حكومة التعايشي الافتراضية متاهة جديدة في الأزمة السودانية. ماهية الوثائق التي سيتقدم بها رئيس وزراء تأسيس للأمم المتحدة أو الإتحاد الإفريقي أو للدول منفردة ليطالب بالإعتراف بحكومته (٥) .
بقلم الصادق علي حسن
الحركة الإسلامية (المزعومة) في السودان عبارة عن منظمة إجرامية ممزوجة بشعارات الهوس الديني، وظفت ضعف الأحزاب والمجتمع المدني في العودة للمشهد السياسي بعد عزلها شعبيا .
* البلاد على أعتاب الحرب الأهلية ، والحركات المسلحة وصلت إلى مدخل النفق المسدود .
مكمن الأزمة .
لا تزال النخب السودانية في مربع رفع شعارات رفض مشاركة المؤتمر الوطني وحركة الإسلام السياسي في الحكم ، وتتمسك بعدم الجلوس معها ضمن شروطها للحوار ، وتتحدث بأن المؤتمر الوطني هو من أشعل الحرب . ليس هنالك من يمكن أن يجهل أو ينكر حقيقة دور المؤتمر الوطني في أشعال الحرب ،وأنه الطرف الرئيس،إلا إذا لم يكن مراقبا أو باحثا في الأزمة السودانية بعمق أوفي الحرب الدائرة ، ولكن لم يكن المؤتمر الوطني لوحده، كما والسؤال أين الطرف الآخر في هذه الحرب ودوره؟ وهل الحرب إذا بدأت وأشتعلت في مكان ما بين طرفين تبرر حصار القيادة العامة والمرافق الرئيسة والدخول إلى منازل المدنيين . إن الصحيح هذه الحرب أطرافها ثلاثة وهي (المؤتمر الوطني، والدعم السريع والقوى النافذة في الاتفاق الإطاري) ، ولكل طرف من هذه الأطراف دوره فيها، ولكن آثار هذه الحرب المستفحلة قد تجاوزت من أشعلها، وباتت تهدد وحدة البلاد ومستقبلها ، وقد صارت ساحة مستباحة لصراعات المحاور الإقليمية والدولية ، وفي موائد التقسيم الدولي بين أصحاب المصالح الخارجية النافذة في الشان السوداني ، لا توجد رؤى داخلية حزبية أو مدنية للحاق بما يمكن اللحاق به لتجنيب البلاد مخاطر التشظي والتقسيم والحرب الأهلية التي باتت وشيكة ، لا تزال القوى السياسية والمدنية دائرة في حلقة إجتهادات معهد الحوار الإنساني البريطاني، وورش ولقاءات منظمة بروميديشن الفرنسية ،والأوضاع في البلاد تجاوزت مرحلة إنتاج النخب للحلول من خلال توصيات ومقررات هذه اللقاءات والورش، فالدولة المترامية الأطراف، المتعددة الاعراق والقبائل تعاني من ظاهرة الانقسامات المجتمعية ، والآن داخل معسكرات بورتسودان القبائل التي ليست لها مشاركات في السلطة تشارك في التحشيد والتجييش ليحصل منسوبيها على مشاركات السلطة ، وفي معسكر تأسيس ظهرت أصوات لأبناء من منسوبي القبائل الذين لم يجدوا حظهم في مجلسي تأسيس الرئاسي والتنفيذي ، وقد تحول الأمر إلى صراعات أستخدام واستغلال رمزية القبيلة في الحرب ، وظاهرة فريدة في نوعها لم يشهد العالم مثيلا لها ، أكثر من مائة لافتة بإسم حركة مسلحة وعشرات اللافتات التنظيمات السياسية والحزبية ومثلها كذلك من لافتات القوى المدنية، وكلها مشغولة بصراعات السلطة والحكم. لا توجد شخصيات ملهمة تقود هذه المجتمعات المتصارعة والمتنافرة إلى اتفاق الحد الأدنى للخروج بالبلاد من أزماتها ، كل من يمارس النشاط السياسي يرى في نفسه التأهيل لتولي أرفع الوظائف في الدولة، الخريج الجامعي الحديث الذي تخرج ولم يستلم شهادته أو الذي لم يسبق له العمل ، أو ذلك الذي هاجر إلى دول الغرب وحمل جنسية دولها وصار يتحدث لغاتها ويعمل في مهنة في مهنة لا علاقة لها بشؤون الإدارة والحكم ، قد يكون سائقا لتاكسي أو عاملا في محطة وقود ، أو بائعا في المحال التجارية أو يعمل في التأمين والتوزيع ، وكل من حمل بندقيته ورفع شعار مظالم الهامش، ولم تعد للوظائف الرفيعة في الدولة سيادية أو تنفيذية أو الرتب العسكرية معايير، فرتبة الفريق واللواء صارت شائعة بين الحركات المسلحة قد لا تسمع برتب الضباط الوسطى أوالصغرى إلا نادرا . الأزمة صارت وأضحة في عقلية نخب السلطة سواء أن كانت مؤهلة تأهيلا أكاديميا أو فاقدا تعليميا أوتربويا ، لتشهد البلاد مآسي الحرب المتجددة .
الحركة الإسلامية في السودان ظاهرة إجرامية .
بعد ثلاثين عاما في الحكم ،خبر الشعب السوداني بماهية الحركة الإسلامية في السودان ، وعن هذه الحركة صدرت الشهادات بشأنها عن تجربتها ومن اهمها قال عنها الشيخ أسامة بن لادن الذي أقام في السودان لفترة معتبرة بعد أن تم أغرائه بالحضور لدولة الإسلام في السودان ، وعرض النظام الإسلامي مقايضته وتسليمه للسعودية ووقتذاك لم يكن مطلوبا لديها أو لدى الولايات المتحدة ، ثم فلت منها، وخرج وفي محطات الترانزيت غير وجهته حتى وصل إلى افغانستان واكتفي بتوصيف الحركة الإسلامية في السودان بأنها ( الحركة الإسلامية في السودان منظومة إجرامية ممزوجة بشعارات الهوس الديني) ، كما ووصفها الفنزويلي المطلوب للغرب كارلوس الذي دوخ الغرب ، وتم استدراجه إلى الخرطوم وتسليمه لفرنسا بعد أن تم تخديرة وأتت طائرة فرنسية خاصة نقلته من الخرطوم بالقول (خدعت بواسطة الثعالبة) إن ظاهرة حركة الإسلام السياسي في السودان أنشطتها وحدها تفضحها ، تشوهات تربية عضويتها وممارساتها الفاسدة كافية ، قيادي منها عضوا بهيئة علماء السودان والمسؤول في صندوق دعم الشريعة والذكر والذاكرين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويؤم الناس في الصلاة، لخصومة مع إخوانه في التنظيم تنشر له في الوسائط صورة جعلته يختفي تماما عن الانظار وقد
أختفى كاتب عمود أصل المسألة الذي كان يمارس الإرهاب والإرعاب لأصحاب الرأي الآخر،، مسؤول الشؤون الدينية والحج والعمرة والذكر والذاكرين ومسؤول الحركة في سنار يتم ضبطه في مزرعة بولاية سنار مع عاملة نظافة شابة تعمل بمكتبه بالوزارة يستغل حوجتها وظروف زوجها الضرير ليأخذها إلى مزرعته لفقه التمتع وتتم محاكمته جنائيا ليتم شطب الدعوى لاحقا ويعود إلى موقعه كما لم يحدث شيئا ، في بورتسودان يتم ضبط البلدوزر في شهر رمضان مع فتاتين في عمر بناته ، وهكذا ، فليس هذه الأمثلة من شاكلة التصرفات الفردية المعزولة ولكن الشواهد كثيرة وفساد المال العام والسلطة المحتكرة ، والمحسوبية وتحويل الدولة إلى دولة التنظيم ، ليست لهذه الحركة الآن أي أثر في المساجد ولا في التربية السلوكية السليمة للأجيال، ويتزعمها حاليا مستثمرا في تجارة مواد البناء علي كرتي الذي يُصر على الاستمرار في الحرب ، فهو وزملاؤه في التنظيم مصابون بجنون داء السلطة حتى وهم على حواف المقابر مثل علي عثمان محمد طه الذي أسودت وجهه بسواد اعماله، وقد مارس قتل التشفي والحقد الأعمى حتى بحق ابن الأسر العريقة مجدي محجوب محمد أحمد (٣٣ سنة) والتي لم تقلع والدته المكلومة ثوب الحداد عليه إلا بعد عزل ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م للبشير ونظام المؤتمر الوطني المشؤوم ، هذه المنظومة الإجرامية كشفها وفضح أمرها من داخلها، وليس برفع شعار التمسك بإقصائها ، وهذه المنظومة الإجرامية تطبق عليها أحكام القانون ومقارعتها بالحجة والرأي ، ولكن ناشطو قحت وتقدم وصمود يلتقون بالوسطاء ويتحدثون عن إقصائها باعتبار انها سبب كل الأزمات والحرب، فيتساءل الوسطاء في أستغراب إذا كان الأمر كذلك كيف يتم وقف الحرب في غياب الطرف الرئيس ، كما وكيف لقوى ديمقراطية ولا تعتمد على أدوات الحجج الديمقراطية والقانون، وترفع شعارات تطبيق الديمقراطية وهي لا تدرك أن الديمقراطية لا تقوم على الإقصاء، وأن الجرائم المرتكبة مكانها المحاكم، لقد قامت قوى الثورة بعزل المؤتمر الوطني من السلطة وإجتماعيا، وفشلت قحت في محاكمة التنظيم وأعضائه بعد أن أسست لشراكة محاصصة على السلطة مع اللجنة الأمنية للنظام المدحور .
الحركات المسلحة في مدخل النفق المسدود .
الحركات المسلحة المتحاربة على السلطة سواء المنضوية للسلطة بموجب اتفاق جوبا في معسكر بورتسودان أو حليفة الدعم السريع في معسكر تحالف تأسيس ، فقدت ما تبرر به لمواقفها وهي لم تقف على الإطلاق مع شعارات الثورة التي أتت بها ولولاها لكانت حتى الآن تحارب في أصقاع البلاد وقيادتها في الفنادق تنتظر جولات التفاوض، وقد تحولت مراكزها وفي السلطة صارت تستخدم بنادقها للقتل الجزافي الذي غالبيته يقع على رؤوس المدنيين أفرادا وجماعات واسر، إن هذه الحرب عرت كل الشعارات الجوفاء، سقطت الشعارات الدينية الكذوبة (المؤامرة على الإسلام) كما وسقطت مزاعم الحرب الأثنية ضد العرب والمسلمين وقد اتجهت إلى الحرب الأهلية الشاملة وتحالفات المصالح بين معسكري بورتسودان وتأسيس .
حميدتي والحلو والديمقراطية .
إن هشاشة الدولة السودانية اوصلت حميدتي ليصبح القوى التي تقوم بمصارعة الكيزان وهو من صنعتهم ، وقد صار لهم مثل دابة الأرض، إن الكيزان لا مستقبل لهم في الأجواء النظيفة، ولكن حيثما ظلت الأوضاع الاستثنائية قائمة، وقد عادوا إلى المشهد السياسي بقوة بفعل الحرب سيتعاظم تأثيرهم وقد يمتد ذلك التأثير لأجيال قادمة ، طالما ظلت القوى السياسية والمدنية تجهل أدوات مقارعة هذه الظاهرة الفاسدة وتكتفي برفع شعار إقصائها، ولا تدرك بأن الإقصاء الصحيح يبدأ بالتجريم أمام المحاكم عن كل الجرائم المرتكبة بالتضامن أو الإنفراد .
في نوفمبر ٢٠١٥م اشتركت في اجتماعات نداء السودان بباريس وكانت هيئة محامي دارفور مشاركة في تكوين مبادرة المجتمع المدني ونداء السودان وفي ذلك الإجتماع المحضور بواسطة قيادات قوى النداء ، طلبت من قيادات الحركة الشعبية شمال والتي كان يمثلها في الإجتماع المذكور نائب رئيسها القائد عبد العزيز الحلو وأمينها العام الأستاذ ياسر عرمان الإجابة عن تساؤلات أهمها كانت، لماذا لا تمارس الجبهة الثورية الديمقراطية داخلها وتقوم بتسليم رئيستها بحسب نظمها بالتناوب ودورة الرئاسة منذ أكثر من عام يفترض أن تؤول لحركات دارفور ؟ فماذا كانت إجابة القائد الحلو وتبريره الذي سأتناوله في المقال القادم .