السبت, مارس 15, 2025
الرئيسيةاخبار سياسية"الأزمة الإنسانية في السودان بين الإحصاءات الصادمة والاستثناءات السياسية"

“الأزمة الإنسانية في السودان بين الإحصاءات الصادمة والاستثناءات السياسية”

“الأزمة الإنسانية في السودان بين الإحصاءات الصادمة والاستثناءات السياسية”

تقرير: صدام الدوش
 الوضع الإنساني الكارثي: أرقام تُجسد المأساة.
نزوح قسري: يعيش (8.6 مليون شخص) في حالة نزوح داخلي وخارجي، منهم (3.2 مليون) نازح منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
مجاعة مُحدقة: يعاني (18 مليون شخص) (نحو 40% من السكان) من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي.
انهيار القطاع الصحي: (80%) من المستشفيات في مناطق النزاع غير عاملة، وارتفعت حالات الوفيات بسبب الأمراض المُعدية (مثل الكوليرا) بنسبة (300%) منذ 2023. عنف جنسي منهجي: سُجلت (4,500 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع في 2024)،(70%) منها ضد نساء وفتيات، وفق تقارير الأمم المتحدة.
2. المساعدات الأمريكية: بين الاستثناء والتجميد
استثناء المساعدات الإنسانية: أعلنت السفيرة الأمريكية بالإنابة (دوروثي شيا) في 13 مارس 2025 استثناء المساعدات الإنسانية للسودان (الغذاء، الأدوية، المأوى) من قرار تجميد المساعدات الخارجية الذي أصدره الرئيس (دونالد ترامب) في يناير 2025.
أرقام المساعدات السابقة:
2023: قدمت الولايات المتحدة (800 مليون دولار) (46% من تمويل خطة الأمم المتحدة).
2024: أضافت (200 مليون دولار) كمساعدات طارئة، و(30 مليون دولار) لدعم المجتمع المدني.
إجمالي المساعدات منذ 2023: (2.3 مليار دولار)، ما يجعلها أكبر مانح منفرد.
3. قرار التجميد وتداعياته الخطيرة
إلغاء 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID): أعلن وزير الخارجية (ماركو روبيو) في 10 مارس 2025 إلغاء (5,200 عقد تنموي) بقيمة عشرات المليارات، وصفها بأنها “لا تخدم المصالح الأمريكية”.
تحذيرات أممية: حذرت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في السودان (كليمنتين نكويتا-سلامي) من أن التخفيضات ستُعطل المساعدات الحيوية لملايين الضعفاء، خاصة النساء والأطفال.
4. تناقض السياسات وتأثيرها على الأرض
مفارقة الاستثناء: رغم الاستثناء الإنساني، فإن تعليق 80% من البرامج التنموية (مثل مشاريع المياه والتعليم) يفاقم الأزمة، إذ تعتمد المنظمات على التمويل الشامل لضمان الاستجابة المتكاملة.
تلاعب الأطراف المتحاربة: تستغل التمويل المحدود كأداة ضغط سياسية، حيث تُحاصر 60% من المناطق المتضررة (مثل دارفور) أمام وصول المساعدات.
5. خلاصة: استثناءٌ لا يكفي!
الوضع في السودان يتطلب أكثر من استثناءات جزئية؛ فالمجاعة والنزوح والعنف تُفاقمها سياساتٌ دوليةٌ قصيرة النظر. الاستثناء الأمريكي -رغم أهميته- يظلُّ حلًّا هشًّا أمام:
تخفيضات الـ 2.3 مليار دولار في الميزانيات الإنسانية العالمية لعام 2025.
عجز الأمم المتحدة عن توفير 50% من احتياجات خطة الاستجابة للسودان بسبب نقص التمويل. استمرار استخدام الجوع سلاح حرب في ظل صمت دولي مريب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات