارق الصحافة في العلالي بتأكيد أن الرائد لا يكذب أهله ولا يخون ضميره، وكنتم مثل الأشجار البواسق التي لا تغرس عروقها ولا تستقي ماءها إلا من مشاش تربة بلادها لتعطي ثمرها حلالاً طيباً لشعبها….تحية تقدير وتهنئة…!