تقرير:السودانية نيوز
كشفت مصادر متطابقة من مدينة الطينة السودانية الحدودية عن تعرّض حامية الجيش والبوابة الشمالية للمدينة لهجوم بطائرات مسيّرة، في تطور أمني خطير ينذر بتصعيد واسع في المنطقة الحدودية بين السودان وتشاد.
وأفادت مصادر موثوقة بأن ما تُعرف بـ«القوة المشتركة»، وبالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني، أدخلت عشرات المسيّرات الانتحارية إلى منطقة الطينة والبلدات المحيطة بها. ووفقاً للمصادر، جرى تهريب هذه المسيّرات عبر مسارات صحراوية معقّدة تربط بين تشاد وليبيا ومصر والسودان، مستغلة شبكات تهريب نشطة في تلك المناطق.
وأضافت المصادر أن عمليات تهريب الأسلحة تلقت دعماً عبر إنزال جوي نفذته طائرات أجنبية متسللة، يُرجَّح – بحسب تقديرات المصادر – أنها طائرات مصرية، في إطار تعزيز القدرات العسكرية المستخدمة في المنطقة.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع أنه تم، قبل سقوط مدينة الفاشر بأسبوع، ضبط حاوية تحتوي على 21 مسيّرة انتحارية، جرى إسقاطها عبر مظليين لصالح الحركات المسلحة المنضوية ضمن «القوة المشتركة» في مناطق وادي هور وأبو قمرة وكرنوي والطينة.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المسيّرات استُخدمت لاحقاً في هجمات على مناطق متفرقة في إقليم دارفور، خاصة بعد عودة عبد الله بندة من رحلة علاجية في الهند إلى مدينة الطينة الحدودية. ولفتت إلى أن بندة كان قد أُصيب في وقت سابق بجروح خطيرة في يده خلال معارك الصحراء.
وفي تطور لافت، أعلنت الحكومة التشادية، اليوم، مقتل جنديين تشاديين إثر قصف بطائرة مسيّرة انطلقت من منطقة «جبل مُر» داخل الأراضي السودانية، واستهدفت معسكراً للجيش التشادي في بلدة الطينة التشادية الحدودية. وأكدت مصادر أمنية تشادية أن «القوة المشتركة» المشرفة على إطلاق المسيّرات الانتحارية باتت تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي التشادي، مشيرة إلى أن هذه العمليات تُدار – بحسب تقديراتها – بقيادة الجنرال عبد الله بندة، المطلوب دولياً لدى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت سابق، كانت تقارير أمنية قد حذّرت من نشاط مشبوه لجماعات إرهابية في هذه المناطق الحدودية، تشمل عمليات تدريب وتجنيد للسكان المحليين للقتال ضمن صفوف قوات العمل الخاص (الإسلاميين)، و«القوة المشتركة»، إضافة إلى كتائب جهادية أجنبية، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويضاعف المخاوف من تحوّل المنطقة إلى بؤرة تهديد إقليمي واسع.

