أمريكا والحرب في إيران و إسرائيل والسودان؛ دعهم يقتتلون…
ذوالنون سليمان
في تعليقه على الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب:
“في بعض الأحيان، يجب أن تترك الطرفين يقاتلان بعضهما بعضًا لفترة.”
مع استصحاب موقف أمريكا التقليدي الداعم لإسرائيل, تفسر هذه العبارة على النحو التالي, طالما إسرائيل متفوقة في الحرب, ولديها الفرصة في توجيه المزيد من الضربات المدمرة والقاتلة للنظام الإيراني الراديكالي, فالتستمر الحرب إذن , لحين تحقق أحد الامرين, إنتصار المخطط الاسرائيلي أو ظهور مستجد أخر يتطلب التدخل الأمريكي المباشر لإنهاء الحرب لصالح أجندة إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
لكن، هل تم تطبيق هذه “الحكمة” الأمريكية على السودان؟ أي تم السماح للإسلاميين والدعم السريع بالاستمرار في القتال بعد فشل خارطة الطريق والمبادرات الأخري المعنية بإبعاد الإسلاميين وعناصر النظام القديم من العملية السياسية وتقليل الدور العسكري والسياسي لقوات الدعم السريع؟.
الواقع يقول, أن إستمرار الحرب، سيضعف الجيش والدعم السريع معًا، مما يعني تآكل النفوذ الإسلامي العسكري من جهة، وتفكك قوات الدعم السريع من جهة أخرى. لهذا, يمكننا الافتراض, بأن الولايات المتحدة ربما طبقت “حكمتها” أو استراتيجيتها البراغماتية على الحالة السودانية بترك الإسلاميين (داخل الجيش) والدعم السريع ينهكون بعضهم البعض، في انتظار لحظة مناسبة للتدخل، وإعادة تشكيل المشهد السوداني بما يضمن مصالحهم.سواء عبر تسوية سياسية مفروضة، أو دعم طرف ثالث مدني انتقالي يعاد تأهيله بعد إنهاك الطرفين العسكريين.