الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب نهاية حرب، هي بداية حلم ووعد؟!...

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب نهاية حرب، هي بداية حلم ووعد؟! (1)

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب نهاية حرب، هي بداية حلم ووعد؟! (1)

ينصحني ناصحون مشفقون، من مغبة التورط والمجازفة بالغوص والإستغراق، في النظر الي ماوراء حجب ما هو الي الآن غيب.
إذ أن من يقول بمثل تصوراتي لمستقبل السودان، لابد أن يتهم أول ما يتهم في عقله.
علي أية حال، فقد قال متفكر كبير في الشأن السوداني: “إن حب السودان، من حب الله”.
وهو قول يتوافق أو يتواكب علي الأقل كما أعتقد، مع قول الرسول الكريم (ص) بأن إستكمال ثلة الإسلام لن يتحقق إلا بالإستعانة بأناس من السودان.
إذن فإن مقتضي الحال يقول بأن هذا السودان الضعيف حاليا، لابد أن يضحي قويا بما يؤهله لأن يكون محل إستعانة أمة الإسلام في وقت ما.
فبمنطق الأشياء البسيط، فإن شرط الإستعانة عموما، يقتضي قوة في المستعان به، إذ لا توجد إستعانة بضعيف في هذا الوجود، وبالتالي فإن شرط إستكمال ثلة الإسلام هو في وجود سودان يضحي قويا لكي يحقق شرط الإستعانة به وفق منطوق النبي.
فالسودان القوي سيكون هو لا محالة بمثابة اللبنة الأخيرة لإستكمال ثلة هذا الدين، الذي سيظهره سبحانه وتعالى علي الدين كله في كوكب الأرض.
وحينها سيكون السودان وفقا لما توصل له أو قل إستخلصه، هذا المتفكر السوداني، “محمود محمد طه”، برغم ضعف السودان البادي، وبؤسه الذي لا يخفي، وعلي علاته الراهنة كلها، من أنه سيكون هو نفسه مركز دائرة الوجود برمته.
هو قول إستدرك الأستاذ محمود، بالقول عليه، أنه يجب ألا يهول، بالقياس علي حال ووضع السودان الحالي.
لكن يظل سؤال؟.. كيف يمكن لهذا السودان، أن يخرج من حالة ضعفه وتضعضعه، وهشاشة تكوينه، مع صورة البؤس والخور التي هو عليها، والتي بلغت ذروتها بحرب “الإخوان المسلمين” هذه.
هذه الحرب التي في ظني أن نهايتها ستفتح الطريق لحلم السودان الجميل، ولعهده الأجمل.
هذا العهد الذي أتصور أن سيكون علي رأسه، أمرأة أو رجلا يمتلك القدرة علي أن يفكر، وشجاعة أن يقول كما يفكر، وجاهزية أن يعمل كما يقول ويفكر، هو فقط سيكون الشخص المطلوب لحكم السودان في مثل هذه الظروف والأوضاع التي نعيشها، لتحقيق غاية هذا الحلم الكبير.
وبالطبع يخامرني أن رجلا أو إمرأة يكون هو أو تكون هي، في كامل إهاب المسئولية وعلي أهبة الإستعداد لها، ليتحمل كل ما يترتب علي، أفكاره، وأقواله، وأعماله، من نتائج وتبعات.
وأن يكون هو أو هي، قابلا ومستعدا تماما وعلي الدوام، للمحاسبة علي حصائد أفكاره وأقواله وأعماله، صغرت أو كبرت، بل ولدفع كافة أثمانها مهما بلغت، عن قناعة ورضا، ودون تهرب، أو تردد، أو تبرم، وبلا وجل أو أدني خوف.
أتصور أن نوع هذه المرأة أو الرجل فقط، هو أو هي المؤهل، حاليا لإخراج السودان من وهدته العميقة التي سقط فيها، ومن نفقه المظلم ومتاهته الكبري، التي يتخبط هو الي اليوم علي الأقل قيد براثنها في ظل هذه الفتنة.
رجلا أو إمرأة يكون هو أول ما يكون صادقا مع ربه، ومع نفسه ثانيا، ثم مع الناس من بعد.
بل أن علي أهل السودان طرا، الذين إستبد بهم التدليس، والغش، والكذب، أن يعلموا لو أنهم لم يصدقوا منذ اليوم في كل صغيرة أو كبيرة، فإن السودان “أرض الصدق” التي وصفها المصطفي بذلك الوصف قبيل الهجرة الأولي الي أرضه، لن يكون هو لهم موئلا أو موطنا، طال الزمن أو قصر.
-يتبع-

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات