بروكسل:جعفر السبكي
أصدر البرلمان الأوروبي بياناً شديد اللهجة أدان فيه استمرار أعمال العنف في السودان والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها جميع أطراف الصراع، مؤكداً تضامنه الكامل مع الشعب السوداني، لاسيما السكان المحاصرين والمتضررين من المجاعة والنزوح والهجمات العشوائية.
وحمل البرلمان الأوروبي قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهما المسؤولية الأساسية عن استمرار الحرب، داعياً جميع الأطراف الخارجية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف بيع وتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية إلى السودان، ومُديناً في الوقت نفسه كل أشكال التدخل الخارجي التي تغذي الصراع.
وأكد البرلمان أن استعادة سيادة القانون والمساءلة واحترام حقوق الإنسان تمثل ضرورة عاجلة، مشدداً على أن مستقبل السودان لا يمكن أن يُترك للجماعات المتطرفة التي ساهم نفوذها في زعزعة الاستقرار وتصعيد العنف لسنوات.
وطالب البرلمان الأوروبي بوقف فوري للأعمال العدائية والانخراط في حوار جاد يمهد لانتقال سياسي يقوده المدنيون باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق السلام المستدام. كما دعا إلى فتح ممرات إنسانية آمنة—خصوصاً في الفاشر وكادقلي والأبيض—على أن تتولى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي مراقبتها لضمان الامتثال.
وشدد البرلمان على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لكل المتضررين، واستعادة خدمات الاتصالات في جميع أنحاء البلاد، ووقف استخدام انقطاع الإنترنت كأداة لانتهاك حق المواطنين في الحصول على المعلومات.
ودان البرلمان الأوروبي بشدة عمليات القتل الجماعي والإعدامات والعنف الجنسي التي شهدتها الفاشر والمناطق المحيطة بها أثناء وبعد الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع، مطالباً جميع الأطراف بوقف الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية.
كما حثّ الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات موجهة بموجب نظام العقوبات العالمي لحقوق الإنسان على قيادات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، بمن فيهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو “حميدتي”. ودعا إلى توسيع حظر الأسلحة المقتصر حالياً على دارفور ليشمل السودان بأكمله.
ورحب البرلمان بالبيان المشترك الصادر عن الرباعية (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) في 12 سبتمبر 2025 بشأن إنهاء الصراع، مؤكداً أنها الجهة الوحيدة المعترف بها دولياً للوساطة في الأزمة السودانية.

