الثلاثاء, ديسمبر 2, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالحرب لن تبني وطناً”… عبد الواحد النور لـ “السودانية نيوز":آن الأوان لوقفها...

الحرب لن تبني وطناً”… عبد الواحد النور لـ “السودانية نيوز”:آن الأوان لوقفها … وعلى السودانيين استعادة شرعية ثورة ديسمبر وبناء جبهة مدنية قوية

النور: ما حدث في الفاشر كان يمكن تجنبه… وكل الأطراف ارتكبت جرائم ويجب أن تُحاسَب بلا حصانات

رئيس حركة تحرير السودان: ندعم تسليم البشير والمطلوبين للجنائية الدولية… والعدالة أساس السلام

الاتحاد الأوروبي قادر على دعم الإعمار… لكن الأولوية الآن لوقف الحرب واستعادة المسار المدني

النور: حكومة بورتسودان “انقلابية”… ورفض لجنة تقصي الحقائق سببه الخوف من المثول أمام العدالة

رسالتنا لأوروبا: ساعدوا السودانيين على بناء سلام حقيقي بإرادة وطنية بعيداً عن المحاصصات الفاشلة

جولتنا الأوروبية ناجحة… وتبادلنا رؤى واضحة حول وقف الحرب والتحول الديمقراطي

في الجزء الثاني من حوار السودانية نيوز مع رئيس حركة تحرير السودان، الأستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور، نواصل التعمق في دوافع جولة وفد الحركة إلى عدد من العواصم الأوروبية ولقاء مسؤولين بارزين في الاتحاد الأوروبي، في وقت يشهد السودان تدهوراً سياسياً وإنسانياً غير مسبوق.

يكشف النور في هذا الجزء رؤيته لمسار الحرب وآفاق إنهائها، ويضع النقاط على الحروف بشأن ما يجري في دارفور بعد سقوط الفاشر، كما يتحدث بصراحة عن مسئولية الأطراف المتحاربة، ومبدأ عدم الإفلات من العقاب، وموقف الحركة من الشرعية السياسية بعد انقلاب 2021، إضافة إلى رسائلهم للاتحاد الأوروبي ورؤيتهم لدوره في دعم عملية السلام وإعادة بناء الدولة السودانية.

حوار :جعفر السبكي

■ الأوضاع الآن في دارفور. وصلت إلى مرحلة خطرة، بعد استيلاء، قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وهناك مزاعم بارتكاب جرائم حرب، وسبق أن قدمت مبادرة بشأن الفاشر بيد أن بعض الاطراف المشاركة فى الحرب رفضت ذلك؛ وهناك الكثير حّملوا الحركات المسلحة، التي تقاتل مع الجيش مسئولية الجرائم التي وقعت ودعوات بضرورة تقديمهم لمحاسبات. خاصةّ حركة مناوي التي قيل، أنها وزعت الأسلحة على المواطنين للمشاركة في الحرب حسب الأحاديث؟

 ● والله يا أستاذ السبكي؛ مثل هذه الأسئلة يجعلنا نشعر بمرارات وحزن عميق؛ إن الذي جرى في الفاشر، كان يُمّكن تلافيه تماماً اذا ما كان التفكير بحق وحقيقة في أنسان السودان والسودانيين الموجودين في الفاشر.

 لكن مرات البشر بسيطر عليهم ظن السوء، وهذه الظنون يحاولون، رميها بالأبرياء والمساكين، في معارك تدار بطريقة عاطفية، ولا يهمهم طبعاً صراحهً مآلانها. ودي حاجة مُحزنة ، نحن قدمنا مبادرة؛ والجميع يعلم بها ، لكن طبعاً حال تقدم مبادرة؛ هناك آخرين بالنسبة لهم آخر حاجة يفكروا فيها، هو روح الانسان وكرامته، طبعاً كما قيل: “مَتىّ يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ إِذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرُكَ يَهدِمُ”

أما الجرائم؛ فكل الأطراف ارتكبت جرائم، ونحن نتمنى، أنه في السودان تنعدم وقوع مثل هذه الجرائم، يجب أن تكون هناك محاسبة للجميع.

وأي شخص ارتكب جرم، يجب أن يُقدم إلى المحاكمة، وألا تكون هناك حصانة لمرتكبي مثل هذه الجرائم ضد المواطن. والكل يجب محاسبته، ويجب أن نعمل لتفعيل “مبدأ عدم الإفلات من العقاب” في السودان، لتكون دولة سيادة القانون ، بأن لا يكون هناك مجال للإفلات من العقاب؛ ولنبدأ من البشير، وغيره  ويجب تسليمهم لمحكمة الجنايات الدولية، ومعه كل المطلوبين الآخرين.

وقد حان الوقت، للشعب السوداني أن يرتاح من العذاب، والحروب التي إستطالت، منذ خروج المستعمر إلى اليوم، والشعب السوداني من حربٍ إلى حرب، والآن انتقلت لكل السودان، وحتى المناطق التي لم تصلها الآن مهددة. وها نحن نرى أنه، قد حان الوقت، لكل السودانيين بأن يتقون شر هذه الحروب وانهاءها حتي يعيش الجميع في سلامٍ وأمن بدلاً من  هذه المأسي .

■ فيما يتعلق بمرتكبي الجرائم في السودان، وتسليم المطلوبين، ومن ضمنهم البشير من خلال اللقاءات، وبيان الاتحاد الأوروبي، الذي يطالب حكومة البرهان بتسليمهم ما تعليقك؟

● الكل يعرف بأن الاتحاد الأوروبي ، وخاصةٍ أن محكمة الجنايات الدولية وهي موجودة في لاهاي بهولندا وهي جزء من الاتحاد الأوروبي، إذن من الساهل جداً يمكنها المساهمة مع الجهود الدولية والإقليمية والداخلية في تسليهم، ونحن من دعاة محاسبة، كل مرتكبي الجرائم والفظائع في السودان الخطرة جداً ليتم محاسبتهم بدأً بأنفسنا.

ونحن الآن نطالب بمحاكم أخرى لها صبغة دولية وشرعية، وقوة الزام تنفيذ قرارات المحاكم، لأنه حتى الآن لا توجد محاكم في السودان لها مصداقية ، لذا يجب أن تكون هناك محاكم دولية أخرى لمحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا فظائع في حق الشعب السوداني، في كل الحروبات بما فيها الحرب الدائرة الآن حتي يرتاح الشعب السوداني من مسألة الإفلات من العقاب .

■ الآن حكومة بورتسودان، ترفض حضور لجنة تقصي الحقائق، للجرائم التي ارتكبت في السودان إلى أي شئٍ تُعذي مثل هذا الرفض؛ رغم أن الدعم السريع وافق بدخول هذه اللجنة؟

الانقلابيين يرفضون لجنة تقصي الحقائق؛ لأنهم جزء من هذه الانتهاكات، لذا يخافون من لجنة التحقيق ، لأنهم سوف يكونوا المطلوبين الأوائل في هذه الانتهاكات التي وقعت ، وبالتالي هم يرفضون لجنة التحقيق، مثلاً البشير الآن اين هو؟ دخل في جحر والكل يبحث عنه، وبالتالي مهما طال الزمن سيمثلون للعدالة وحتماً سيكونوا في يد العدالة، وعليه هم يرفضون اللجنة لأنهم المجرمين الحقيقيين في الانتهاكات ، وسوف يأتي يوماً يسقطون ويقدموا للعدالة .

ما في حكومة في بورتسودان هؤلاء انقلابيين، إنقلبوا ضد الشعب السوداني، بعد ثورة ديسمبر، بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، ممثل الشارع السوداني، والثورة السودانية، رغم الاختطاف، لكن المهم أن ناس بورتسودان انقلبوا على حكومة الثورة، وهي اكثر حكومة شرعية لأنها أتت بإرادة الشعب السوداني، وبالتالي هؤلاء انقلابيين، ويجب على الشعب السوداني والمجتمع الدولي مناداتهم بالانقلابيين ولا يعطوهم أي شرعية .

انت تتحدث عن جبهة مدنية بيد ان هناك تشرذمات وسط القوي السياسية السودانية وانقسامات، فما هي أهمية تشكيل جبهة مدنية وطنية في السودان؟ وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي دعم هذه الجهود؟

● سؤال جميل جداً نحن نرى أن ثورة ديسمبر، كانت ثورة مدنية سودانية، عمت كل السودان، وهي ثورة تراكمية ، ونحن نتعز جداً، في حركة تحرير السودان أنه على مدى كم وعشرين عاماً قاومنا النظام، ولم نهادن وعانينا ، لكن كان موقفنا صحيح ، بدليل كل المعاهدات واتفاقيات السلام، التي وقعت ما زاد الوضع الا سوءً ، لذا نحن قلنا أن ثورة ديسمبر مدنية، وشرعيتها أقوى من أي شرعية، وبالتالي الحل يجب استعادة الاجسام الشرعية لثورة ديسمبر وأهدافها، وأن لا يكون هناك حكم عسكري، وأن تعود الشرعية للشعب السوداني بحكم مدني، لذا طالبنا بجبهة وطنية، صحيح هناك انقسامات وهناك أحزاب نقيضة للبعض بصورة كبيره جداً، لكن هذه هي الديمقراطية، لا بد من بناء النواة، وان يجلس كل السودانيين بمكوناتهم المختلفة ، أحزاب حركات الخ , لمخاطبة جذور الأزمة السودانية والاجابة، على الأسئلة الأساسية والصعبة، التي تطارد الشعب السوداني وأن لا نهرب من الإجابة، حتى نضع لها المعالجات كسودانيين لتفادي شر الحروب. واعتقد ان السودانيين قادرين على ذلك، وأن الاتحاد الأوروبي يمكن المساعدة في هذا الأمر .

■  كيف يمكن للاتحاد الأوروبي، دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في السودان، بعد انتهاء الحرب؟

● نحن في هذا الوقت، نرى أنه يجب أن ينصب جهود الاتحاد الأوروبي في وقف الحرب وانهاءها، ثم الذهاب بعد ذلك إلى العملية السياسية، السلمية المدنية، والتحول الديمقراطي، وبعده الانتقال إلى مرحلة بناء السلام، واعتقد أن الاتحاد الأوربي، لديه الإمكانيات الضخمة التي يمكن توظيفها من اجل مساعدة الشعب السوداني، بالرغم أنه نحن في زمن سئ جداً  للاقتصاد العالمي. لكن في تقديرنا أن الاتحاد الأوروبي بلاشك، له القدرة الاقتصادية على المساعدة في جهود التنمية والاعمار 

■ ما هي الرسالة التي اوصلتموها إلى الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة السودانية، وكيف يمكنهم دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة؟

●اوصلنا للاتحاد الأوروبي، ودول خارج الاتحاد الأوروبي، ضرورة وقف الحرب وانهاءها. وأيضاً ضرورة، دعم الاستقرار السياسي، ابتداءً من الجبهة المدنية، ما عدا المؤتمر الوطني وواجهاته، ويجب على السودانيين ان يكونوا في جبهة مدنية قوية متماسكة تمثل إرادة الشعب السوداني ومكوناته.

أيضاً أن يدعموا الشعب السودان، في جهود السلام والاستقرار ، وأن يكون هناك سلام حقيقي بإرادة سودانية ، وأن لا يكون هناك فرض لعملية السلام من الخارج مثل الاتفاقيات والمحصصات السابقة، التي فشلت وعقدت الموقف. صراحة نقول ان جولتنا للاتحاد الأوروبي كانت موقفة جداً،  تحاورنا معهم سواء دول الاتحاد الأوروبي منفردا، أو المفوضية.

 وبالتالي جولتنا كانت، موفقة وحافلة وتبادلنا خلالها الأفكار ، وطرحت علينا العديد، من الأسئلة التي اجبناها بكل شفافية، واوصلنا رسالة، أن الشعب السوداني يريد الاستقرار والسلام وإيقاف الحرب والتحول الديمقراطي

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات