تصريحات حميتي تثير الجدل حول دور البرهان في مقتل نائب مدير الشرطة من شأنها أن تعمّق الانقسام بين المكونين العسكريين
متابعات : وكالات
في تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، اتهم قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالضلوع في تصفية نائب مدير الشرطة الفريق نصر الدين عبد الرحيم، الذي توفي في مايو 2023. حميدتي، الذي يشغل منصب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة السلام وقائد قوات الدعم السريع، أطلق هذه الاتهامات خلال كلمة ألقاها أمام جمع من أعضاء المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء وعدد من القادة العسكريين، مشيرًا إلى أن وفاة نصر الدين لم تكن طبيعية كما ورد في الرواية الرسمية، بل جاءت نتيجة موقفه الرافض للزج بقوات الشرطة في النزاع العسكري الدائر في البلاد.
وفاة الفريق نصر الدين عبد الرحيم، الذي كان يشغل منصب مساعد المدير العام للمرور ومدير عام قوات الشرطة بالإنابة، أثارت في حينها موجة من التساؤلات حول ظروف رحيله. وبينما أعلنت رئاسة الشرطة السودانية أن الوفاة جاءت نتيجة مرض لم يدم طويلًا، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي روايات مغايرة تشير إلى أن الرجل تعرض لتصفية بسبب رفضه إدراج قوات الاحتياط المركزي في العمليات العسكرية المرتبطة بالصراع الداخلي. هذه الروايات غير المؤكدة غذّت الشكوك حول ملابسات الوفاة، خاصة في ظل التوترات السياسية والأمنية التي كانت تشهدها البلاد في تلك الفترة.
في كلمته، كشف حميدتي أن الفريق نصر الدين كان قد سلّمه قائمة تضم أسماء ضباط يُزعم أنهم ينتمون إلى تيار إسلامي داخل جهاز الشرطة، ويشكلون ما وصفه بـ”المكتب السري للحركة الإسلامية”، الذي كان يخطط لانقلاب على الثورة. وأوضح أن القائمة تضمنت أسماء 60 ضابطًا تمت إحالتهم إلى التقاعد، مشيرًا إلى أن نصر الدين لعب دورًا محوريًا في كشف هذه الشبكة داخل المؤسسة الأمنية. هذه التصريحات، التي جاءت في سياق سياسي حساس، تضيف بعدًا جديدًا إلى الجدل الدائر حول اختراق المؤسسات النظامية من قبل تيارات سياسية، وتسلط الضوء على الانقسامات العميقة داخل أجهزة الدولة.
الاتهامات التي وجهها حميدتي إلى البرهان من شأنها أن تعمّق الانقسام بين المكونين العسكريين في السودان، وتفتح الباب أمام مزيد من التصعيد السياسي والإعلامي. كما أنها تثير تساؤلات حول مدى استقلالية المؤسسات الأمنية، ودورها في الصراع الدائر منذ أبريل 2023. وفي ظل غياب تحقيقات رسمية شفافة حول ملابسات وفاة الفريق نصر الدين، تبقى هذه الاتهامات محل جدل واسع، وقد تشكل نقطة تحول في الخطاب السياسي لقادة المرحلة الانتقالية، خاصة إذا ما تم تبنيها من قبل أطراف دولية أو مؤسسات حقوقية تطالب بكشف الحقيقة.
