الإثنين, أغسطس 25, 2025
الرئيسيةمقالاتالأحزاب السودانية (بهكذا حال) صارت غير مواكبة، وخروج الحركات المسلحة من المشهد...

الأحزاب السودانية (بهكذا حال) صارت غير مواكبة، وخروج الحركات المسلحة من المشهد السياسي بإنتهاء دور البندقية.

الأحزاب السودانية (بهكذا حال) صارت غير مواكبة، وخروج الحركات المسلحة من المشهد السياسي بإنتهاء دور البندقية.
ترامب إذا نجح ، سيكون الأكثر نفوذا في تاريخ السودان (١/ ٤) .

بقلم الصادق علي حسن

من المعلومات التي باتت في حكم علم الشخص العادي غير الملم بدقائق الأمور من أمثالي ، أي تلك المعلومات المبذولة للرأي العام، والتي شاعت ولا تحتاج إلى خبير متخصص ، من أمثال أولئك الذبن يحملون شهادات وصفات الخبراء، ويتحدثون في القنوات الفضائية . الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عهد حكمه الثاني بالبيت الأبيض أتجه تماما للتخلي عن السياسة التقليدية الأمريكية بإدارة كل ملفات الشؤون الخارجية لبلاده بواسطة وزارة الخارجية الأمريكية ، وأنه يميل في بعض الملفات مباشرة إلى تطبيق السياسات التي يراها من خلال البيت الأبيض عن طريق مستشاريه والمبعوثين الخواص المباشرين الذين يتواجدون بالقرب من مكتبه بالبيت الأبيض ، هذا يُكشف عن نقل بعض الملفات المتعلقة بالقضايا والدور الخارجي للولايات الولايات المتحدة للبيت الأبيض بصورة مباشرة مثل ملف السودان . كما (هنالك أقوال) عن تسريح مئات من موظفي الخارجية الأمريكية الذين كانوا يتولون أقسام إدارة شؤون الدول بالخارجية الأمريكية . وهنا يمكن أن يٍُقال بأن أمريكا دولة مؤسسات، والمعلومات تمثل ذاكرة أي إدارة أمريكية ، ولكن نهج ترامب قد يختلف تماما عن غيره ، الدلائل تشير بانه وقد دخل البيت الأبيض للمرة الثانية بعد انقطاع ، وليس لدورة إنتخابية ثانية ، وهو عازما على تغيير النمط التقليدي المألوف في إدارة السياسة الخارجية الأمريكية . على صعيد السودان وهذا ما يهمنا في هذا المقال . لا تزال القوى السياسية والمدنية السودانية تعتقد بأن الولايات المتحدة تسير على نفس منوال سياساتها الموروثة، بإدارة ملف السودان من خلال قسم السودان بالخارجية الأمريكية، ولا تُدرك بأن بحث الأمر بواشنطن ، يمكن أن يكون قد أختلف عن سابقه، بدخوله مباشرة إلى البيت الأبيض، ولا شك أن الإيقاع في البيت الأبيض في عهد ترامب سريعا من الخارجية الأمريكية ، كذلك صياغة مشروعات الحلول قد تقوم على رؤى مغايرة للمألوف ، وإنتاج مشروعات الحلول السريعة، قد لا تتماشى مع مطلوبات الحل الجذري للأزمة السودانية . وقد تنبني عليها أوضاع جديدة تقوم على مراعاة المصالح الأمريكية وسياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط الجديد . إن ترامب آلياته ووسائله . قد ينجح على مستوي فرض الأمر الواقع على طرفي الحرب الدائرة في السودان ،وعلى النخب السودانية ، ولكن ليس بالضرورة أن يتحقق له ذلك القبول على مستوى الشارع السوداني . إن المؤكد بعد كارثة الحرب العبثية المدمرة، سيقبل الشارع السوداني بأي حلول لوقف الحرب ، ولكن إلى حين ، كما وترامب قد لا يهمه إلى حين هذا (متى هذا الحين ). ترامب يريد فرض الحلول بوجهة نظره في كل الملفات والقضايا الخارجية . بمثل لقائه مع الرئيس الأوكراني زيلنيسكي ، ومشرع حل مشكلة الكتغو الديمقراطية ورواندا ، فهو كالمستثمر المستعجل الذي لديه القدرة والإمكانيات الضخمة، ويريد مشروعات الاستثمارات السريعة، التي تأتي له بنتائج في دورة ولايته الزمنية المحدودة . الحلول التي قد تستقر بعد مدة ولايته في حالة استعجاله ، ليس مشغولا أو معنيا بها.

شهود الرباعية ،

الباحث قد يجد بأن الرئيس ترامب يعمل على رسم الحلول للأزمة السودانية من خلال مستشاره مسعد بولس ، وليس لرجل الأعمال بولس خطة وأضحة ، فهو ينظر للسياسة كرئيسه وصهره ترامب باعتبارها مصالح وصفقات. لذلك كانت بداية بولس بتصميم مائدة لإقرار الحلول للأزمة السودانية من خلال صفقات قسمة مائدة الرباعية بواشطن بمثل صفة الكنغو الديمقراطية ورواندا في يونيو ٢٠٢٥م (اتفاق واشنطن) ، لإنهاء صراع داعم حوالي ٣٠ عاما ، ومن اهم بنوده انسحاب القوات الرواندية من شرق الكنغو الديمقراطية وتوقف الحكومة الكنغولية عن دعم المليشيات المسلحة، وتأسيس إطار للتكامل الإقتصادي الإقليمي برعاية وأشنطن (الكنغو الديمقراطية غنية بالمعادن). قد يكون ومن الراجح أن المستشار بولس قد تنبه بأن الرباعية لوحدها لا تمتلك أدوات حل الأزمة السودانية . كما وإن إقرار الحلول بمرجعية الطرفين المتحاربين لوحدهماة، قد لا تستقر في السودان في فترة ولاية ترامب الحالية . لذلك سعى لجلب دولتي بريطانيا وقطر لمائدة الرباعية ، ومن خلالهما مخاطبة مجموعة صمود بقيادة د عبد الله حمدوك، وتحقيق الدور والوجود الشكلي الأوروبي . إن الباحث المنقب يجد أن الولايات المتحدة لا تعول على حمدوك ومجموعته كما ولا ترى لهما مستقبلا في إدارة سودان ما بعد إنتهاء الحرب . كذلك حمدوك يحظى بالسند الأوروبي ، وترامب قد لا يريد للإتحاد الأوروبي اي دور في السودان، فيخاطب مجموعة حمدوك التي تحظى بدعم بريطانيا والإتحاد الأوروبي، وبريطانيا لا تمثل الإتحاد الأوروبي، وعمل بولس لضم بريطانيا لوحدها. كذلك ضم قطر التي لها شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة ،ومن خلال قطر هنالك الدور التركي الضامن لتمرير ما يتفق عليه (بمباركة قطر وتركيا) على الإسلاميين الذين يتخذون من تركيا وقطر مقار لهم ، وفي سعى بولس لحضور الرباعية أو قد تكون السداسية كشهود اتفاق ، وليس بالضرورة المشاركة في إنتاج دقائق الحل، ولكن في مائدة توفيق ترتيب المصالح الرباعية أو السداسية، تراعى مصالح شهود المائدة بلا ضرر ولا ضرار .

القوى السودانية وكتابات أماني الطويل .

يجد المراقب للشان السوداني أن القوى السياسية والمدنية السودانية، تبني رؤيتها عن أدوار الدول المؤثرة في الشأن السوداني من خلال الوسائط وكتابات الباحثين ،وتشكل كتابات المهتمة بالشأن السوداني د أماني الطويل بالنسبة لقيادات الأحزاب والمحللين السودانيين الموقف المصري، وليس بالضرورة في كل الأحوال أن يكون، ذلك كذلك. مصر الرسمية لم تطرح حتى الآن أي مواقف بشأن حلول الأزمة السودانية، فهي تعلن دعمها لقيادة الجيش ،وتحاول الاحتفاظ باتصالات مع الأطراف الأخرى الفاعلة . لذلك القناعات التي تتشكل للنخب السودانية قد تكون بعيدة عن الواقع الفعلي للدور المصري .

صفقات الرباعية ،

ليس من المستعبد أن يكون مستشار الرئيس الأمريكي ترامب مسعد بولس قد انتبه للاصوات السودانية التي ارتفعت والبيانات التي صدرت من عدة جهات سودانية بعد دعوته لرباعية واشنطن الشهر الماضي ، مما قد جعلته يعيد النظر في إجتماع الرباعية . كما والراجح ليس لذلك علاقة بخلافات في وجهات النظر، ما بين الإدارة الأمريكية ووزارة خارجيتها ، على الأقل في الملف السوداني (كما يُشاع من بعض الأصوات ) ، ففي ترتيبات الملف السوداني على ما يبدو حتى الآن، فإن الخارجية الأمريكية ووزيرها يعملان بمثابة الفريق الواحد الذي ينفذ في سياسات الرئيس المنتخب ترامب .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات