الخميس, ديسمبر 11, 2025
الرئيسيةمقالاتالأمير عثمان دقنة لحظة القبض عليه فما أكثر "أولاد علي بيننا" مظاريف...

الأمير عثمان دقنة لحظة القبض عليه فما أكثر “أولاد علي بيننا” مظاريف وبنكك ..!!

عبدالوهاب الانصاري
“ود علي أنا انقبضت؛ علك ما تكون بعتنى رخيص”.

أفلت الامير عثمان دقنه، أمير الشرق، أحد أبرز قادة الثورة المهدية، بعد معركة “إم بيكرات” 24 نوفمبر 1899بين قوات المهدية بقيادة خليفة المهدي عبدالله التعايشي، والقوات الإنجليزية /المصرية الغازية بقيادة “ونجت باشا” وانتهت بهزيمة قوات المهدية، وإستشهاد خليفة المهدي، عبدالله التعايشي، ورتل من الأمراء قادة جيشه، وبموته تمت تصفية الدولة المهدية وجثم عهد الاحتلال.

ومن أبطال الثورة’ والدولة المهدية العظام، الذين خاضوا غمار تلك المعركة الأخيرة، كان أمير الشرق، البطل المغوار “عثمان دقنة” ماذا فعل به الزمن ؟

نجح الأمير عثمان دقنة، بحنكته وخبرته القتالية المبهرة في الانسحاب من معركة أم دبيكرات، في اللحظة الأخيرة؛ قبل أن تتمكن “الكتيبة السودانية التاسعة”! التابعة للجيش الاستعماري؛ من الاحاطة برئاسة الخليفة ثم بالديم، وبسرعته المعهودة، تمكن من الوصول للنيل الأبيض، وعبره في الظلام بالقرب من الدويم، واخترق الجزيرة، فى اندفاعه سريعة مدهشة، وواصل تقدمه واغلبه ماشياً على الأقدام، إلى أن وصل شواطىء البحر الأحمر، حيث ظل مختفياً، في أحد كهوف الجبال انتظاراً “لسمبوك” يُبحِر به، إلى الجزيرة العربية

وقد “آواه” أحد مقاتليه القدامى، وترك معه خادماً وكلياً لتحذيره ، ولم يعلم بمكانه “شخص غيره”.

وفي تلك الأثناء كانت سلطات الاحتلال قد قلبت الأرض، بحثاً عنه وخصصت جائزة مالية، لمن يدل عليه حياً أم ميتاً.

فبعث “الرجل” الذي آواه، ابن أخيه ليبلغ للسلطات البريطانية عن مكان عثمان دقنه “إن كان خوفاً أم طمعاً”؟.

فجُهزت قوة مسلحة، رافقت الرجل لمخبأ “دقنة” واحاطت بالكهف الذي إختبأ فيه دقنة، وكان الخادم يعد في الطعام و “عثمان دقنه” مضطجعاً يقرأ في مصحف.

وعندما سمع نباح الكلب أثر قدوم القوة؛ قال للخادم الذي أوصاه، سیده “ود علي” من قبل، فاجابه: بأن الكلب ينبح في بعض قطعان الماشية المارة في الطريق، وعاود دقننة تلاوته للقرآن، ثم فوجىء بدخول الجنود عليه، والقيّ القبض عليه فوراً.

وبينما كان جنود الاحتلال؛ يقيدونه بالسلاسل لم يعرهم التفاتا، بل التفت لصديقه الذي وشى به؛ وقال له بمرارة قولته التي أصبحت مثلا :

“ود علي أنا انقبضت؛ علك ماتكون بعتنى رخيص”.

بمعنى أنه فهم أن مقاتله القديم؛ قد وشى به وأفشى سره، وبلغ عليه سلطات الاحتلال ليقبض عليه، طمعاً في الجائزة، المالية التي وعدت بها لمن يدل على عثمان، دقنة حياً أو ميتاً، أو خوفاً من تصل إليه قوات الاحتلال، وتثبت أنه ساعد على إخفائه فيعاقب.

خلاصة قوله “اتمنى أن تكون قبضت مبلغ كبير” ثمناً بسخرية.

فما أكثر اولاد علي بيننا مظاريف وبنكك .. أكل عيش ؟؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات