السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةمن مالي إلى إريتريا: مسارات معقدة لتوريد السلاح التركي إلى السودان

من مالي إلى إريتريا: مسارات معقدة لتوريد السلاح التركي إلى السودان

من مالي إلى إريتريا: مسارات معقدة لتوريد السلاح التركي إلى السودان

ذو النون سليمان، وحدة الشؤون الافريقية، مركز تقدم للسياسات
ملخص تقدير موقف.
تقديم:
في المتابعة الميدانية للحرب في السودان، لا زالت أطراف الصراع تعتمد الحل العسكري والتحشيد القبلي والجهوي والتسلح بطرق مختلفة لحسم المعركة. الامر الذي قد يحولها الى حرب إقليمية. فقد أشارت مصادر ميدانية وإعلامية عن عودة خبراء عسكريين أتراك إلى مدينة بورتسودان للإشراف على تشغيل طائرات مسيّرة من طراز “بيرقدار TB2وأكينجي التركية الصنع، وذلك بعد مغادرتهم السودان مؤقتا في نهاية مايو بعد استهداف مواقعهم بمسيرات قوات الدعم السريع.
في التفاصيل:
•⁠ ⁠كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الطائرات المسيّرة التركية الحديثة، وصلت إلى السودان عبر مالي، التي تسلمت في ديسمبر 2024 طائرات Bayraktar Akinci من شركة بايكار التركية لتعزيز قدراتها ضد الجماعات المسلحة، مما أثار شكوكًا واسعة بأن مالي لم تكن سوى واجهة تمويه، وأن المصدر الحقيقي للدعم هو الحكومة التركية., كما أن عودة الخبراء الأتراك إلى السودان بعد فترة وجيزة من صدور هذا التقرير تعزز هذه الفرضية.
•⁠ ⁠في يونيو 2024 وقّعت الحكومتان العسكريتان في بورتسودان وباماكو بروتوكول تعاون يشمل فتح سفارة سودانية في مالي واستئناف عمل القنصلية المالية في السودان، ومذكرتي تفاهم بين وزارتي الدفاع والاستخبارات تشمل تبادل معلومات استخباراتية، وتنفيذ عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب. وزار القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان مالي في 11 يناير 2025 بدعوة رسمية من الرئيس العسكري المالي، مما يشكل دفعة على مستوى التعاون السياسي والأمني.
•⁠ ⁠زار رئيس الاستخبارات المالية مودبي كوني ، بورتسودان في مايو 2025, والتقي بمدير المخابرات السوداني ورئيس المجلس السيادي، وكان الهدف المعلن من اللقاء تعزيز العلاقات، خصوصًا في المعلومات الاستخباراتية والتنسيق ضد التهديدات الأمنية المشتركة.
•⁠ ⁠في 16 مايو 2025، التقى صلاح قوش -رئيس جهاز المخابرات السوداني الأسبق- بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي في أديس أبابا. حسب تقارير، نتج عن هذا اللقاء استخدام الموانئ والمطارات الإريترية كقنوات لوجستية لتوريد أسلحة لصالح الجيش السوداني، ووفق مصادر عديدة، وصلت عدة شحنات عبر هذه القنوات تضمنت أنظمة دفاع جوي، براميل متفجرة، قطع غيار لطائرات، مسيّرات تركية، (بيرقدار TB2) وإيرانية (مهاجر 6).
•⁠ ⁠استخدم الجيش السوداني هذه القنوات الجديدة بعد الضربات العسكرية التي استهدفت ميناء بورتسودان والمطار في الأسبوع الأول من شهر مايو المنصرم، مما دفعه للجوء إلى موانئ ومطارات إرتريا كبديل لوجستي حيوي عبر البحر الأحمر، ومن أجل التحايل على قرار الرئيس الأمريكي في 4 مايو 2023 والإتحاد الأوربي بتجميد صادرات الأسلحة إلى السودان وفرض

“تحالف قاتل”.. يهدد مستقبل السودان

عقوبات على الجهات التي تؤجج النزاع.
-في 30 أبريل 2025, أعلنت الإمارات عن ضبط نحو 5 ملايين طلقة ذخيرة عيار 7.62×54.7 ملم، كانت على متن طائرة خاصة في أحد مطارات الدولة، وأفاد البيان الرسمي بأن الخلية المشرفة على عملية التهريب تضم المدير السابق للاستخبارات السوداني صلاح قوش، الذي أكدت الأدلة ضلوعه في إدارة عمليات الاتجار بالعتاد العسكري غير المشروع داخل الدولة., وهو ما يؤكد وجود عمليات تسليح خارج الإطار القانوني المتعارف عليه..
•⁠ ⁠العمليات العسكرية المرتبطة بالطائرات بدون طيار التركية كان لها أثر ملموس على ميادين القتال، وأسهمت في تعزيز موقف الجيش أمام قوات الدعم السريع في ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم واستعادة سيطرتها عليهم من خلال تحسين قدرات الجيش الدفاعية والهجومية.
خلاصة
** تظهر التقارير أن هذه الإمدادات تمت وسط عقوبات دولية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يشي بوجود شبكات تسهيل أو تجاوز للقيود. وتعتبر مخالفة واضحة لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر تزويد أطراف النزاع في السودان بالسلاح.
** تتبع تركيا نهج دبلوماسية الطائرات بدون طيار، مستفيدة من كفاءتها وتكلفتها المنخفضة لتعزيز نفوذها في إفريقيا والشرق الأوسط، وقد استخدمت النهج نفسه في أوكرانيا وأذربيجان.
** يرى مراقبون أن الدور التركي في السودان ليس معزولًا عن مشروع أوسع يستهدف إعادة تمكين تيارات الإسلام السياسي من خلال تحالفات عسكرية وأمنية تبنيها أنقرة مع أطراف داخل المؤسسة العسكرية السودانية، في محاولة لإعادة تشكيل المشهد السياسي وفقًا لمصالحها الإقليمية، وأن هذا التدخل يكشف مرحلة جديدة من التورط التركي في السودان.
**تشير المؤشرات ميدانية إلى احتمال حدوث تصعيد عسكري في الفترة المقبلة، خاصة بعد استئناف تشغيل المسيّرات من بورتسودان وسيطرة قوات الدعم على الشريط الحدودي للأجزاء الشمالية الغربية المهددة للولاية الشمالية، مما يعني إفشال أي مسار تفاوضي من أجل الحل السلمي، وتدهور الوضع الإنساني والأمني.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات