السبت, ديسمبر 13, 2025
الرئيسيةمقالاتاتفاق البرهان - حميدتي.. النفط أغلى من الدم

اتفاق البرهان – حميدتي.. النفط أغلى من الدم

محمد الحسن أحمد

وفقا لتقارير صحفية، انتشرت عناصر من جيش دولة جنوب السودان داخل حقل هجليج النفطي ومحيطه، وذلك تنفيذاً لاتفاق ثلاثي بين رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وبحسب تصريحات منسوبة لرئيس هيئة أركان جيش دفاع شعب جنوب السودان، الفريق أول ركن بول نانق ماجوك، أول أمس الاربعاء فإن الاتفاق ينص صراحة على انسحاب تام للجيش السوداني من منطقة هجليج، وخروج قوات الدعم السريع إلى خارج المحيط المباشر للحقل والمنشآت النفطية، على أن تتولى قوات جيش دفاع شعب جنوب السودان مسؤولية الحماية الكاملة للحقل وخطوط الأنابيب والمرافق الحيوية المرتبطة به وهو ما نفذته حكومة الجنوب بنشر عناصر التأمين على الفور بعد إبلاغ قيادة الجيش .

وأضاف ماجوك أن الاتفاق الثلاثي يلزم كل الأطراف بضمان استمرار تدفق النفط دون انقطاع، مشدداً على أن قوات جنوب السودان لن تشارك بأي شكل في النزاع الدائر داخل الأراضي السودانية، وأن مهمتها “محدودة وواضحة ومحايدة، وهي حماية المنشآت النفطية فقط”… انتهى الخبر.

إذا فثمة تواصل وتفاوض ثم اتفاق تم بين الثلاثي البرهان، حميدتي وسلفاكير، وهو خطوة في الدفع باتجاه خطوات اسرع وأكبر لوقف الحرب والدخول في مسار سياسي يعالج أسبابها ما لم تكن سلامة المنشآة النفطية أغلى من الدم السوداني في شرعة رأس طرفي الحرب وهو ما اثبتته يوميات الحرب خلال انسحابات الطرفين المتبادلة من المقار العسكرية والمدن فيما ظل المواطن عرضة للموت والانتهاك بدعاوى التعاون مع هذا الطرف أو ذاك.

ثم إن الاتفاق أعلاه يعني الاعتراف الصريح والواضح من قيادة الجيش بشرعية قوات الدعم السريع وهي التي ما فتئت تصدع الرؤس بعدم شرعيتها ودمغها بالتمرد والمطالبة بوضع سلاحها وانسحابها من المدن مع كل محاولة لوقف الحرب، في شروط لا يمليها سوى المنتصر بوقت يوالي الجيش هروبه ويفقد كل يوم المزيد من المواقع لصالح قوات الدعم السريع.

ورغم التنسيق الثلاثي ما بين طرفي الحرب وسلفاكير، إلا أن مسيرات الجيش قصفت منطقة هجليج ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود من قوات جنوب السودان وقيادات أهلية في حدث له ما بعده في مسيرتي الحرب والسلام.

فقصف المسيرات يؤكد أن قيادة الجيش لا تسيطر على قواتها، وهو ما يعني وجود مراكز اتخاذ قرارات متعددة بداخله، إضافة إلى امتلاك كتائب البراء بن مالك، مسيرات بشكل منفصل عن قيادة الجيش، هذا مقرونا مع حالة التوتر بين قيادات الحركة الإسلامية والجيش بسبب الاجراءات الخاصة بترتيب سير العمليات العسكرية.

أمر ثان تشير إليه حادثة القصف وهو أن يكون الهجوم مقصودا بهدف جر جنوب السودان إلى دائرة الصراع، وتوسيع رقعة المواجهة بما يخدم مصالح الجيش واستقطاب مزيد من الدعم من داعميه الدوليين.

وتبقى الإشارة الأهم في بريد المجتمع الدولي بأن قيادة الجيش لم تزل بعيدة عن السيطرة على الأوضاع العسكرية وان اي اتفاق او هدنة قادمة سيكون من الميسور على كتائب الإسلاميين أو عناصرهم داخل الجيش خرقها وتسجيل هدف في مرمى الجيش وهو المثقل بالأهداف والمثخن بالجراح والهزائم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات