الخميس, ديسمبر 26, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةالجزيرة :تحذيرات من المجاعة(2-3)

الجزيرة :تحذيرات من المجاعة(2-3)

الجزيرة :تحذيرات من المجاعة(2-3)

تقرير:السودانية نيوز

الجزيرة :تحذيرات

أجريت عدد من الإتصالات مع بعض أهل الجزيرة الموجودين بأرض المحنةـ وسألتهم سؤال واحد عن أسعار السلع الاستهلاكية فكانت الإجابة ، إن السلع بعضها متوفر لكن أسعارها غالية جدا ،ولا نقدر عليها ،وفي وقت سابق قبل حرب 15 ابريل كان إنسان الجزيرة في مثل هذا التوقيت عقب حصاد العروة الصيفية مصدر لاسواق الجزيرة المختلفة التي تنشط خلال أيام الله السبعة ،وكانت المركبات والسيارات تحمل في جوفها جولات الذرة بإنواعها المختلفة والخضروات من الطماطم والتبش والعجور والشطة الحارة والأسود والكزبره والعدسية وغيرها، من محصولات العروة الصيفية ،قبل حلول موعد محصولات العروة الشتوية التي تشمل القمح،والفول المصري والكبكبي للطعمية الحارة، لكن توقف الانتاج الزراعي بالجزيرة بحسب مراقبين ومزارعين وخبراء إقتصاديين سيؤدي إلى أزمات غذائية وارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية، وإنعدامها بصورة كاملة، كما يهدد السلم المجتمعي بالجزيرة التي مازالت تشهد حوادث نهب طالت منشآت المشروع وسياراته والأليات الثقيلة الجرارات ووسائل الحركة والاتصال ومدخلات الإنتاج ،ومنظومة الري بما فيها خزان سنار ومحطات الري الرئيسة ومحطة بحوث الجزيرة وهي أكبر محطات هيئة البحوث الزراعية ويوجد بها بنك الجينات الذي يحوي معظم الموارد الوراثية النباتية الموجودة في السودان وكذلك المكتبة المركزية للهيئة والتي تحوي موروثات السودان البحثية في مجال الزراعة عموما ان تداعيات هذه الحرب العبثية تشكل تهديد على بقية المشاريع القومية المروية (الرهد – السوكي – حلفا الجديده –سكر الجنيد – سكر سنار) مما يضاعف من تأثيراتها على الزراعة والامن الغذائي في عموم السودان


تحذيرات من المجاعة:
وفي تقرير للزميل هثيم دفع الله بصحيفة الميدان حذر قيادي بتحالف مزارعي الجزيرة والمناقل من تعرض الجزيرة للمجاعة وقال القيادي بتحالف المزارعين ( اذا مضي الحال على ماهو عليه ستتعرض الجزيرة الي مجاعة) وقال إن مشروع الجزيرة جسم مهمل، وأن حكومة الأمر الواقع قفلت صفحة الجزيرة وهذه مسألة مخيفة جداً، وأكد ما لم يتم دعم للناس حتى يقوموا بتطهير الترع لن يكون هنالك عمل زراعي.
وأوضح نحن الآن نعيش أوضاعاً معقدة جداً جداً لأن الإدارات الزراعية وإدارة الري كلهم تركوا أماكنهم في مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع، وتابع .. المياه أصبحت تسير بدون هادي ودون مرشد ولا يوجد مشرف عليها وكانت هناك إدارة كاملة تنظم حركتها الآن هذه الادارة إنعدمت.
وأضاف عندما بدأنا الموسم الصيفي في ظل هذه الظروف ذهبنا للمزارعين حتى ننظم حركة المياه، وبجهد مزارعين خالص مستفيدين من خبراتنا التراكمية في التعامل مع هذا المجال، وعندما ذهبنا للميجر الكبير الذي يغذي مكتبي “دلقى” و”استرحنا” في قسم ود حبوبة وجدنا به مجموعة من إرتكاز ميليشيا الدعم السريع ووجدنا عامل موجود طلبنا منه فتح المياه قال إنه ممنوع لكن الإرتكاز هم الموجودين حارسين المياه، فذهبنا لهم تناقشنا معهم طلبوا منا مبلغ من المال وعدناهم به وفتحت المياه وبدأنا بها الموسم الصيفي.
وقال أي قنطرة فيها إرتكاز لميليشيا الدعم السريع اذا لم تدفع لهم لا يفتحون المياه.
وأوضح هذه المسألة جعلت المزارعين الذين أقدموا على الزراعة عددهم ضئيل، ويمكن وجود المطر هذه السنة ووفرته جعلت بعضهم يصل الي نهايته في الموية المتقطعة مع الأمطار لكنه حصل على إنتاجيات ضعيفة، حيث أنتج الفدان مابين شوال وشوال ونص وهذه إنتاجية ضعيفة، وأضاف هنالك من زرع سمسم وهنالك من زرع فول بالإضافة الي العدسية لكنها بنسب ضئيلة.
وأشار إلي أنهم طلبوا من المنظمات أن يحاولوا إعانتهم لأن الترع والميجر الكبير لم يكن مطهر، لافتاً إلي أنهم من موارد المزارعين الضعيفة حاولوا جمع تبرعات وحركوا “تراكتور” أنجزت حوالي 6 كيلو في الميجر الكبير المغذي لمكتبي “دلقى” و”إسترحنا”، مضيفاً وإشتغلنا بعض الترع وبدايات بعض الترع حتى نسهل المياه للمزارعين.
وقال هذا الجهد كان مفترض تتمد يد العون إليه، وهناك صور لهذا الجهد وأضاف أنهم كتبوا ورسلوا عبر الميديا بعض المدفوعات التي دفعها المزارعين لكن لا يوجد عائد، حتى أن بعضهم طلب منا أن نعطيهم رقم حساب لإعانتنا والنتيجة كانت صفر.
ونبه إلي أنهم الآن داخلين على الموسم الشتوي والتحضير ضئيل والناس لا تعرف ماذا تعمل. وتابع لو كانت هناك منظمات مدت يد العون ممكن نقدر نواصل العمل رغم أن الجو الأمني سيئ للغاية، فكل يوم نسمع من حولنا قرية دخلت عليها ميليشيا الدعم السريع ونكلوا بأهلها.
وأشار إلي أن هنالك إراتكازات للدعم السريع لمقاومة المتفلتين لكن المتفلتين يأتوا بقوة أكبر من قوة الإرتكاز الموجود وهنا تنهار قوة الإرتكاز ويدخلوا القرية وهذا هو الحال.
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي البروفيسور حسن بشير لـلزميل هثيم دفع الله أن توقف مشروع الجزيرة أضر بالانتاج الزراعي سواء كان في إنتاج محاصيل الأمن الغذائي، كما أضرت بدعم الإقتصاد القومي فيما يتعلق بإحلال جزء مهم من الواردات خاصة من القمح، لأنه كان هناك إستهداف بأن يتم إنتاج كبير للقمح في مشروع الجزيرة، وهذا يساعد في إحلال واردات القمح أو الدقيق من الخارج، وتابع كذلك أضرت بمسألة الصادرات الزراعية خاصة في الشق النباتي لأن مشروع الجزيرة لا يوجد به جانب حيواني مؤثر بالتالي هذه المسألة تعطلت تماماً.
وقال إن إنسان الجزيرة الآن يعيش في مأساة كبيرة جداً وموضوع مشروع الجزيرة هو مسألة ثانوية له الآن، وفي ظل الحرب البربرية لا يمكن الحديث عن مشاريع خاصةً في المناطق الواقعة تحت ميليشيات الجنجويد لأنهم لا يسمحون قيام أي عمل منظم.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الحرب أضرت بالانسان وبالإنتاج وبالبنيات التحتية وأضرت بالتنظيم.
وأضاف منذ قيام الحرب الإنتاج متعطل بشكل شبه تام عدا عن بعض المحاولات الفردية بالنسبة للمزارعين للإنتاج المعيشي، لكن الإنتاج المنظم للمشروع فلا يوجد مشروع الجزيرة الآن بعد إحتلال ميليشيا الدعم السريع للولاية، حيث لا يوجد عمل منظم لا إدارة للمشروع أو المزارعين يمارسوا عمل الإنتاج الزراعي منذ مراحله الأولى حتى الحصاد وحتى التسويق.
وتابع بالإضافة إلي نزوح كبير جداً من منطقة الجزيرة، وهذه المسألة أضرت بالقوى العاملة في الزراعة بشكل كبير جداً.
وأشار إلي أن مسألة الإنتاج الزراعي تحتاج الي دولة شغالة حيث تحتاج الي التمويل وسير عمليات الإنتاج بشكل طبيعي ومدخلات الإنتاج من تقاوي ومبيدات حشرية والأسمدة والمدخلات اللازمة للحصاد للمنتجات الخ…
وأشار الخبير الاقتصادي الي أن المزارعين تشردوا وفقدوا مصادر دخلهم، ومن تبقى منهم ليس أمامه غير الجانب المتعلق بالإنتاج المعيشي، يزرع لكي يأكل ويشرب سواء أن كان بشكل مباشر أو اذا استطاع أن يسوق منتجاته بشكل تقليدي في بعض الأسواق المتوفرة في بيع بعض المحاصيل والمنتجات، مثل الخضروات والبقوليات في الأسواق المتوفرة لمن تبقى من إنسان الجزيرة الذي يعاني من أزمة كبيرة في مسألة مصادر الدخل(يتبع)

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات