عزيز جنرال يكتب: استراتيجية الولايات المتحدة تجاه منطقة القرن الافريقي: تعزيز النفوذ وإعادة توازن مصالح شركائها الإقليمين!!!
تشكل منطقة القرن الأفريقي اهمية جيوسياسية الاستراتيجية للولايات المتحدة، حيث تعتبر أحد أولويات القصوى لأمنها القومي ومصالح شركائها كل من المصر والسعودية والإمارات، لأن المنطقة لها موقع استراتيجي تطلُّ على الموانئ البحرية الحيوية وقربها من الشرق الأوساط.
وفي ظل المتغيرات المتسارعة وسياسة الفك والتركيب في منطقة القرن الأفريقي تسعي ادارة دونالد ترامب إلى إطلاق انيابها لتعزيز نفوذها في
المنطقة عبر توطيد علاقاتها والتعاون الاقتصادي والامني و ضبط بوصلة مصالح حلفائها واحتواء الصدام والتنافس الدائر حول ملف السودان، وذلك من اجل مواجهة تمدد الصين في جيبوتي ومحاولة روسيا لإحياء قاعدتها العسكرية في ملامنغو بالبحر الاحمر بدعم من سلطة امر الوقع في بورتسودان وهذا قد تشكل تهديدًا خطيراً للامن القومي الأمريكي ومصالح شركائها في المنطقة.
ولذا بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تحركات مكوكية مع ارض الصومال لمنح امريكا موطئ قدم للتحكم على ميناء بربرة ومضيق باب المندب كنقطة ارتكاز لمجابهة النفوذ الحوثيين في اليمن وحركة الشباب الصوماليه المتطرفة لتأمين والسيطرة على الطرق التجارية البحرية الاستراتيجية وخليج عدن والمحيط الهندي، ولذلك انخراط ادارة دونالد ترامب في ملف السودان من خلال اجتماع الرباعية المرتقب في البيت الأبيض نهاية هذا الشهر فيه ارهاصات وسيناريوهات متعددة المسارات في إطار صياغة أجندة إقليمية ودولية مشتركة وخلق تفهامات وارضية تعاونية مع شركاء الولايات المتحدة اللاعبين الاساسين في حلبة الصراع في السودان لإنهاء الحرب ربما من خلال ابرام صفقة تحافظ على المصالح الاقتصادية والسياسية والامنية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة واحتمال تكرار سيناريو نفاشا سياسة العصا والجزرة او فرض السلام بالقوة وخاصة في ظل ادارة ترامب المبنية على استراتيجية الربح والخسارة اي دبلوماسية السوق الأسود.