الإثنين, سبتمبر 1, 2025
الرئيسيةاخبار مجتمعأم درمان العاصمة الوطنية:طلب الفول 3000 حلاوة المولد ب 18000 اللحمة قدر...

أم درمان العاصمة الوطنية:طلب الفول 3000 حلاوة المولد ب 18000 اللحمة قدر ظروفك والعظام بالكيلو

أم درمان العاصمة الوطنية:طلب الفول 3000 حلاوة المولد ب 18000 اللحمة قدر ظروفك والعظام بالكيلو

أم درمان- مراسل الهدف

أم درمان ثاني أكبر مدن السودان، الأكثر كثافة سكانية بين المدن، والعاصمة الوطنية التي هجرها أغلب سكانها بسبب الحرب.

يعيش أهلها الآن أزمات متفاقمة بين ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتمادي عصابات النهب المسلح وتنامي نفوذهم دون رادع، خاصة مع ضعف إمكانيات الشرطة.

تجول مراسل “الهدف” في سوق ليبيا الذي تحول إلى بركة كبيرة بفعل الأمطار الأخيرة التي أتلفت الكثير من البضائع، وعطلت، لحد كبير، من عمليات البيع والشراء، وتسببت في تعطل المواصلات.

المواطن “محمد محمود” من سكان أم بدة قال: سوق ليبيا هو الملاذ لسكان الأحياء القريبة، فيه ما يحتاجه الناس من سلع غذائية، وهو الأرخص قياساَ بالمحال داخل الأحياء، وهو مركز مواصلات لكرري والخرطوم والريف الجنوبي.

عدم وجود تصريف لمياه الامطار يعد فشلاً للمدير التنفيذي للمحلية وإدارة السوق، وبسبب الأمطار زادت أسعار الخضروات واللحوم.

التقت صحيفة الهدف الطالب (م.س.ع) الذي قال: ذهبت بالأمس إلى ميدان المولد في أم درمان، وتفاجأت بالأسعار الخرافية، المشكل من حلاوة المولد بين 17 إلى 20 ألف، والجوزة والهريسة واللكوم ما بين 30 إلى 40 للرطل الواحد.

وأردف قائلا: كل شخص يبيع بالسعر الذي يريده، 5 رغيفات بألف جنيه دون تحديد للوزن، طلب الفول ب3 ألف جنيه، والمواصلات قصة لوحدها.

سألناه عن المدارس فكان رده: مدارس شنو؟ الناس في شنو وانت في شنو؟!

في شارع الموردة التقينا بالسيدة “نعمات” وسألناها عن الأسعار فكان جوابها: الأسعار نار يا ولدي، أنبوبة الغاز بقريب ال70 ألف، بالرغم من أنها في العربية أقل من ذلك بكثير، لكن التجار لا يرحمون المواطن، ولا توجد رقابة على السلع. أصبحنا نشتري اللحمة (قدر ظروفك) نقسم ربع الكيلو لكومين أو ثلاثة، كيلو الضأن ب 25 ألف، والعجالي 18 ألف، والسمك ب 3 ألف، ولوح الثلج ب 9 ألف.

الأسعار غالية والناس لا تملك مصادر دخل، والتجار يشتكون من الجبايات التي تفرضها عليهم المحليات، وكل ذلك ندفع ثمنه نحن السكان الضعفاء.

“الفاضل عزالدين” أحد سكان “ود نوباوي” لم ينتظر سؤالنا إذ راح يهاجم الجميع منفعلا: نعمل شنو نحن؟ هكذا ابتدر حديثه، لا أحد يهتم بأمر المواطن، أنا الآن أستأجرت نصف منزل في محلية كرري ب 400 ألف لأن منزلي تهدمت جدرانه وسُرق سقفه وأصبح آيل للسقوط، ومواجه بغلاء الأسعار، ومطلوب مني كل صباح 3 ألف للرغيف و1500 لرطل لبن لشاي الصباح.

 وأضاف قائلا: يا ولدي كيلو السكر أصبح ب 3500 وربع رطل الشاي ب 2500، ورطل الزيت ب 4000.

أصبحت المعيشة لا تُحتمل، وأصبحنا نتمنى الموت لعل فيه راحة لنا من هذه الحياة وقسوتها.

نخاف إذا أرسلنا أطفالنا “للدكان” أو حال ذهابهم حتى للمسجد؛ فالعصابات في كل مكان و”9 طويلة” أصبحت يدها لاحقة.

وقفت في متجر في شارع الأربعين وسألته من أسعار بعض السلع؛

كيلو العدس 3500،

دستة البيض 11000،

كيلو الجبنة 20000،

كيلو لبن البدرة 23000.

هكذا كانت حصيلة تجوالنا في بعض أحياء ومحليات أم درمان العاصمة الوطنية التي يعاني سكانها الأمرّين.

مدينة تنام على ارتفاع الأسعار، وتصحو على أخبار حوادث النهب، وتقضى نهارها في تكايا الطعام وانتظار الفرج.

مدينة أم درمان التي شهدت عودة محدودة لبعض سكانها، بينما لا تزال بعض حاراتها وأحياءها خالية من مظاهر الحياة، يغطي شوارعها شجر العشر والعشب “البروس” تحتاج إلى خطوات عملية تجعل الحياة فيها ممكنة أو على الاقل محتملة. والأمطار الأخيرة فضحت زيف إدعاء ما تداولته جهات حول جاهزيتها لاستقبال أبناءها.

أم درمان مدينة الفن والجمال؛ الإذاعة والتلفزيون، بيت الخليفة، والطوابي، وبوابة عبد القيوم، تستحق أن يعاد النظر في أمر معالجة تداعيات الحرب عليها وتحتاج إلى وقفة، ولا تستحق هذا الإهمال.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات