السبت, يونيو 21, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة عطس "المشتركة"، هل يزكم أنوف بورتسودان؟!

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة عطس “المشتركة”، هل يزكم أنوف بورتسودان؟!

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة عطس “المشتركة”، هل يزكم أنوف بورتسودان؟!

بما أن أول من فتح بريده على رسائل رئيس وزراء البرهان الجديد، كامل إدريس، قد عطس، فإن كل حركات “القوة المشتركة” لا بد أن تظهر عليها أعراض هذا الزكام الحاد في مقبل الأيام.
بل إنّ كافة “الموراليين” سينخرطون لا محالة، بقضّهم وقضيضهم، في نوبات عطس ربما تطال برشاشها “بورتسودان” من أقصاها إلى أدناها.
نوبات لا تقل بأي حال من الأحوال عن نوبة أول أمس، التي استفاق على إثرها معتصم أحمد صالح، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة (جناح جبريل إبراهيم)، على حقائق لم تكن خافية أصلًا، قبل أن تُخضِع هذه الحركات الآن لترهيبٍ أكّد لها -ربما قبل فوات الأوان الذي أزف- سعي حلفائها لتكريس هيمنة النخب المركزية، وحرمان قوى الهامش من أي شراكة عادلة في صنع القرار.
إنه ترهيب بلغ حدًّا رأت فيه هذه الحركات شبح الحرب يُلوّح أمامها، ليدرك بعدها معتصم صالح أن هذا التلويح بمحاربة حركته وشركائها الدارفوريين، من شأنه أن يهدم ما تبقى من استقرار.
فراح يندب حظه العاثر قائلًا إنهم “جاءوا ليكونوا شركاء في بناء الدولة، لا ضيوفًا على موائدها”، حاثًّا حلفاء “المشتركة” على احترام عهدهم السابق، من أجل معالجة جذور التهميش لا تكرار الإقصاء والتخوين.
المهم، فقد تضمنت تصريحات الأمين السياسي لحركة جبريل إبراهيم ثلاث نقاط مهمة للغاية، تكشف عن وجود رأي يدور في أروقة وكواليس سلطة بورتسودان حول مستقبل حركات دارفور المنحازة للجيش، وردت ضِمنًا في إشارات احتواها رد حركة العدل والمساواة علي مطبخ تشكيل حكومة كامل ادريس الذي تفوح منه حالياً روائح البهارات و”الشطوط” النفاذة الحارة:
أولها بالطبع: اتهام هذه الحركات بالسعي لمحاصصة إثنية، باعتبار أن حركتي مناوي وجبريل تعودان إلى أصل قبيلة واحدة.
ثانيها: أنها تمارس ابتزازًا سياسيًا لا يخفي الآن علي أحد.
أما أخطرها إطلاقًا: فهو تلويح بعض حلفاء “المشتركة” بالحرب ضدها، إن دعت الحاجة لتجاوز عقبة المحاصصات المستندة إلى اتفاق جوبا الذي انتهت صلاحيته باستيفاء مدّته.
بيد أنه بدا لافتًا عودة حركات “المشتركة” إلى خطاب المظلومية القديم، الذي تجاهلته تمامًا خلال شهر عسلها القصير مع الجيش، لتعيد اجتراره اليوم بلغة تتحدث عن هيمنة النخب المركزية، ذات النخب التي ظلت هذه الحركات تقاتل لحماية إرثها ومكتسباتها التاريخية حتى اللحظة، مكرّرةً اليوم أسطوانة حرمان قوى الهامش من شراكة عادلة في صنع القرار، لم تتحقق يوما طوال التاريخ.
علي أية حال، فأهلاً بـ”المشتركة” إذ تعود —ولو متأخرة قليلا— من رحلة شهر عسلها مع النخب المركزية، إلى ذاكرة النضال التي أنجبتها، وإلى خطاب ثورة الهامش الذي منحها شرعيتها الأولى.
فالعودة المتأخرة خير من المضيّ في الغياب، إذ ما تزال هناك فرصة لتصحيح المسار إن خلُصت النيّة، وصدقت المواقف.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات