الأربعاء, أغسطس 20, 2025
الرئيسيةاخبار مجتمعالخرطوم بين جركانة الماء وأمل النجاة مدينة علي ضفاف النيل ويموت سكانها...

الخرطوم بين جركانة الماء وأمل النجاة مدينة علي ضفاف النيل ويموت سكانها عطشا !

الخرطوم بين جركانة الماء وأمل النجاة مدينة علي ضفاف النيل ويموت سكانها عطشا !

تقرير:حسين سعد

في قلب القارة السمراء، وعلى ضفاف نهرين عظيمين شكلا شريان الحياة لآلاف السنين، ترقد الخرطوم، عاصمة السودان، مدينة الشمس والغبار والماء، أو بالأحرى، مدينة العطش المتجدد رغم وفرة الماء… هنا، تتقاطع المفارقات، بحدة تؤلم القلب قبل أن تثير الأسئلة، ُ ّطل على النهر أن يخلو من المياه الصالحة للشرب؟ .. كيف أصبح الحصول على كوب ماء كيف لمدينة يلتقي فيها النيل الأزرق بالنيل الأبيض، أن تعاني من العطش؟.. كيف لمنزل ي بارد ونظيف، رفاهية لا تنالها إلا قلة محظوظة؟.

ليست أزمة مياه الشرب في الخرطوم بسبب ّ الحرب الحالية أو بمجرد خلل في الأنابيب أو إنقطاع في الخدمة، بل هي أزمة حياة، تتسلل كل صباح ً ً ثقيلا على إلى تفاصيل يومية مرهقة، وتشكل عبئا سكان المدينة الذين باتوا يقيسون يومهم بكمية المياه المتاحة، لا بالساعات أو الإنجازات، من أحياء الكلاكلة وجبرة إلى الحاج يوسف والصافية، تتوحد الشكوى: صهاريج خاوية، حنفيات جافة، وصــوت مضخة الماء أصبح أغلى من أغنية، لا ينبغي لمدينة تحيطها الأنهار من كل جانب أن ،ً وبينما تنتظر العاصمة الحلول ً مزمنا تعيش عطشا السياسية والمالية، يواصل سكانها مقاومة العطش، ً بل حياة. مدفوعين بالإيمان بأن الماء ليس ترفا وخلال فترة عملي الصحفي التي تجاوزت (۲۰) ،ً كانت مشكلة مياه الشرب تتجدد مع حلول كل عاما فصل من الصيف اللاهبة، هذه الأزمة المعقدة تقف خلفها أسباب عديدة منها الحرب الحالية، وضعف البنية التحتية المتهالكة وإنفجار إنبايب المياه بالطرقات، وتزايد عدد سكان الخرطوم بشكل غير مسبوق والهجرة الواسعة من الريف الي المدينة بسبب تناقص وسائل كسب العيش أو النزاعات والحروب التي ظلت تنخر في جسد بلادنا منذ أكثر من خمسين سنة، ولم تتوقف حتي يومنا هذا، مع إهمال التخطيط الإستراتيجي، وما زاد الطين بلة، إنقطاع التيار الكهربائي. العطش يسكن الخرطوم ّ رغـم أن الخرطوم تتربع على ملتقى نهرين عظيمين، فإن سكانها يعانون من شح مياه الشرب. ما يبدو لأول وهلة مفارقة ساخرة، يتضح عند النظر العميق فيها أنه نتيجة تراكمات تاريخية في البنية التحتية، وسوء التخطيط، وتحديات بيئية وإقتصادية، فمنذ عشرات السنين، لم تشهد المدينة ً لمنظومة المياه بما يتناسب مع النمو ً حقيقيا تطويرا السكاني المتسارع، الذي بلغ ملايين السكان، وتعتمد شبكات المياه على محطات قديمة تعاني من الأعطال المتكررة، إضافة إلى التوسع “العشوائي” في الأحياء السكنية، كما أن معظم الشبكات لم

َّصمم لتغطية هذا العدد الضخم من السكان، لا من ت ً حيث الكمية، ولا من حيث جودة المعالجة، فضلا عن البنية التحتية المهترئة، فمعظم أنابيب المياه ُنشئت في في العاصمة، تعود لعقود مضت، حيث أ ُ فترات سابقة ولم ي َجر عليها تحديث جوهري،هذه الشبكات تتعرض للتسريبات والإنفجارات المتكررة، ما يـؤدي لفقد كميات كبيرة من المياه، ونقص الكهرباء والديزل تعتمد المحطات على مضخات تحتاج إلى طاقة كهربائية مستمرة، لكن بسبب الإنقطاعات المتكررة في الكهرباء وأزمات الوقود، تعجز المحطات عن العمل بإنتظام، ما يؤدي لتوقف الضخ، التداعيات الإجتماعية لهذه الأزمة ليس فقط في جفاف (مواسير المياه)، هذه التداعيات تسربت إلى كل تفاصيل حياة سكان الخرطوم الذين حصدتهم الحرب والكوليرا والإسهالات المائية،

َّصمم لتغطية هذا العدد الضخم من السكان، لا من حيث الكمية، ولا من حيث جودة المعالجة، فضلا عن البنية التحتية المهترئة، فمعظم أنابيب المياه ُنشئت في في العاصمة، تعود لعقود مضت، حيث أ ُ فترات سابقة ولم ي َجر عليها تحديث جوهري،هذه الشبكات تتعرض للتسريبات والإنفجارات المتكررة، ما يـؤدي لفقد كميات كبيرة من المياه، ونقص الكهرباء والديزل تعتمد المحطات على مضخات تحتاج إلى طاقة كهربائية مستمرة، لكن بسبب الإنقطاعات المتكررة في الكهرباء وأزمات الوقود، تعجز المحطات عن العمل بإنتظام، ما يؤدي لتوقف الضخ، التداعيات الإجتماعية لهذه الأزمة ليس فقط في جفاف (مواسير المياه)، هذه التداعيات تسربت إلى كل تفاصيل حياة سكان الخرطوم الذين حصدتهم الحرب والكوليرا والإسهالات المائية، فالأسر تحصل على حصتها من المياه من عربة الكارو ،حصتها من المياه من (عربة الـكـارو)..

النساء ًوالأطفال يمضون ساعات يوميا في جلب المياه، هذا الوقت الثمين، كان يجب أن يستثمر في التعليم أو العمل أو الراحة. لمواجهة هذه الأزمة نشطت مبادرات مجتمعية، ونفير جماعي في شـراء طاقة شمسية لتشغيل ً ما تتعثر محطات المياه لكن، هذه المشاريع غالبا بفعل التمويل، أو الإستقرار السياسي، فالحلول الإستراتيجية تكمن فـي وقــف الــحــرب، ونقل الخدمات التنموية إلى الريف، ووضع خطة طويلة الأمد تشمل تحديث شبكات المياه وإستقرار التيار الكهربائي لمحطات الضخ، وبناء محطات تحلية أو معالجة حديثة، وتعزيز الشفافية والرقابة على قطاع المياه.

لكن الأزمة، في جوهرها، ليست فقط تقنية أو سياسية؛ إنها قصة مأساة إنسانية بإمتياز. إنها حكاية إمرأة تستيقظ في الفجر الباكر لتقف في صف طويل أمام صهريج متنقل، وحكاية طفل يذهب إلى مدرسته دون أن يغسل وجهه، وحكاية عجوز يعاني في صمت من العطش، لأن ساقيه لا ُروى تقويان على حمل جركانة الماء.. إنها مأساة ت كل يوم بصوت خافت، لا يسمعه كثيرون، لكنه، يتردد في جدران المنازل وقلوب السكان، ورغم كل ّون ُقاوم، لا يزال أهلها يتحل هذا، لا تزال الخرطوم ت بصبر مدهش، وروح تضامن ملهمة. يوزعون ما توفر من الماء بين الجيران، يتبادلون الأخبار حول ّقون الأمل على “وين جات الموية اليوم؟”، ويعل ،ً فالخرطوم، على عطشها، لا صباحات أقل جفافا ً تزال مدينة تنبض بالحياة، تنتظر حلا يعيد إليها ما فقدته من كرامة الماء، وكرامة الإنسان، وتعرضت محطات المياه في ولايـة الخرطوم إلـى أعطاب جسيمة منذ إنــدلاع الـحـرب، حيث طـال بعضها التخريب المتعمد والسرقة، فيما تعرضت أخرى إلى القصف والإحتراق نتيجة المواجهات المسلحة بين القوات المسلحة، وميليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى توقف شبه كامل في خدمات المياه في عدد من الأحياء الحيوية.

إفادات في حديثهم مع (سودانس ريبورترس) بكل من ّ الأزهري، وسوبا، والسلمة، وعد حسين، ركزوا على المعاناة الناتجة من تفاقم مشكلة المياه النقية وإرتفاع قيمتها من خلال عربات الكارو، حيث يلجأ البعض للذهاب للمضخات القريبة من سكنهم للحصول علي المياه، وفي السلمة المدينة الخيرية، توفيت إمراتان بسبب إنتشار مرض الكوليرا، وإصابة (۲۰) حالة، تم تحويلها لمستشفي بشائر لتلقي العلاج. أين إختفى الماء ؟!. ومن جهتها قالت هيئة مياه ولاية الخرطوم، ،ً إستمرار عملها لضمان في بيان لها صدر مؤخرا وصول المياة النظيفة والآمنة إلى جميع أحياء ومدن ولاية الخرطوم، رغم التحديات الفنية واللوجستية ً التي تواجهها فرق التشغيل والصيانة. وأكدت الهيئة، أن محطة مياه سوبا تعمل حاليا بمولد جازولين، لحين وصول الكهرباء العامة، ولفتت إلي أن الإنتاجية الكلية لمحطة سوبا تبلغ (۸۸۰۰) متر مكعب، وتبلغ الكمية الموزعة لشبكات المياه العامة (٤٦۰۰) متر مكعب، بينما بلغت الكمية الموزعة لمنطقة الصحافة (٤۲۰۰) متر مكعب، ونبهت الهيئة في بيانها إلي بداية ضخ مياه الشرب المنتجة من محطة المقرن إلي عدد من المناطق السكنية في أمدرمان. وقالت إن هذا التطور يأتي ضمن خطة متكاملة لتحسين وتوسيع خدمات المياه في الولاية، مشيرة إلي إن فرقها الفنية كثفت من عملها في إصلاح وتشغيل المحطات الرئيسية. وتعتبر محطة مياه المقرن من أبرز المحطات الإستراتيجية في الولاية، إذ تغذي مناطق وسط وشــرق الخرطوم، إلـى جانب عـدد من الأحياء السكنية في أم درمان.. وأفـادت الهيئة بأن هناك مناطق بدأت تستقبل المياه من بينها حمد النيل، والدوحة (الجزء الغربي والجنوبي)، وبانت غرب، وأجزاء من مربعات أبو ّى كتابة هذا التقرير، لم تبرز فى الأفق، سعد. وحت جهود متكاملة لحل مشكلة مياه الخرطوم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات