الجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات “البحير”:ترى، هل آن أوان الاقتلاع؟!

الجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات “البحير”:ترى، هل آن أوان الاقتلاع؟!

إن صورًا ومشاهد مرتقبة ربما تبرز أمام أعيننا في مقبل الأيام، تجسد سيناريو واقعيًا لكيف يمكن أن يحيق المكر السيئ بأهله.
بل في ظني أننا على وشك أن نرى رأي العين، بثًّا مباشرًا ينقل صورًا حيّة لكيدٍ بدأ بالفعل يرتد إلى نحر من دبّره، ليجعل من تدبير هذا المدبّر سببًا في تدميره هو نفسه، لا تدمير من أراده بكيده بادئ ذي بدء.
فلكل لحظة في هذا الكون جنودها، الذين لن يخرجوا، ولو شاءوا، عن شأن وطوع مدبّرها.
وللحقيقة، فما “الرباعية الدولية” وما لفّ لفّها من منظمات، وما صدر عنها من خرائط وشروط وإملاءات، أو عن سواها من دعم وتأييد وعقوبات، سوى ترجمانٍ للحظة حقيقةٍ آتية لا ريب فيها، لحظةٍ لا مهرب منها في النهاية إلا إليها.
حيث كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت، في بيان لها، أن الحكومة الأميركية ستستخدم كافة أدواتها المتاحة لضمان عدم عودة الإسلاميين السودانيين إلى السلطة.
وبالتزامن، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على جبريل إبراهيم، وزير المالية وزعيم حركة العدل والمساواة، بالإضافة إلى ميليشيا “البراء بن مالك”.
كما جاء في بيان لوزارة الخارجية السعودية: “إن مستقبل السودان لا يمكن أن تُملِيه الجماعات المتطرفة العنيفة التي تنتمي أو ترتبط بشكل موثق بجماعة الإخوان المسلمين، التي أدى نفوذها المزعزع للاستقرار إلى تأجيج العنف وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة”.
وقبل كل ذلك، كان محمد الحسن التعايشي، رئيس وزراء حكومة تأسيس، قد أصدر قرارًا بحظر جميع أنشطة الحركة الإسلامية في السودان، أو في مناطق سيطرة حكومته على الأقل، باعتبار أن حكومة التأسيس هي أول جهة سودانية رسمية تتبنى موقفًا قانونيًا وسياسيًا متقدمًا، يتطابق مع هذا المزاج الدولي الراهن.
ذلك فضلًا عن أنها حكومة تمثّل، بطبيعة الحال، تحالفًا يمتلك برنامجًا طموحًا وواضحًا، يقوم على مبدأ المواطنة المتساوية بلا تمييز، إضافةً إلى محاربة التمكين الديني–السياسي، عبر مشروع حكمٍ متماسك يقوم على ميثاق السودان التأسيسي والدستور الانتقالي لسنة 2025، اللذين يهدفان إلى إعادة بناء كافة المؤسسات خارج منظومة الدولة الكولونيالية القديمة.