الجميل الفاضل يكتب: سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! لماذا يبتر الذراع الإيراني، علي مسلخ السودان؟!
سيناريوهات ضبابية:
تحت ظلال حرب مستعرة بين إسرائيل وإيران، يتكثف الاشتباك السياسي والإعلامي حول السودان، تلوح في الأفق سيناريوهات ضبابية، يفيض بعضها بالتلميح أكثر من التصريح.
تغريدة نشرها إيـدي كوهين، الصحفي الإسرائيلي المقرّب من دوائر القرار، جاءت بمثابة ومضة: “إسرائيل تقوم بخدمة جليلة لكل المنطقة عبر بتر الذراع الإيراني المتآمر… اقرأوا بأنفسكم تورط إيران في السودان.”
إلصاق التهم:
هي كلمات لا تُلقى عبثًا، خصوصًا حين تُقرأ مع خبر نشرته صحيفة شبه حكومية، يُحذّر من مخطط تشارك فيه الإمارات والدعم السريع، لضرب مدينة بورتسودان بهجمات جوية، مع إلصاق التهمة لاحقًا بإسرائيل، بذريعة وجود الحرس الثوري الإيراني.
ثم تنفي الحكومة، عبر ذات الخبر، أي وجود للحرس الثوري، مُشددة أن الوجود الإيراني لا يتجاوز البعثة الدبلوماسية الرسمية.
الفاعل المناسب:
هذا النفي المكثّف يوقظ الشك، كأنما هو دفاع استباقي قبل وقوع حدثٍ بعينه. فهل نحن بصدد صناعة “الفاعل المناسب” للهجوم المرتقب؟.
وهل يُراد للضربة أن تمرّ في الظلّ، لتخدم سرديات عدة:
تلويح بخطر إيران، تبرير تصعيد عسكري ضدها، وإرسال رسالة للعرب بأن التحالف مع إسرائيل هو الطريق الآمن، لا الارتماء في حضن طهران.
ساحة إختبار:
السودان، الذي أعاد تقاربه مع إيران وابتعد عن اتفاقيات “أبراهام”، يتحوّل فجأة إلى ساحة اختبار.
خطاب علي كرتي الأخير، المتشح بلغة “التمكين” و”الجبهة الإسلامية العالمية”، يزيد الشكوك حول اصطفاف البلاد في محور قد تراه إسرائيل تهديدًا مباشرًا.
فضلا عن تغريدة تبرز تحديا جديدا نشرها قائد كتائب البراء بن مالك المصباح ابوزيد طلحة اليوم يقول فيها: “ماذا لو اكتشف الأمريكان أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم خارج حدودها”.
نموذج للبتر:
في هذه اللحظة الحرجة، يُطرح السودان كـ”نموذج بتر”، لا عقوبة له وحده، بل درس للمنطقة بأسرها.
نموذج يصلح لتبرير هجمات نوعية، تُنفذها إسرائيل أو تُغطيها، لكي تُوَجه تذكيرا للجميع بخطوط النار الحمراء.
قنابل الدخان:
لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستُبتر الذراع الإيرانية فعلًا عبر سماء السودان؟، أم أن ما نراه مجرد دخان تمهيدي لضربة يراد لها أن تُفهم كما تُراد، لا كما هي؟.
المعركة هنا، كما يقول كوهين، ليست في طهران وحدها، بل في غفلة الأطراف عن الساحة السودانية.