البرهان في قمة الصين الافريقية-محاولات يائسة لكسب الدعم الدولي والافريقي وتوظيف المقدرات الصينية في الحرب
ذوالنون سليمان/ مركز تقدم للسياسات
ملخص تقدير موقف
تقديم:البرهان في قمة الصين
طالب القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في خطابه امام القمة الصينية الإفريقية في الخامس من سبتمبر، بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، وذكر أن قواتها قامت بإشعال الحرب بهدف الاستيلاء على السلطة، وناشد المجتمعين بالمساعدة في القضاء على الدعم السريع، داعيا القادة الأفارقة لإعادة النظر في تجميد عضوية بلاده في الاتحاد الأفريقي ومساعدته في تحقيق السلام والاستقرار.
وفق إعلام مجلس السيادة الإنتقالي، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء لقائه بالبرهان رفضه للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني داعيا المجتمع الدولي للعب دور ايجابي تجاه قضايا السودان، معلنا عن دعم بلاده للسودان ب 200 مليون يوان صيني لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمتأثرين من الكوارث الطبيعية بالسودان.
من نتائج الزيارة:
-إعلان الشركة السودانية للموارد المعدنية موافقة شركة “نورماينن” الصينية العودة للعمل في السودان بعد خروجها ابان الحرب، كإحدى نتائج زيارة رئيس مجلس السيادة للصين الشعبية, يتوقع أن يصل انتاجها لسبعة اطنان من الذهب سنوياً من مواقعها ال4 في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل.
-أعلن المجلس السيادي عن توقيع إتفاق في المجالات الحيوية والدفاعية بين منظومة الصناعات الدفاعية وشركة بولي (POLY) الصينية للتعاون، وإن هذه الاتفاقيات ستساهم في دعم الجاهزية الدفاعية والأمنية، وسيعزز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
-وفي خطوة لافتة ركز اعلام الجيش على لقاء البرهان على هامش أعمال المنتدى بالرئيس الارتري أسياس أفورقي,الذي يعتبر الحليف الإقليمي للجيش في حربه ضد الدعم السريع .
تحليل:
•يحاول البرهان من خلال مشاركته في القمة إثبات شرعية حكمه وسيادته في السودان، وتوظيف التجمع القاري دبلوماسيا لصالح حربه ضد الدعم السريع، وإستغلال أول لقاء له مع قادة القارة الافريقية في دعم سرديته.
•خطاب البرهان في القمة يعكس عنصر ضعفه الأساسي والذي يتمثل في تدهور علاقته مع مكونات القارة الافريقية بعد رفضه لمبادرة الاتحاد الافريقي، وعدائه للعديد من دول القارة ذات الثقل السياسي, مثل كينيا ويوغندا واتهامه لتشاد وليبيا وجنوب السودان بدعم قوات الدعم السريع, وعدم تقديره للجهود المصرية والاثيوبية.
•لهذا فإن السعي لفك عزلته الإقليمية من بكين, يبدو كقفزة في الهواء ، فالصين وعدت بمساعدة إنسانية لم تحدد الياتها بعد بقيمة 200 مليون يوان، لكنها تدرك جيدا انها تتعامل مع جنرال مهزوم عسكريا, ناقص الشرعية ومهدد حكمه بعدم الاستمرار, يدير ربع البلاد من خلال منظومة حكم فاسدة, الأمر الذي سيدفعها لعدم التورط في استثمارات اقتصادية أو أي علاقات إستراتيجية أخرى, وتفضيل وضعية المراقبة والتحرك بما يتوافق مع إستراتيجياتها في المنطقة وسياساتها العامة.
•ولهذا لا تتجاوز نتائج مشاركة البرهان في القمة الصينية الافريقية كونها حدثا إعلاميا يخص أنصاره في الداخل السوداني ومحاولة لاستعادة الثقة بسلطته المتصدعة وتوصيل رسالة ان خلفه تقف قوة عظمى مثل الصين تشكل بديلا له عن الدول العربية والغرب والولايات المتحدة ، متجاهلا حقيقة أن إصراره وحلفه من الحركات المسلحة بما فيها المتطرفة على استمرار الحرب وإدارة الظهر لكل جهود السلام ووقف الحرب بما فيها الجهود الافريقية ، لا يمكن ان تكون محل ثقة للدعم والتحالف والمساندة.