الخميس, سبتمبر 18, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات "البحير": أمتار أخيرة، تنتظر لحظة الدومينو؟!

الجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات “البحير”: أمتار أخيرة، تنتظر لحظة الدومينو؟!

الجميل الفاضل يكتب من نيالا يوميات “البحير”: أمتار أخيرة، تنتظر لحظة الدومينو؟!

حين تلتبس الأمور، تقبع أفضل المزايا كامنةً طيّ البلايا، وترقد أعظم المنن تحت سواد ما يبدو أنها محن.
ويغدو الغافل من ظن أن الأشياء هي الاشياء كما تبدو، لا بما تخبّئه بين تضاعيفها من مفاجآت.
فلكل وقتٍ شروطه وأحكامه، غير أن الوقت هنا يتغير بسرعة الضوء، لا ينتظر تبدّل الفصول، ولا يتقيد في تقويماته بصيف أو شتاء.
عما قليل، ستطير – في ظني – طاولات في الهواء، لتنقلب على رؤوسٍ استقرّت عليها لنحو ثلاثين عامًا أو يزيد، رؤوسٌ يبدو أنها قد أينعت اليوم، تنتظر فقط منجل الحصاد.
عما قليل، من داخلها ستنفجر الأشياء، في بلدٍ أضحى التكتيكي فيه يجرّ الاستراتيجي، والمرحلي يتقدّم على المستدام.
وباتت مصائب شتى تجمع مصابين من كل نوع، على ما بينهم من خلاف، توارى خلف غبار هذه الحرب غريبة الأطوار، التي قرّبت من كانوا متباعدين، وباعدت بالمقابل بين الأقربين.
فمن كان بعيدًا صار قريبًا، ومن كان قريبًا أضحى بعيدًا عن أقرب قريبٍ إليه.
المهم، فبين المصائب والفوائد علاقة جدلية قديمة، إذ أن ضارة لطرفٍ ما هنا، ربما تصبح نافعةً في ذات الوقت لطرفٍ آخر هناك.
وللحقيقة، فإن روح التنافس بين الناس هي سرّ كل حراك في هذا الكون، تقدّمًا كان أو تقهقرًا.
بل إنها روح تعبّر عن حقيقة تقول: لولا دفعُ الناسِ بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض، كما دبّر أمرها على هذا النحو خالقها.
فالناس يمشون وأرجلهم فوق رقابهم، إلى حيث شاء لهم ربهم، على رسم القدر.
عموماً، قد تبدو الأحلام الكبرى مستحيلة أحيانًا، لكن القائد الثوري الكبير نيلسون مانديلا يقول، من واقع تجاربه النضالية الطويلة:
“إن كل أمر يبدو مستحيلاً دائمًا.. حتى يتحقق.”
ويقول شاعر قديم:
“إن يكُ صدرُ هذا اليومِ ولّى.. فإن غدًا لناظره قريب.”
هو قريب – في رأيي – من لحظةٍ سحرية باتت وشيكةً جدًا، لحظةٍ تشبه سقوط أحجار الدومينو التي تنهار دفعةً واحدة.
وبالطبع، فإن سقوط أي جزء من أي نظام، لابد أن يُمهّد تلقائيًا لتساقط باقي أجزائه.
على أية حال، هي لحظة لا يصدر فيها أحد أوامر للجنود بالتوقف عن القتال أو بالعودة إلى بيوتهم.
ثمة شيء ما يحدث في مثل هذه الأمتار الأخيرة، يقود إلى حدوث تحوّل نوعي حقيقي ومفاجئ.
يشبه ما حدث في ألمانيا الشرقية، وفي دول مثل تشيكوسلوفاكيا، بل وربما حتى سوريا الأسد، التي انهار فيها النظام دون أن تُطلق رصاصة واحدة، عندما خارت قواه في النزع الأخير.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات