الجمعة, أبريل 18, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة إسرائيل تلعب في السودان بفرصتين؟!

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة إسرائيل تلعب في السودان بفرصتين؟!

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة إسرائيل تلعب في السودان بفرصتين؟!

من واقع ما يجري علي الأرض، تتيح حرب السودان لإسرائيل فرصتين ثمينتين للغاية، فرصة أن تفرض علي البرهان وحلفائه “الإخوان المسلمين”، تطبيعا كاملا شاملا، كما قال الناشط الاسرائيلي “إيلي كوهين” لصحيفة “أول النهار” السودانية الصادرة اليوم.
وبالتالي قطعا تاما ونهائيا لدابر العلاقة مع القطب الإيراني المتزعم لتيار الإسلام السياسي بالإقليم، وتبعا لذلك القطع مع كافة حركات الإسلام الراديكالي التي تدور هي بفلك طهران في هذه المنطقة.
وهو المعني الذي أشار له كوهين بقوله: أن هنالك تخوفا اسرائيليا بسبب دولة تساعد السودان الآن، تشكل تهديدا للأمن القومي لإسرائيل والسودان.
مشيرا “كوهين” في تغريدة علي حسابه بمنصة (x) الي أنه لا مجال لأن يلعب السودان علي الحبلين، وإن أمامه فقط أن يختار بين إسرائيل وإيران.
علي أية حال، فإن هيمنة “الإخوان المسلمين” في السودان علي خيارات الجيش، تجعل من فرضية إستكمال خطوات التطبيع مع إسرائيل التي ظلت معلقة منذ مغادرة ترامب للبيت الأبيض قبل نحو أربعة سنوات، خيارا مستحيلا، رغم ميل البرهان الذي لا يخفي لهذا الخيار.
المهم فإن إسرائيل بطبعها لن تقف موقف المتفرج كما جرت عادتها في مثل هذه الأحوال.
بل وفي ظني أنها ستعمل وبكل جدية علي ابتهال الفرصة الأخري التي ربما أن أوضاع السودان الحالية تغري بتوفرها علي نحو غير مسبوق، فرصة الإنفصال.
فاسرائيل تكاد تكون هي الراعي الرسمي لكل محاولات التجزئة والتقسيم في السودان.
إذ لم تخف اسرائيل يوما رغبتها في أن تري السودان، ضعيفا هشا ومجزأ، قبل أن يفصح وزير أمنها الداخلي آفي ديختر في العام (2008) عن استراتيجية دولته تجاه بلادنا، قائلا: “إن السودان بموارده ومساحته الشاسعة من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية”.
وبناء عليه، خلص ديختر إلي أنه:
“لا يجب أن يسمح لهذا البلد بأن يُصبح قوةً مضافةً إلى قوة العرب.
وأنه لا بدَّ من العمل على إضعافه وإنتزاع المبادرة منه لمنع بناء دولة قوية موحدة فيه.
مردفا بأن بقاء سودان ضعيف ومجزأ وهشّ، أفضل لدي إسرائيل من سودان قوي وموحّد وفاعل”.
ولعل ما كشف عنه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (آفي ديختر) في محاضرته التي ألقاها بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ونشرتها الصحف الاسرائيلية يوم 10 أكتوبر 2008،
يؤكد أن تقسيم السودان من المنظور الإستراتيجي لإسرائيل، قد ظل هو هدف مركزي ثابت لتحقيق ما يعتقد الاسرائيليون أنه دعم لأمن بلادههم القومي.
وأن ما قال به «آفي ديختر» قبل نحو (17) عاما تقريبا قد جاء متسقا تماما مع طرح رئيسة وزراء اسرائيل «جولدا مائير» عندما قالت: «أن إسرائيل نتيجة بعدها الجغرافي عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتفجير أوضاع هذين البلدين من الداخل لوجود فجوات وثغرات في البنية الاجتماعية والسكانية فيهما».
بل أن ديختر أشار إلى أن جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل بدءًا من بن جوريون ومرورا بجولدا مائير وليفى اشكول، واسحق رابين، ومناحيم بيجين، ثم شامير، وصولاً إلى شارون، وأولمرت، قد تبنّوا هذا الخط الإستراتيجي في التعاطي مع السودان، الذي يرتكز على تفجير بؤر وأزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب، وبعدها في دارفور في الغرب، وصولا لتنفيذ فصل الجنوب عن الشمال، ولفصل الغرب عن الشرق.
وحول الدور الإسرائيلي في دارفور قال ديختر: «إن تدخلنا في إنتاج وتصعيد البؤرة الجديدة في دارفور كان حتمياً وضرورياً حتى لا يجد السودان المناخ والوقت لتركيز جهوده باتجاه تعظيم قدراته، وما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب أن لا تتوقف، لأن تلك الجهود كانت بمثابة المداخل والمقدمات التي أرست منطلقاتنا الإستراتيجية في أن سودانا ضعيفا ومجزأ وهشا أفضل من سودان قوي وموحد وفاعل».
وحول التعاون الأميركي الأوروبي الإسرائيلي بدارفور قال ديختر: «إن الدور الأميركي في دارفور دور مؤثر وفعّال، ومن الطبيعي أن يسهم هذا في تفعيل الدور الإسرائيلي وإسناده، وقد كان من الصعب علينا الوصول إلى دارفور لنمارس دورنا المتعدد الأوجه لولا الدعم الأميركي والأوروبي».
مؤكدا بالقول: “نحن متواجدون حاليا في دارفور لتأكيد خطنا الإستراتيجي، من أن دارفور كجنوب السودان يجب أن تستقل”.
مشيرا إلى أن الفضل في وضع خطة التدخل الإسرائيلي في دارفور يعود إلى رئيس الوزراء السابق ارييل شارون عام (2003م).
يذكر أن شارون قال حينها: “لقد حان الوقت للتدخل في غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل وبنفس أهداف تدخلنا في جنوب السودان”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات