جنيف :عبد الوهاب الانصاري
تجمع المئات من السودانيين، واصداقائهم من الجنسيات الأخرى، رجالاً ونساءً واطفال تجمعاً سلمياً نظامياً؛ وفق القانون السويسري، والقيم الاوربية الحداثية، التي تأطر للتظاهرات السلمية، أمكانها وشروطها، وتحميها بالقانون من المخربين الخارجين عن القانون.
بمعية الكرسي المكسور (The broken chair). الذي يقف شامخاً
في ساحة الأمم (Place des Nations) الذي يقابل مقر “الامم المتحدة” في جنيف، المدينة السويسرية الساحرة الدهشة.
سحر الامكنة جدلية الازمنة :
“الكرسي المكسور” ذلك المجسد الضخم، في بداية ميدان الامم المتحدة، يملأ عينيك بالدهشة، ويعصف ذهنك كلما تراه.
هذا التمثال الخشبي الضخم “يُمثل حملة ضد “الألغام الأرضية والقنابل العنقودية” والتي بالضرورة تخلفها الحروب، وتبذرها النزاعات، ويستثمر فيها دعاة الحرب، حاملي أوسمة البومة، وانواط الغراب.
بالرغم برودة الطقس السويسري الخريفي، واحتجاب ضوء الشمس الاوربيه التي تطل أحياناً، وتبدو مستعصمة على إستحياء، الامطار الخفيفة تتساقط في خريفها؛ تنادى المئات من السودانيين، واصدقائهم من جنسيات أخرى شيبهم والشباب، وأطفالهم وهنالك كُنا الكندكات حضور طاغي، في “الوقفة الاحتجاجية”ضد الحرب ومآلتها، والمطالبة بوقفها والتقصي الدولي، ومحاسبة منتهكي حقوق الانسان فيها.
وبدعوة من “المنظمة الأفريقية الأوربية للعمل الإنساني والتنمية” وتحت شعار “لا للحرب في السودان .. نعم للسلام” .. و من أجل وقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات .. كانت “السودانية نيوز” حضوراً هناك؛ وكانت الشعارات المرفوعة، ليست حروفاً صامتة مكتوبة لتُقرأ فقط؛ ولكنها كانت تتحدث مناديا.
تدعو للسلام بكلمات تطلق اجنحتها، وترفض الحرب، لتطفيء شرارتها، تدعو للوحدة، وتنبذ التفرقة، مجسدة في لوحاتها المرفوعة عالياً، بسواعد الرجال، والنساء وحتى الاطفال للسلام والوحدة؛ بعناوين عريضة مناديا:
الكراهية لاوطن لها، ولكنها تدمر الاوطان.
افتحوا الممرات الانسانية، وأحموا المدنيين الآن
الفاشر تحتاج دعم العالم، كلنا الفاشر
بدأت الفعالية هادئة وهتافات قوية، بحناجر تشق عنان السماء؛ ثم تحدث من المنصة، عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني، والتنظيمات السياسية، انحصرت كلماتهم الرصينة، بصوتٍ جهور بالدعوة للسلام، وإمتطاء اجنحة السلم، وايقاف نزيف الدم، والحرب الظالمة، التي أشعلتها “الحركة الاسلامية الارهابية” ضد الشعب السوداني لتعود للسلطة حاكمة فوق أجساده.
في هذا الجو المفعم بالتفائل، وتحت اشرعة ثقافة المدنية، والدعوة إلى السلم، دخلت الميدان عصبة متفلت من جب التاريخ ماذا هناك !؟.
■ تسعة طويلة تصل سويسرا ..!؟
كانت الجريمة ساكنة كما يسكن البرق المفاجئة؛ تقدم وبصورة غادرة مجموعة من عصبة مددجة بأسلحةٍ “بيضاء سكاكين طويلة، سواطير وعصي واعمدة حديدية “حرزها البوليس السويسري، عند فرض سيطرته، والقبض على المعتدين بطرحهم ارضاً، عندما حاولوا مقارمته بعدم الامتثال، ثم كُلبِشت أياديهم من الخلف” ووضعهم في سيارات الحجز. كان الهجوم الاجرامي منظماً مخطط له بعقلية منظمة وفق الوقائع مسبقاً. ومع سبق الاصرار والترصد.
والواضح وفق المشاهدة بالعين المجردة أنه معد له بعقلية تخريبية منظمة، رستكشف تحريات البوليس السويسري المزيد من خباياه وخلايه ومن يقف خلفه. كان الغرض منه، واضحاً تخريب الوقفة الاحتجاجية السلمية، وتشتيتها ولكن خاب ظنهم واحاط بهم سوء مكرهم.
تعامل شباب حماية الوقفة الاحتجاجية المنظمين، مع المهاجمين بصورة وجادة، وتصدوا لهم بفراسة، وشجاعة فرسان، دفاعاً عن النفس وبعض الحاضرين من الاطفال والنساء، وطردهم شر طردة، مخلفين خزيهم وعارهم الذي احاط بهم، من الوصول للمنصة حتى هربوا من حول المنصة، وخارج حرم الوقفة، وطاردوهم فارين حتى أوصلوهم نهاية “ميدان الامم المتحدة” من الجانب المعاكس لمجسم “الكرسي المكسور”حيث المنصة.
بعدها؛ وصل البوليس السويسري، الذي قيمة مقدمته الموقف سريعاً، ثم قامت وحجزت المُهاجمين بإحترافية عالية، وإنضباط مهيب، عند آخر الميدان.
وطلبت من حماية الوقفة الاحتجاجية، التهدئة ثم الرجوع إلى ناحية المنصة وإستمرار فقرات الفعاليات، عند هيكل مجسم الكرسي.
تعاملت قوات البوليس، مع المهاجمين المعتدين بصرامة، بعد وصول القوات الإضافية، وعشرات العربات التي إستدعتها للمساندة، للسيطرة على الموقف.
حيث وصلت إلى الميدان عشرات للسيارات المحملة بالجنود والضباط، وإنتشرت، محيطة بالميدان إحاطة السوار بالمصم. محدثة فاصلاً حاجزاً، بصف من السيارات حصاراً للمعتدين. كماستدعت الشرطة سيارات الاسعاف، للمصابين من الجانبين.

الحادثة جريمة مكتملة الاركان ومؤسفة، تنم عن جهل مدقع بالقانون، والحياة الحديثة في المجتمعات الاوروبية من قبل هؤلاء الاشخاص.
وأن الذين خططوا لها من وراء حجاب، هم بالتأكيد غرروا بهؤلاء البسطاء من صبية لا يعلمون بما يفعلون، والقانون لا يحمي المغفلين، في الحقيقة قد لقد “كذبوا عليهم بمنتهى الصدق؛ وغشوهم بنتهى الضمير؛ ونصبوا عليهم بمنتهى الامانة” وتركوهم بمنتهى النزالة؛ ليواجهوا مصيرهم الاسود مع البوليس واجهزة العدالة السويسرية، التي لا تتهاون في جرائم كهذه على الاطلاق، وحيث لا مندم.
الوقفة في نقاط’:
■ الوقفة الاحتجاجية السلمية، كانت ناجحة؛ رغم محاولة التخريب.
■ المخربين، يجهلون أو مُجهلين لقواعد الاتحاد الاوربي عامة، والقانون السويسري بصفة خاصة، نحو جرائم الارهاب وحمل الاسلحة البيضاء، فمثل هذه الجرائم البدائية، التي تحرمها شرائع السماء، و تجرمها قوانين الارض “و القانون لا يحمي “المغفلين”. ستحطم مستقلبهم، وفق القانون في الاتحاد الاوربي عامة في اي بلد كان ومهما كان وضع كانوا؛ سواء طالبي لجوء؛ أو لاجئين بإقامات قانونية؛ أو حتى مجنسين حاصلين على جنسية اوربية.

