الأربعاء, ديسمبر 17, 2025
الرئيسيةاخبار سياسية" مليشيا الجيش" ليست هيكلة بل إعادة بناء بعقيدة وطنية لا يصلح...

” مليشيا الجيش” ليست هيكلة بل إعادة بناء بعقيدة وطنية لا يصلح العطار ما أفسده الدهر ..

عبد الوهاب الانصاري
في العام 1896 كانت الاستعدادات على اشدها، لإعداد حملة اعادة إستعمار السودان، في مصر التي ضمتها بريطانيا العظمى، لها في العام 1882 بعد انتصارها في معركة التل الكبير، وإخماد ثورة عرابي والقبض عليه.

كانت العناصر القتالية المعدة لاعادة استعمار السودان في الجيش المصري الذي يقوده كتشنر باشا البريطاني، تتكون في العام 1896 فيه قوات المشاة من:
● “18” كتيبة مشاة من “الأولى” حتى “الثامنة عشر” منهم “6” كتائب سودانية!! من الكتيبة “التاسعة” حتى الكتيبة “الرابعة عشر” أي ثلث جيش العدو الغازي كانوا عملاء من السودانيين ..!!

● في اللواء الاسود بقيادة كولونيل “ماكدونالد”Mcdonald”
“3” كتائب سودانية من اربعة كتائب يتكون مها اللواء.

كانت القوة الضاربة في جيش العدو
اللواء الثاني: بقيادة الميجر “ماكدونالد” تكون من :
الكتيبة التاسعة سودانية
،، الحادية عشرة ، ،
، ، الثانية عشرة ، ،
، ، الثالثة عشرة ،،

وفي لواء ماكسويل “Maxwell”
3 كتائب سودانية.

“الجيش السوداني” أو قل تيراب هذا الجيش تعود إلى عهد الاستعمار التركي “حقبة محمد علي باشا”؛ وعهد الاستعمار الثنائي الانجليزي المصري. بلغت فيها الفترتين 123 التي فصلتها الثورة والدولة المهدية – من 1881 – 1899 حوالي 14 سنة.

فالحقبة التركية، بدأت في العام 1820- 1885واستمر 65 عاماً، البريطانية المصرية التي أعقبت المهدية في العام. 1898 عقب معركة كرري الشهيرة، استمرت حتى 1965حوالي 58 عام.

طيلة هاتين الحقبتين الاستعمارتين، بُنّي هذا الجيش الذي يتفاخر بعمره “الميوي” مائة عام للدهشة، خادماً “اميناً” لأهداف المستعمر بإخلاصٍ، حسب “العقيدة” الاستعمارية.
التي تتمثل رؤيتها في أن الشعب عدواً له كمليشيا جندرمة، وللنظام الاستعماري الجاثم على انفساها.

فهو بحكم النشأة، والتطور، في نطاق دورته الاستعمارية الحياتية، “مليشيا جندرمة” إستعمارية وطبيعتها الأصيلة الاستعلاء على الشعب واحتقاره بإعتباره “كُهنة” (“خرقة” بالية لمسح “البوت” الميري وتلميعه – وتنظيف البندقية) وقهره. بهذه العقلية الاستبدادية، تمت تغذية منتسبيه تأهيلاً ومنهجاً واسلوب حياة. وأصبحت مجرد كلمة “مدني” شتيمة في قاموس مليشيا “جيش” السودان.!!
ترسخ ذلك في معسكرات تدريبه، وفي مناهج تكوين عساكره والضباط.

وحين خرج المستعمر من البلاد، بواسطة القوى السياسية المدنية، الاحزاب بتفويض شعبي “إنتخابات” بمقياس شافية ومهنية عالمي ومعياري، ومن داخل، أو “البرلمان” الجمعية التأسيسية.

وجد هذا “الجيش المليشيا” حينئذ وحتى لحظتها، أنه مؤسسة إستعمارية تقف على رمال متحركة رغم تغيير عنوانها وجد نفسه واقفًاً في هاوية عارياً، فقد سيده وسنده. دون عقيدة، أو ركيزة، أو أساس يقف عليه، كطفلٍ ضل الطريق وفقد والديه في زحمة زفت المولد. فتخبط كمن مسه الجن.

فقد خرج المستعمر، متأبطاً معه عقيدته “الكولونيالية” التي وظَّفت هذه المليشيا “قوة دفاع السودان” عليها حتى لحظتها وهي: “الجيش عدو الشعب الاوحد” فتستأسد عليه وتتعنتر .

لم لا فقائده الاول كان “الباشا” !! اللواء أحمد محمد الجعلي باشا. اي والله “الباشا” أول قائد لهذه المليشيا “الجيش” بعد تغيير “اليافطة” وطرطشتها وكتابة اسمها الجديد “الجيش السوداني” دون وجه حق.
وكان هو الوارث، وبالضرورة بحكم الجينات وامشاج تُخلق التكوين، كانت تلك “العقيدة” العُقدة.
ولم يستطع؛ عبر كل عهود الحكم الوطني، أن يتحول عن تلك العقيدة الاستعمارية، ليُكَّون عقيدةً وطنيةً كجيش وطني او جيش تحرير، تتمثل مهامه في حماية البلاد، من العدوان الأجنبي، أو حتى يبِّر بقسمه المغلظ، على كتاب الله، في حراسة النظام الدستوري الديمقراطي؛ ولكن الطبع يطغى على التتطبع؛ فلم لا يكون ذلك؟
وداخل معسكراته، المحصنة التي يُمنع الاقتراب من سورها، أو دخولها أو التصوير بالقرب منها؛ يُبّنى جنوده وضباطه على العنجهية، أن “المدنية” شتيمة و”المدني” عار، والمجد ليس للوعي؛ إنما للدانة وللبندقية ” فكيف يستقيم الظل والعود اعوج” لذا الساقية لسة مدورة – والساقية طاحونة الأنين – واحمد وراء التيران يخَّب – اسيان يفكر منغلب”

■ مهمة الجيش الوطني؛ هي بذل كل جهدٍ ممكنٍ للحفاظ على أمن الدولة وشعبها. وما نحن فيه الآن من خرابٍ، ودمارٍ غير مسبوقٍ، سببه هو :مليشيا جيش الحركة الإسلامية الإرهابية” سليلة مليشيا “قوة دفاع السودان” 1925″؛ لذا لابد من هدمها وإعادة بنائها، لأن عقيدتها الاستعمارية، المتمثلة في الاستحواذ على السلطة و نهب الثروة. هي اس ازمتنا، والتي بوجودها نكرر إعادة إنتاج الأزمة؛ وقد بلغ الاستحواذ على السلطة والثروة’ بواسطة هذه المليشيا “الجيش” في فترتي حكم المشير عمر البشير، الهارب من سجن كوبر، والمطلوب القبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية في لآهاي؛ بتهم جرائم الحرب، الإبادة الجماعية والتطهير العرقي .. و الفريق أول؛ عبد الفتاح البرهان “رب الفور” حداً أدى إلى هذا الخراب والدمار العظيم، الذي نحن فيه الآن، وإلى اضمحلال مؤسسة بقايا الدولة التي كانت، حتى أضحت أطلال وبمنهجية، بسبب تلك البنية المعتلة والعقيدة التي ورثها الجيش من المستعمر هذا هي صحيفة هذا المليشيا..
▪︎ جرى أول انقلابٍ عسكري في تاريخ السودان المستقل على النظام الديمقراطي.

وهو الانقلاب الذي قاده الفريق إبراهيم عبود في عام 1958 وذلك بعد عامين فقط من الاستقلال.

“فالجيش الذي كان مستخدماً من قبل المستعمر لقمع الشعب وقهره، قاده وضعه ذاك للاحساس أنه الأحقُّ بالحكم، وأنه الأقدر عليه من غيره.

وعندما غادر المُستعمِر، السيد الذي تربى في كنفه، كان يحكم بشرعة قوة السلاح الاستعمارية، رأى ربيبه مليشيا “هيدلستون” قوة دفاع السودان المسمى “جيش”بصورةٍ تلقائيةٍ، أنه الوريث الاوحد، والأحق بخلافته لحكم البلاد بشرعية البندقية.

والدليل على رسوخ هذا المفهوم الخاطئ هو سلسلة الانقلابات العسكرية، التي قام بها هذا الجيش المليشيا، مسجلاً أعلى رقمٍ على مستوى العالم في الانقلابات – حتى قيل أن من يصحوا باكراً من ضباط “جيش” السودان يصير رئيساً.

فقد بلغت الانقلابات، ما بين ناجح وفاشل حوالي أكثر من 20 محاولة

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات