“الجزيرة” هى المسرح الذي إختارته الاستخبارات العسكرية لإظهار تفوقها، فانقلب السحر على الساحر
تحليل :السودانية نيوز
“الجزيرة” هى المسرح
قبل أن يعلن الجيش انضمام كيكل او انحيازه إن شئت، سبق ذلك ترتيبات كبيرة داخل مناطق نفوذه في شرق ووسط، وبعض قرى غرب الجزيرة، بالاضافة لنقاط عبور متحرك الفاو.
قام كيكل بالتسنيق مع استخبارات البرهان بتسليح عدد كبير من المستنفرين التابعين له باسلحة حديثة، باعتبارهم قوة تابعة له كقائد للفرقة، هذا هو الجزء الظاهر من القصة.
اما الجزء المخفي هو قيام هذه الكتائب في لحظة واحدة بالانقضاض على قوات الدعم السريع بالتزامن مع تقدم الجيش من ناحية الفاو، في هذه اللحظة بالذات يعلن كيكل انحيازه للجيش، ويأمر كتائبه بتوجيه السلاح ناحية رفاقهم من الأشاوس، المتواجدين بينهم وتُعلن الجزيرة منطقة محررة من قبل الجيش، ويُعلن كيكل بطل قومي.
لم تسر الأمور مثلما خططوا لها وانكشف أمر كيكل، واضطر للهروب تاركاً خلفه كتائبه المجهزة – هل تظن أن الجيش كان يريد كيكل وحده وبهذه الطريقة؟
– فقرروا اعادة الكرة مرة أخرى رداً للاعتبار غير معترفين بالفشل، أخرجت الكتائب سلاحها النوعي وبدأت في الهجوم، في انتظار الدعم الذي يأتيهم عبر متحركات (كيكل – شاع الدين) – فشلت جميع المتحركات، واصبحت الكتائب معزولة داخل القرى تقاوم وحدها.
مات عدد كبير منهم في سيناريو عبثي، متعشمين في عبقرية ضباط الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الذين خدعوهم وهربوا ومعهم كيكل نفسه.
هذه العملية تشبه تماماً صباح 15 أبريل، حين قرر الجيش الانقضاض على مقار الدعم السريع ظناً منه بأنها عملية خاطفة وسيمحي خلالها الدعم من الوجود في ساعات. فكانت الحرب التي يتباكون من اهوالها الآن.