متابعات:السودانية نيوز
في تصعيد جديد لاستهداف الأصوات المناهضة للحرب في السودان، تعرض ناشط سوداني لاعتداء وحشي في أحد أحياء العاصمة الأوغندية كمبالا، أثناء عودته من اجتماع تنسيقي هدفه إطلاق حملة مناصرة لوقف الحرب وكشف الانتهاكات المتصاعدة ضد المدنيين. الحادثة، بكل ملابساتها، تؤكد أن يد الترهيب باتت تطال حتى المنفيين عن وطنهم.
وافاد مصدر مقرب منه، إن الناشط (م.ع) حضر اجتماعاً موسعاً في أحد فنادق منطقة كانسنغا،
جمع نخبة من النشطاء السودانيين بغرض إطلاق حملة ضغط جديدة تطالب بوقف الحرب، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وكشف الجرائم البشعة التي ترتكب في دارفور والخرطوم وكردفان وغيرها من المناطق المنكوبة.
لكن فور خروجه من الفندق، تعرض لكمين مدبّر نفّذه ثلاثة مهاجمين يستقلون دراجات نارية، لاحقوه قبل أن يباغتوه في شارع جانبي ويعتدوا عليه بوحشية مستخدمين أدوات حادة، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة وفقدانه الوعي.
الصدمة الكبرى أن المعتدين لم يسرقوا شيئاً من ممتلكاته. فقد أعيدت حقيبته كاملة، بما فيها هاتفه ولابتوبه وأوراقه الرسمية، في مؤشر لا يترك مجالاً للشك بان الهدف كان إسكات صوته وليس سرقته.
بعد يومين فقط من الاعتداء، يذكر ان الاعتداء كان في 11 مايو 2025
تلقى الناشط رسالة SMS من رقم مجهول، أشار مرسلها بشكل مباشر إلى حادثة الاعتداء، مهدداً “م.ع” بتكرار الهجوم إذا لم يتوقف عن نشاطه، واصفاً عمله في لغة مليئة بالتحريض بأنه “عمالة لجهات خارجية”. وقد سجل الناشط بلاغاً رسمياً لدى الشرطة، التي تعهدت متابعة الرقم والقبض علي صاحبه.
وقال (ع. ه)، أحد نشطاء المجتمع المدني السوداني في كمبالا إن ما جرى “ليس حادثاً عابراً، بل محاولة مقصودة لكسر موقف وإخماد شعلة مقاومة سلمية”، مضيفاً أن منفذي الاعتداء “فشلوا في تصفية زميلهم الناشط والمدافع الحقوقي، (م. ع)، الذي رفض أن يبتاع صمته، مؤكظا انه واجه تهديدات متكررة منذ مغادرته السودان، بعضها طالت أسرته ومحيطه، بسبب عمله السابق وحيازته معلومات سريه وحساسة ورفضه الانخراط في حملات التشويه”.
وأكد أن (م.ع) تلقى تهديدات مباشرة قبل الحادثة من عناصر مرتبطة بطرفي الصراع في السودان، بينهم أفراد في الجيش وجهاز الأمن السوداني، إضافة إلى جهات أمنية خارجية، على خلفية مواقفه المعلنة وتوثيقه المستمر للانتهاكات.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد غير مسبوق في وتيرة التضييق والاعتداءات على النشطاء السودانيين داخل البلاد وخارجها، خصوصاً أولئك المنخرطين في توثيق الجرائم وقيادة حملات المناصرة لضحايا الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023.
ودعا نشطاء سودانيون إلى رفع مستوى الحيطة والحذر، محذرين من أن ما حدث يعكس اتساع دائرة الاستهداف، وأن الناشطين في الخارج خصوصاً العاملين على ملفات الانتهاكات باتوا في مواجهة تهديدات حقيقية لا يمكن تجاهلها.


