غرفة طوارئ بحري تكشف عن ارتفاع الوفيات الناجمة عن الجوع
متابعات: السودانية نيوز
حذرت غرف الطوارئ بمدينة بَحَري السودانية من تصاعد أعداد الوفيات الناجمة عن الجوع، وذلك بعد التوقف الكامل للتكايا التي كانت تُعد مصدرًا رئيسيًا لتوفير الوجبات للفقراء والنازحين.
وقالت “الغرف” في منشور على “فيسبوك”، إن توقف التكايا سيساهم في ارتفاع معدلات الجوع، خاصة وسط الأطفال والنساء وكبار السن، ويُفاقم من الضغوط النفسية والصحية، مناشدة الخيريين بدعمها.
وتسببت الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم في انتشار الجوع على نطاق واسع بالبلاد في ظل عدم الوصول إلى تسوية للصراع الدائر بين الطرفين وعدم الاكتراث لأوضاع المواطنين المتردية.
وأكدت الغرف في بيان صادر اليوم أن “العديد من الأسر أصبحت غير قادرة على الحصول على الطعام منذ توقف التكايا، ما أدى إلى تسجيل حالات وفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال وكبار السن”.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد، وسط غياب الدعم الحكومي وتراجع المساعدات الإنسانية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية.
وناشدت غرف الطوارئ المنظمات المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإعادة تشغيل التكايا، وتوفير الدعم الغذائي اللازم لإنقاذ الأرواح في مناطق النزاع.
وأكدت منظمات الأمم المتحدة المعنية بالأمن الغذائي أن السودان تواجه نسب مرتفعة للغاية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الصراع وموجات الجفاف ونقص المواد الغذائية بشكل كبير ليضعها التصنيف العالمي للأم الغذائي ضمن البؤر الخمسة الأكثر قلق في العالم.
ووفق الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” صنّف أحدث تقرير عن بؤر الجوع في السودان ضمن أكثر خمس بؤر جوع إثارة للقلق، حيث تعاني المجتمعات المحلية إما من المجاعة، أو تُواجه خطر المجاعة، أو مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، نتيجةً لتصاعد الصراعات، والصدمات الاقتصادية المستمرة، والمخاطر الطبيعية، وتتفاقم هذه الأزمات بسبب تزايد قيود الوصول، ونقص التمويل الكبير.
وأكدت الفاو في تقرير لها أنه وصلت الأزمة الإنسانية في السودان إلى مستويات كارثية ووفقًا لأحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائى (IPC) يواجه نصف السكان – 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأضافت الفاو أنه أعلنت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل حالة المجاعة (المرحلة 5) في خمس مناطق، مما أثر على 637,000 شخص، مع توقعات تشير إلى احتمال انتشارها إلى خمس مناطق أخرى.
ومن جانبها أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حملة واسعة النطاق لتوزيع البذور الطارئة تستهدف 1.5 مليون أسرة زراعية – أو ما يقرب من 7.5 مليون شخص – في 17 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان.
انطلقت حملة توزيع البذور لعام 2025 في غرب دارفور، حيث يواجه أكثر من 750 ألف شخص أي أكثر من نصف السكان جوعًا حادًا أو أسوأ بسبب النزاع وانعدام الأمن الغذائي.
و وفق منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تقدم الحملة البذورٌ الضروريةٌ للغاية، لمساعدة الأسر على زراعة محاصيلهم لموسم 2025 الرئيسي. بدعم من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، تُكمل هذه الحملة استجابة الفاو الأوسع للطوارئ في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية.
ومن جانبه قال شو دونج يو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو): “غرس البذور يعني غرس الأمل في الحصول على الغذاء. هذه ليست مجرد أزمة جوع، بل هي سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح”. وأضاف: “يجب أن نتحرك بسرعة وحزم حتى يتمكن من هم في أمسّ الحاجة من إنتاج الغذاء الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة بسرعة”.