المنسقية العامة :استمرار القصف المدفعي والجوي للمخيمات والمدن من قبل أطراف النزاع والمشتركة تستخدم المدنيين دروعاً بشرية.
الفاشر :السودانية نيوز
لا تزال أطراف النزاع في السودان تمضي على ذات النهج الذي اختطفته منذ بداية الحرب، غير مبالية بالمطالبات المتكررة والمناشدات المستمرة من الجهات الحقوقية الدولية ومنظمات المجتمع المدني، التي تدعو إلى وقف إستهداف المناطق المأهولة بالمدنيين، ولكن بدلاً أن تجد هذه المناشدات آذانًا صاغية، قوبلت بالمزيد من التصعيد والدمار.
لقد تصاعد القصف المدفعي والجوي من الطرفين المتحاربين، مخلفًا وراءه مجازر مروعة وأعدادًا متزايدة من الضحايا الأبرياء بين النساء والأطفال وكبار السن.
قوات الدعم السريع مستمرة في ارتكاب الجرائم ضد النازحين في مخيمي أبو شوك وزمزم عبر القصف المدفعي ، مستهدفة المستشفى السعودي وسوق نيفاشا دون تمييز، وفي ذات الوقت يواصل الجيش السوداني هجماته الجوية بالطائرات الحربية، محدثًا مجازر بشعة في مراكز الإيواء والأسواق والأحياء السكنية في إقليم دارفور ومناطق أخرى من البلاد، وكذلك القوات المشتركة تستخدم المدنيين دروعاً بشرية.
إن ما يحدث من أطراف الحرب هو سلسلة متواصلة من الجرائم التي لا تفرق بين المدنيين العزل والثكنات العسكرية، حيث يتم ارتكابها يومياً بلا رحمة أو وازع من ضمير، كأنما أصبح استهداف الأبرياء لعبة دموية تتنافس فيها أطراف الصراع على تسجيل المزيد من النقاط على حساب حياة البشر وكرامتهم. والأسوأ أن كل طرف يسعى لتبرير جرائمه بأعذار واهية لا يصدقها سوى من هو متواطئفمع هذه المآسي.
وللأسف أن العالم من حولنا يقف متفرجاً، بينما تتحول المصالح السياسية والإقتصادية إلى الأولوية الأولى، متجاوزاً المبادئ الأخلاقية، فالإنسانية التي يجب أن تكون حافزاً للتحرك، أصبحت مجرد شعار يستخدمه البعض لتبرير سياساتهم وحماية مصالحهم، دون أدنى إعتبار للمآسي التي يعيشها الشعب السوداني.
إن معاناة النساء والأطفال في السودان تجسد أعمق أشكال الألم الإنساني، حيث فقدوا الرعاية الصحية الأساسية، وفرص التعليم، وحُرموا من الاستقرار والأمان في ظل الصدمات النفسية العميقة التي خلفتها الحرب. في مواجهة هذا الواقع، يظل الصمت الدولي وصمة عار في جبين الإنسانية ، بينما تتعمق الأزمة ويضيع مستقبل الملايين.
ندعو أطراف النزاع إلى التوقف الفوري عن استهداف المدنيين الأبرياء ولا ينبغي أن يدفع النازحون والمواطنون ثمن هذا الصراع العبثي، ويجب ألا يُستخدموا كأدوات لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية. كما ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإنقاذ حياة الملايين من السودانيين، بعيدًا عن تأثير المصالح المتقاطعة بين الدول.
إن المرحلة الحرجة التي وصلنا إليها تحتاج إلى مراجعة شاملة للمواقف الدولية والسياسات الإقليمية، بما يضمن حماية حقوق الإنسان وكرامته، والعمل على بناء دولة تقوم على أسس المواطنة المتساوية، حيث تُصان حقوق الجميع دون تمييز.
آدم رجال
الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين
البريد الإلكترون : rojaladam@gmail.com