محمد صالح عبدالله يس يكتب: عبير الأمكنة واد النجيب عبدالله حسن
انت ياكل الذين احبهم. . . منذان عرفتك كنت احد العناوين البارزة لمدينة امكدادة فقد كنت ملهما لنا في شخصك وخطواتك الواثقة عرفتك امكدادة بدماثة الخلق والأدب الجم
لقد جسدت في شخصك معنى العالم الأديب المتواضع، فكنت قدوة لمن عرفك، ومصدر إلهام لأبناء جيلنا فالعلم عندك لم يكن غطرسة، والأدب لم يكن تكلّفاً والتواضع لم يكن ضعفاً بل مزيجاً نادراً من الأخلاق والمعرفة والإنسانية. حيّاك الله بما زرعت، وخلّد أثرك فيمن تبع خطاك
كنت قد وجدت لك صورة مع طلابك في المملكة العربية السعودية وأنت في مناسك الحج فقد رايتهم يحيطون بك إحاطة السوار بالمعصم فرغم انك غادرت المملكة وانتهت فترة عملك إلا ان طلابك كانوا في شوق إليك عندما شاهدوك استعادوا ذكري تلك الأيام التي قضيتها بين ظهرانيهم والإنسان يستطيع ان ينسي كل شيئ إلا معلمه
لقد كنت معلّمًا من طرازٍ نادر يفيض علمًا ويتوشّح بالأدب وتتواضع تواضع العظماء. أحبّك طلابك لأنك رأىت في كل واحدٍ منهم مشروعًا للحياة وفتحت لهم أبواب الحلم وزرعت في قلوبهم الثقة والطموح. وأحبوك لأنك حببت لهم معادلات مادتي الكمياء والرياضيات فزرعت فيهم حب المعادلات الرياضية وحببت اليهم علوما ثقيلة تنفر منها نفوس الطلاب فأحبوا موادك واحبوك لأنك كنت صادق العشرة، كريم الخلق ولا تُثنيك الأيام عن بذل الخير.

في كل مكانٍ عملت فيه تركت أثرًا لا يُمحى وذكرى عطرة تفوح بين الجدران ومازالت ذكرياتك في قاعة كلية العلوم بجامعة الخرطوم منقوشة ومحفورة وعليها توقيعات العالم التحرير البروفسور محجوب عبيد طه
لم تكن انت مجرد معلمٍ أو افندي يؤدي واجبًا بل ملهما لطلابك توقظ فيهم حبَّ المعرفة
صدقني أيها النجيب الأديب الأريب مااكتبه هو خلجات تموج في صدري فانقلها الي الغراطيس وامارس تهويمات حول حماكم انت والأخ الوراق العظيم محمد علي عبدالله عبدالوهاب فأنا مدين له ولأسرته الكريمة وصحبتهم الطيبة وجيرتهم الحشيمة بالفخر والامتنان فحمد علي رجل حفي التقاسيم ودينار من الصك القديم وشخصية عصية علي النسيان وغير قابلة للتلاشي
لقد تسرب الكثير من أعمارنا من بين أيدينا رغم مرور أعمارنا فصناديق الامال مازالت معلقة وملقاة علي قارعة امكدادة بين راكوبة عمنا سكينجو وشاكوش ام قوفو الذي بأس الحديد بين يديه وهو بين سندانه ومطرقته وقد شهدت له المدينة بانه نسخة ثانية من سيدنا داؤود الذي اوبت معه الجبال
كان الزمان في امكدادة عاقلا وساكنا وأقل جنونا من اليوم فالذكريات هي الجذور الخفية التي تربط الإنسان بماضيه، وهي النداء الصامت الذي يُشعل في النفس شوقًا للاستمرار وتوقًا لأن يترك المرء أثرًا لا يُمحى. إنها هي التي تجعلنا نتمسك بالحياة وبأهداب ذلك الزمن الوريق والوريف لا لأجل البقاء يومها فحسب بل لأجل ما حملته من وجوه واماكن ن ولحظات باقية نشتاق سرمدتها وخلودها
لك التحية فانت أستاذ الاساتيذ تتمتع بقدرات استثنائيه يندر ان يمتلكها آخر مثلك فالجمع بين مادتي الرياضيات والفيزياء
الان فقط عرفت سر الكمياء التي تجمع بينك والأخ محمد علي هناك وأن هناك انسجاماً نفسياً لا يُفسَّر بالمنطق وحده ولذلك امتدّت علاقتكم وصداقتكم طوال هذه السنين تزداد عراها يوما بعد يوم وتتوثق ورائحتها وطيب نشرها وذُكائها مصنوعة من البخور العدني الذي صنعته فاطمة بت الزاكي عليها الرحمة ومدخول في سحارة خالتنا ريلة احمد البشير ومعطونة في سحارة الكنداكة زينب السيد عليها الرحمة تحياتي لك ولمحمد علي ولي حديث آخر عن بت الزاكي صانعة البخور العدني ومنتجته الأولي في السودان