الأحد, سبتمبر 28, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات "البحير":نقاط ضد الانحناء، على حروف دارفور...

الجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات “البحير”:نقاط ضد الانحناء، على حروف دارفور الجديدة؟!

الجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات “البحير”:نقاط ضد الانحناء، على حروف دارفور الجديدة؟!

ليسوا سواءً، من يمشون مُكِبّين على وجوههم، ومن يمشون اسوياء على صراط مستقيم.
ويقول العارفون بأغوار هذا الدين وبواطنه: إن “الاستقامة” على جادّة طريقه هي عين الكرامة فيه.
فيما يُحذّر قَسٌّ عارف بمسيحيته أيضًا من أن الظهور المنحنية تُغري دائمًا المتسلّطين، أولئك المغرمين بامتطاء وركوب ظهر كل غافل من الناس.
إذ إن الاستواء والاستقامة، هما في الواقع شرطان للنجاة قبل النجاح.
وبالطبع، فإن من ينظر ليس كمن سمع ولم يرَ.
بيد أن من يُطأطئ رأسه أمام جور الطغاة وظلمهم، يزيغ – لا محالة – بصره عن وقائع ما يجري، وحقائق ما يكون، ليُحيل عقله بكامله مباشرةً إلى أذنيه.
يُصدّق و”يلوك” ما يسمع من سرديات مضلّلة، وما يقرأ من أخبار ملفّقة وكاذبة.
المهم فأن من رأى الزيف في مقام الحقيقة، لا بد أن يسدّ الوهم عليه طريقه.
وللحقيقة، فلو أن ديكتاتورًا لم يجدك منحنيًا من البداية، كما قال مارتن لوثر كينغ، لن يكون بمقدوره أن يمتطي ظهرك أبدًا.
في حين أن زاوية انحنائك، مهما كانت ضيقة أو صغيرة، فإن أي انتهازي متسلّق، لن يعجزه أن يجعل دائرة هذا الانحناء تتسع رويدًا رويدًا، شيئًا فشيئًا.
لكن يبدو أن الدكتور الهادي إدريس، حاكم إقليم دارفور في حكومة تأسيس، قد أراد من خلال خطابه قبل يومين، أن يُنبه إلى مخاطر أي انحناء أو انحراف في هذا الطريق الطويل، أمام أية عواصف تهب، من أي جهة كانت أو جاءت.
فقد قطع إدريس بأن ميثاق السودان التأسيسي، والدستور الانتقالي لسنة 2025، هما البوصلة الوحيدة لأي تفاوض مع القوى السياسية أو الاجتماعية، وأنهما وحدهما ما يُحدد قرب أو بُعد تحالفه من أي مبادرة أو مشروع للحل.
وأشار إلى أن ما ورد في الوثيقتين، وفي المبادئ فوق الدستورية، ليس مجرد نصوص، بل عقد اجتماعي جديد،
حَسَمَ علاقة الدين بالدولة، التي ستكون دولة ديمقراطية تحترم التنوع وتحمي الحريات والحقوق.
وبيّن أنه عقد رسم ملامح جيش وطني جديد، لا يرفع سلاحه على شعبه، ولا يتدخل في السياسة.
وأوضح أن هذه الوثائق تشترط، أول ما تشترط، حل تنظيم الحركة الإسلامية، وحزب المؤتمر الوطني، ومليشياتهما.
وأكد، في ذات الوقت، أن دارفور لن تُحكم من بورتسودان أو الخرطوم،
وأن شعبها لن يقبل بأن تُفرض عليه سلطة العسكر أو الإسلاميين مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات