الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب عامان في الجحيم؟!

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب عامان في الجحيم؟!

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب عامان في الجحيم؟!

هما عامان إلا قليلا، عامان من الجنون المطلق، قضاهما أهل السودان في ضيافة الجحيم.
هما عامان.. أعترف، بأن تنظيم ما يسمي بالحركة الإسلامية، قد إستطاع في غضونهما أن يتفوق علي نفسه، وعلي سوء ظني العريض به.
من خلال نجاحه بإمتياز مؤسف، في تطبيق أخطر شعاراته علي الإطلاق.. شعار “فلترق كل الدماء” علي غالب أرض السودان، بكفاءة لا يحسد، ولا يحمد، بالطبع عليها في مثل هذا المقام، وبنجاح منقطع النظير في صناعة أفشل تجربة للتشبث بالسلطة، ولو أدي الأمر في نهايتها كما نري الآن، للمجازفة بحياة كل أهل السودان.
وبالتالي فلو أن دينا لا يبلغ مجده وعزه، كما يقول الشعار “الإخواني” الخالد، سوي بإراقة بعض أو كل الدماء.
فإني أقول من واقع حرب هذه الحركة المسماة إسلامية، وحرب منتجاتها القديمة، والجديدة، والمتجددة، لنحو حولين كاملين: بأن ليس ثمة جماعة علي ظهر هذا الكوكب، قد أوفت بوعدها، وأبرت بعهدها، وأعزت دينها كما تعتقد، فأعادت له مجده الدموي كما تظن، بمثلما ما فعلت هذه الحركة الإخوانية في السودان.
لكن يبقي هذا الدين الذي تذوق السودانيون نذرا ليس يسيرا من ثماره المرة، هذه الأيام في الدندر، والسوكي، وسنجة، ومدني، وفي الحلفايا، وأم بدة، واليوم في “كنابي” أخري مرقومة، يتم القتل فيها علي أساس الهوية فقط لا غير، وقبل ذلك ما حدث في مدينة الجنينة، وفي قري شرق الجزيرة، بالقطع فمثل هذا الدين ليس هو ذات الدين الذي عاش ومات عليه، سيدنا ابوبكر الصديق الذي كان يزود قائد جيشه أسامة بن زيد، وفق مصطلح اليوم بتعليمات مستديمة صارمة يقول فيها:
“لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا إمرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرّون بأقوام قد فرّغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له”.
فالمعيار في الدين كما يقول الامام علي بن ابي طالب: “نحن نعرف الرجال بالحق، ولا نعرف الحق بالرجال”.
المهم فإن زيارة السودانيين للجحيم، أو زيارة هذا الجحيم لهم، كضيف ثقيل أناخ بعيره الاشأم علي أبوابهم لعامين إلا ربعا، صار خلالها هذا الجحيم المقيم هو بالفعل رب المنزل في السودان، ليصبح من ثم أرباب منازله التي خيم فوقها البؤس، أضيافا مطاردين من ديار الي ديار، والي بلدان ما كانت لهم يوما بمزار.
غير أن الأدهي وأمر، هو أن كبار كهنة هذه الحرب التي يرونها، “حرب كرامة” مقدسة، لا زالوا يهنئون الي اليوم بعضهم بعضا، ببضع آلاف كيلو مترات إضافية تتوسعها الحرب، لتمكنهم من فتح مسالخ أخري جديدة، لإراقة مزيد من الدماء، تلبية لشعائر آلهة الحرب والهوي، التي يتقربون اليها زلفي بقرابين، من أطفال السودان ونسائه وشيوخه الأبرياء.
علي أية حال، ورغم هذا البلاء العظيم، فقد لا زال هؤلاء الكهنة الأشرار، في غيهم سادرين، يتوهمون ما يتوهمون، يظنون أن بإمكانهم الإفلات والنجاة من تبعات هذه الحرب التي ورطوا فيها الشعب والبلاد، ومن يوم الحساب علي ماجنوا في هذه الدنيا قبل الآخرة، أنه يوم لا زالوا يرونه بعيدا بل ربما مستحيلا، ونراه قريبا جدا من واقع ارتكابهم اليومي لنوع هذه المظالم الفاحشة، من تعذيب، وإذلال، وسحل، وقتل خارج القانون.
فيوم حساب كل ظالم علي ما غارف أو أغترف هو في الحقيقة، أقرب إليه من شراك نعليه وإن تعامي عنه بجهل أو بغفلة، وهو بالضرورة يوم أخذ شديد، لن يفلت رب الناس، أي ظالم للناس فيه، مهما كان قويا، أو جبارا شقيا، ومهما أمتلك من مال أو سلاح، أو كان له من بشر ظهير.
إذ هو يوم إنتهاء حصة الإملاء، وأنه ليوم في ظني قد بات وشيكا، ذلك اليوم الذي أستدرج له بكيد متين هذا النوع خاصة، من المكذبين بآيات نزع الملك والسلطان، هؤلاء الطغاة المستكبرين، الذين ساموا أهل السودان سوء العذاب لثلاثين سنة ويزيد، ذلك فضلا عن أنهم لا زالوا يبطشون بالناس الي يومنا هذا لأجل مزيد.
يقول سبحانه وتعالي عن أمثالهم:
“وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات