غدًا الجمعة، تصادف الذكرى السادسة لانطلاق شرارة ثورة ديسمبر المجيدة من مدينة عطبرة، كما يصادف أول أيام “عيد الأنوار” اليهودي، أو ما يُعرف بـ”عيد التدشين” (حانوكا)، الذي تستمر طقوس الاحتفال به ثمانية أيام، تنتهي يوم السبت المقبل.
وللحقيقة، قد يقفز إلى الأذهان سؤال مشروع: ما علاقة السودان وثورته بهذا اليوم في التاريخ اليهودي، الذي يعود للقرن الثاني قبل الميلاد؟
فاليهود يربطون عظمة يوم “حانوكا” بحدث تطهير “الهيكل” الذي دنسه اليونانيون والسلوقيون أثناء سيطرتهم على القدس، وبانتصار “المكابيين” اليهود على جيوش هذه الإمبراطورية.
وبالطبع، ليس من نافلة القول أن التوراة كانت قد أشارت إلى ملوك “كوش” الذين حكموا مصر، وحاربوا الآشوريين في مصر وفلسطين.
ومن أبرزهم الملك تهارقا العظيم، الذي ورد ذكره بالاسم مرتين في الأسفار التوراتية: مرة في “سفر الملوك الثاني”، وأخرى في “سفر إشعياء”.
وتروي القصة أن النبي إشعياء، حينما كان الآشوريون (حكام مملكة بابل) على أبواب أورشليم، دعا الرب أن ينقذ شعبه منهم، وأن يبعث إليهم ملوك كوش ليدفعوا عنهم هذا الخطر الداهم.
وتؤكد المصادر التاريخية هذا الدور، إذ خضعَت مصر لحكم الكوشيين، قبل أن يمتد نفوذهم إلى فلسطين وسوريا، بعد حربهم ضد الآشوريين في مصر والقدس.
تعيد هذه الحقائق إلى الأذهان صورًا من الارتباط الأزلي للسودان، “أرض حفيف الأنهار”، بمسار التاريخ في أرض فلسطين المقدسة.
ومن هذا المنظور، فإن تدخل أول رئيس يهودي في تاريخ الولايات المتحدة – كما قيل مؤخرًا – دونالد ترامب، بهذه الحدة والحسم لتطهير “معبد السودان” من دنس الإخوان المسلمين، ربما لا يأتي هو الآخر من قبيل الصدفة فقط.
الجميل الفاضل يكتب: متى يُوقد شمعدان “حانوكا” السودان؟
مقالات ذات صلة

