الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحقيقة فصل الدين عن الحرب؟!
في دولة “المواطنة”، ينبغي أن نفصل الدين أول ما نفصل عن أي حرب.
قبل أن نفصله عن الدولة، أو عن السياسية.
تقديسا لرب العزة، وتوقيرا لدينه، وحفاظا علي ما تبقي لنا من إيمان ووطن، فالذين إفتروا علي الله القول، ثم ساموا خلقه سوء العذاب، كانوا قد أفسدوا علي الناس بحربهم القذرة هذه، دينهم، قبل أن يفسدوا عليهم دنياهم.
فلما يقارب عامين، إفتري أناس في هذه البلاد علي الله وعلي دينه كذبا، ما أنزل به من سلطان.
بل كاد أن ينطبق عليهم القول: “لولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل شيخ ميليشيا”.
قبل أن يسأل شاعر مغامر: “هل يعرفُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته، أخيه: “الله أكبر”.
أنه كافر، إذ يرى الله على صورته هو: أصغرَ من كائنٍ بشريٍّ سويِّ التكوين؟”.
وكذلك قبل أن يقول محمود درويش نفسه: “حار الفقهاء أمام النائمين في قبور متجاورة:
هل هم شهداء حرية؟.
أم ضحايا متناحرة في عبث المسرحية؟. حار الفقهاء وأتفقوا على أمر واحد
هو: أن الله أعلم”.
كل هذا حدث ويحدث، برغم قوله تعالي: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.
ورغم قول رسوله الكريم (ص): “لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا، أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم”.
بل وقوله (ص) أيضا: «من آذى مسلماً بغير حقٍّ فكأنما هدم بيت الله».
وبصيغة مغلظة آخري قال النبي الكريم: «والذي نفسي بيده لَقَتْلُ مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا».
وبرواية ثانية قال عليه الصلاة والسلام: «لَزوالُ الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق».
وبالعودة الي الواقع لابد أننا قد رأينا كيف كشفت حرب دفاع الإسلاميين الحالية عن نظامهم، عن أبشع وجوه الحرب علي الإطلاق، من صور للذبح والحرق وبقر للبطون، وأكل للأكباد والأحشاء، ورمي للناس موتي أو أحياء في النهر أو في الترع والقنوات.
ذلك فضلا عن السجل الكالح القديم لنظام “الإخوان المسلمين” الذي عرف علي مدي ثلاثين عاما،