الخميس, نوفمبر 20, 2025
الرئيسيةمقالاتترامب يطيح ببروباغندا الإخوان

ترامب يطيح ببروباغندا الإخوان

بقلم : د . التوم حاج الصافي .خبير علاقات دولية.

ما قاله ترامب بعد زيارة ولي العهد السعودي لم يكن تصريحًا دبلوماسيًا عابرًا. كان قنبلة صوتية فجّرت ارتباك معسكر الحرب، وكشفت هشاشتهم السياسية والفكرية أمام العالم. الرجل قال ببساطة إنه تفهم الأزمة السودانية، وإنه بدأ فعليًا في العمل على حلّها، وذكر الرباعية دون مواربة. لكن معسكر الكذب لم يحتمل الحقيقة، فبدأ يصرخ في الهواء محاولًا ليّ الكلام كي يناسب أوهامه.

الإخوان، بوجوههم المتبدلة، حاولوا تفسير كلام ترامب كما يفعل تجار الوهم: يختارون جملة، ويحذفون أخرى، ويضيفون عليها بهارات خيالهم المريض. يتعاملون مع السودان كأنه ملكيّة خاصة، ومع الحقيقة كأنها سِلعة في سوقهم الرخيص. ومع ذلك، فشلوا. لأن العالم لم يعد يستهلك بضاعتهم الفاسدة.

أما كتّاب الحرب، أمثال الطاهر ساتي، فكانوا المشهد الأكثر بؤسًا. اندفع يكتب وكأن السياسة فزورة أطفال، وكأن سنوات تجربته الطويلة لم تعلّمه سوى الاندفاع الأهوج والخطاب العاطفي المتعفن. لم يتعلم أن ما بين السطور أهم مما فوقها، وأن الرأي الحقيقي يحتاج عقلًا، لا مجرد قلم يتبع الجهة التي تمسكه.

البرهان بدوره قفز ليصفق لتصريحات ترامب، وتبعه سرب الأصوات المأجورة التي تكرر كل شيء بلا فهم. هؤلاء كانوا بالأمس يضعون شروطًا للسلام لا يمكن أن يقبل بها عاقل: “سلّم سلاحك وارجع البيت”. نفس الخطاب الذي بدأ به الإخوان حربهم، لأنهم لا يقبلون بوجود أي قوة عسكرية لا تنحني لهم، ولا يطيقون فكرة أن السلاح يمكن أن يوجد خارج قبضتهم.

إن قرار الحرب لم يعد بيد الشعب، وهذه الحقيقة التي يحاولون دفنها تحت آلاف الشعارات. الإخوان خطفوا الجيش، وخطفوا القرار، ويحاولون اليوم خطف أي فرصة للحل حتى لا تنكشف جرائمهم. يريدون احتكار العنف، واحتكار القرار، واحتكار الوطن كله، حتى لو تغذى مشروعهم على دم عشرات الآلاف من الأبرياء.

ولمّا تحركت الرباعية بجدية، بدأوا يسابقون الزمن للهجوم عليها. كتبوا أن الحل ثنائي بين الرياض وواشنطن، فإذا بترامب نفسه يصفعهم بقوله إن الرباعية كاملة في الصورة. هكذا سقط كل خطابهم، وكل تنطعهم، وكل مسرحياتهم الركيكة.

يا معسكر الحرب…
العالم تجاوزكم، ولن ينتظر ترهاتكم.
والسودان لن يكون رهينة مشروع دموي فقد شرعيته من أول رصاصة.
والشعب يعرف اليوم من الذي يشعل النيران، ومن الذي يسكب عليها الوقود، ومن الذي يتاجر بعذابه ليبقى فوق كرسي لا يساوي شيئًا.

أنتم معزولون.
أنتم مكشوفون.
وما تبقى لكم سوى ترديد الأكاذيب بين بعضكم، لأن أحدًا خارج دوائركم لم يعد يصدق حرفًا مما تقولونه.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات