تفشى مرض الكوليرا في 7 ولايات …و تدهور صحي خطير في مركز العزل بالثورة أمدرمان والمرضى يتلقون العلاج في العراء
وكالات:السودانية نيوز
كشفت مصادر صحية عن تفشي مرض الكوليرا في 7 ولايات سودانية جديدة ، في وقت لا يزال الاوضاع بمركز العزل في منطقة الثورة بأمدرمان في تدهور خطير، حيث يتلقى عدد من المرضى العلاج في الشارع أمام المركز، في مشهد يعكس حجم الأزمة الصحية المتفاقمة وغياب التدخلات الرسمية.
وبحسب شهادات أطباء ومتطوعين، فإن المركز يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والمستلزمات العلاجية، ما دفع البعض لتقديم الإسعافات الأولية للمرضى في ظروف بيئية غير مناسبة.
يأتي هذا وسط تزايد البلاغات عن حالات إصابة بأعراض مشابهة للأمراض الوبائية المعوية، في وقت لم تصدر فيه وزارة الصحة أي توضيحات رسمية بشأن طبيعة الحالات أو خطة الاستجابة.
ويحذر مختصون من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى كارثة صحية أكبر، مطالبين بتوفير الدعم اللازم للمراكز الصحية وتفعيل خطط الطوارئ.
ووصفت نقابة أطباء السودان الوضع بـ “الكارثي”، وعزت تدهور الأوضاع الصحية إلى التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب، لكن وزير الصحة قال إنهم خصصوا غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع الصحي.
في حين أعلنت دوائر صحية في ولايات مثل سنار والجزيرة عن تفشي المرض في عدد من المناطق، قال عاملون في الحقل الصحي إن المرض تفشى في 7 ولايات على الأقل، مشيرين إلى أن عدد الإصابات أعلى بكثير من البيانات التي نشرتها وزارة الصحة، الخميس، والتي تحدثت فيها عن نحو 2300 إصابة.وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرها ناشطون طوابير طويلة للسكان بأحد أحياء العاصمة للحصول على المياه حيث تشهد إمدادات الكهرباء والمياه انقطاعا واسعا في ظل تقارير تحدثت عن خروج أكثر من 60 في المئة من المحطات من الخدمة.
ومع خروج أكثر من 70 في المئة من مستشفيات البلاد عن الخدمة إما كليا أو جزئيا، تعطلت إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية بشدة في أجزاء كثيرة من العاصمة الخرطوم، مما جعلها إما غير متوفرة أو باهظة التكلفة.
فرضيات أخرى
في الأثناء، رجحت مصادر طبية أن تكون الإصابات الحالية ناجمة عن تسمم كيميائي، وسط تقارير أشارت إلى تسرب دخان وغبار من مخزن للأسلحة في مدينة أم درمان الأسبوع الماضي.
وقال متطوع، فضل حجب اسمه لأسباب أمنية: “ما يحدث في أم درمان وجنوب الخرطوم من تزايد مخيف في حالات الإصابات ليس تفشيا للكوليرا، وإنما هو نتاج فعلي لتسمم ناجم عن مخلفات أسلحة كيميائية”.وأضاف “الأعراض التي تظهر في معظم الحالات المسجلة ليست أعراض تقليدية لمرض الكوليرا، فنسبة كبيرة من المرضى يشتكون من صداع ومغص حاد دون وجود إسهال أو استفراغ”.
وأكد وزير الصحة أنهم كانوا يتوقعون انتشار الكوليرا بعد عودة السكان إلى بعض المناطق في العاصمة، وتدهور الظروف البيئية وتاثيرها على مصادر المياه الصالحة للشرب.