ارتفاع تاريخي.. سعر الدولار في السودان
متابعات:السودانية نيوز
شهدت الأسواق المالية في السودان، اليوم الاثنين، ارتفاعًا تاريخيًا في أسعار العملات الأجنبية، هو الأعلى منذ بدء تداول الجنيه السوداني، وسط انهيار متسارع في قيمة العملة الوطنية بالسوق الموازي. وبحسب مصادر مصرفية تحدثت لموقع “أخبار السودان”، بلغ متوسط سعر صرف الدولار نحو 3020 جنيه سوداني، مقارنة بـ560 جنيهًا فقط قبل عامين، ما يعكس تدهورًا بنسبة 437.5% خلال هذه الفترة.
وسجلت أسعار الدولار في بعض البنوك مستويات غير مسبوقة، وصلت إلى 2500 جنيه، في وقتٍ تعاني فيه البلاد من أزمة نقدية خانقة وانعدام الثقة في النظام المصرفي، نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي ألحقت شللاً شبه كامل بالاقتصاد الوطني.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الخلل الواضح في سوق الصرف، لاسيما في السوق الموازي، يُعد انعكاسًا مباشرًا لتداعيات الحرب على مختلف القطاعات، من بينها توقف التحويلات الخارجية، انسحاب الودائع المحلية، وتراجع أداء البنوك التجارية في تمويل الواردات الحيوية. كما يُسهم اعتماد بنك السودان المركزي على طباعة العملة دون غطاء نقدي أو احتياطي أجنبي في تفاقم التضخم وتوسيع الهوة بين الأسعار الرسمية والموازية.
وذكر الخبراء أن السياسات المالية غير المستقرة، وتوقف الصادرات، وتراجع تحويلات المغتربين، كلها عوامل متداخلة تُعمق الأزمة الاقتصادية، وسط تفشي ظاهرة “الدولرة” وهروب المدخرات إلى خارج النظام المصرفي. في المقابل، اتخذ تجار السوق الموازي إجراءات احترازية أوقفت بيع العملات الأجنبية، وتركزت عملياتهم على الشراء بأسعار متدنية، ما يعكس توترًا شديدًا في الحركة التجارية.
تزامن هذا الارتفاع الكبير في أسعار الصرف مع استعادة الجيش لبعض المواقع الاستراتيجية في البلاد، وهو ما رفع الطلب على السلع المستوردة والوقود، وأعاد الضغط على السوق النقدي، حيث سجل الدولار قفزات بنحو 300 جنيه خلال أيام معدودة. وتتحدث تقارير محلية عن تحويلات مصرفية ضخمة من داخل السودان، وهروب كبير في المدخرات، مما يُشير إلى تصاعد المخاوف بشأن مستقبل البلاد في ظل استمرار الحرب للعام الثالث على التوالي.