نجامينا – (السودانية نيوز)
أعلنت السلطات في تشاد حالة تأهب أمني مرتفع على حدودها الشرقية مع السودان، عقب سقوط مدينة الفاشر – آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور – بيد قوات الدعم السريع، في خطوة أثارت مخاوف من امتداد الفوضى والصراع إلى الأراضي التشادية.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد شرعت القوات التشادية في تعزيز وجودها العسكري في المناطق الحدودية، خصوصاً قرب أم جرس والجبال المحيطة بها، تحسباً لأي تسلل محتمل لمجموعات مسلحة أو تدفق للاجئين من الجانب السوداني.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس قلق نجامينا من تكرار سيناريوهات سابقة، حين أدى انهيار الأوضاع في دارفور بين عامي 2003 و2010 إلى اضطرابات واسعة داخل تشاد، وتحولت الحدود آنذاك إلى منطقة فوضى مليئة بالأسلحة والمقاتلين.
ورغم إعلان الحكومة التشادية عن إرسال تعزيزات إضافية، إلا أن محللين يشيرون إلى أن قدرات الجيش التشادي تبقى محدودة بسبب الإرهاق العسكري وضعف المعدات والانقسامات الداخلية، معتبرين أن هذه الإجراءات تمثل محاولة لتفادي انتقال الفوضى أكثر من كونها استراتيجية دفاعية شاملة.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) ومجموعة من العسكريين الهاربين من مدينة الفاشر، إلى جانب عناصر من قوات الحركات المسلحة والمستنفرين، وذلك في منطقة جبل وانا الواقعة شمال غرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وقال مصدر أمني لـ«السودانية نيوز» إن المعارك استمرت لساعات، وأسفرت عن استيلاء قوات تأسيس على 10 عربات قتالية وأسر عدد من المقاتلين، دون الإفصاح عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الجانبين.
وأضاف المصدر أن المنطقة تشهد توترات أمنية متزايدة بعد فرار مجموعات من القوات المشتركة والمستنفرين من مدينة الفاشر خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن قوات تأسيس تواصل عمليات التمشيط في محيط جبل وانا لتأمين المنطقة بالكامل.
تتواصل المعارك العنيفة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بين الأطراف المتحاربة، وسط مناشدات دولية وأممية متزايدة بضرورة وقف القتال فوراً والعودة إلى طاولة الحوار السياسي لحل الأزمة السودانية.

