أبواق الحرب لا يصنعون السلام: جدل واسع في لندن حول ندوة لإعلاميي النظام البائد
وكالات:لندن:السودانية نيوز
أثار إعلان ندوة في العاصمة البريطانية لندن بعنوان «رؤية وطنية لتحقيق السلام العادل»، يشارك فيها عدد من الإعلاميين المحسوبين على النظام البائد، موجة استنكار واسعة في أوساط السودانيين بالمهجر، الذين اعتبروا الدعوة محاولة لتبييض سجل من تورطوا في التحريض على الحرب.
فعلى مدى ثلاثة أعوام من الدم والدمار، ظل إعلاميو السلطة السابقة – بحسب مراقبين – يوفرون غطاءً دعائياً للحرب، مبررين القصف والقتل بخطابٍ وطني زائف، ومروجين لخطاب الكراهية والانقسام. واليوم، بعد أن أثقلت المآسي كاهل الوطن، يطل هؤلاء ذاتهم ليتحدثوا عن السلام.
وقد تصدت أطياف المعارضة والجاليات السودانية في لندن لهذه الندوة، ورفضتها بشدة، معتبرة أن من «أشعلوا النار لا يمكنهم الدعوة إلى إطفائها».
وقال كمال الضو، القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي في المملكة المتحدة، إن «لندن كانت وستظل قلعة المعارضة السودانية، ولن تُدنّس منابرها بأقلامٍ لوّثتها الحرب».
فيما أشارت الناشطة الحقوقية عفاف محمد، الأمين العام لرابطة المساليت، إلى أن «الآلاف من السودانيين يعيشون في مخيمات اللجوء شرق تشاد، بينما من تسببوا في مأساتهم يسعون الآن لتلميع أنفسهم عبر شعارات السلام».
أما هشام أبو ريدة من الجبهة الوطنية فصرّح بأن «منابر لندن التي شهدت أسماء مناضلة كحسين الهندي وعلي محمود حسنين لن تتحول إلى منصة لتجار الحرب».
وبضغطٍ من الجالية السودانية ومعارضي الحرب، ألغت إدارة قاعة الأبرار الحجز المخصص للندوة، بعد أن نفت تنسيقية الروابط والجاليات أي علاقة لها بالفعالية.
الجدل لم يقف عند حدود الإلغاء، إذ تساءل ناشطون عن مدى صدقية دعوات السلام الصادرة ممن حرّضوا يوماً على الحرب، مستشهدين بأسماء بارزة كعادل الباز، وضياء الدين بلال، وأسامة عيدروس، ومزمل أبو القاسم، ممن ارتبطت أقلامهم – بحسب المنتقدين – بخطاب يبرر القتال ويشرعن العنف.
واختتمت الأصوات الرافضة موقفها بالتأكيد على أن السلام الحقيقي لا يُبنى في ندواتٍ فاخرة ولا على منصات التبرير، بل من خلال اعترافٍ بالخطأ ومراجعةٍ صادقة للضمير، قائلة:«من كان بوقاً للحرب، لا يحق له أن يتحدث باسم السلام».