الإثنين, ديسمبر 22, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالسودانيون في مواجهة أكبر أزمة نزوح عالميّة: الهدنة تُرفض والكارثة تتفاقم

السودانيون في مواجهة أكبر أزمة نزوح عالميّة: الهدنة تُرفض والكارثة تتفاقم

وكالات:السودانية نيوز

حذّرت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، من التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في السودان، مع استمرار تصاعد أعداد النازحين داخليًا، مؤكدة أن البلاد تشهد حاليًا أكبر موجة نزوح داخلي في العالم، حيث بلغ عدد النازحين نحو 9.3 مليون شخص.

وقال رئيس بعثة المنظمة في السودان، محمد رفعت، خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف، إن الأحداث التي شهدتها ولاية شمال دارفور منذ 25 أكتوبر الماضي، خاصة في مدينة الفاشر، أدت إلى فرار أكثر من 109 آلاف شخص إلى المناطق المجاورة، مشيرًا إلى أن التحديات الأمنية واللوجستية تعيق بشكل كبير وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

وأعرب رفعت عن قلقه البالغ إزاء تطورات الأوضاع في إقليم كردفان، الذي شهد خلال الأسابيع الماضية موجات نزوح متسارعة تجاوزت 50 ألف شخص منذ أواخر أكتوبر، معظمهم من النساء والأطفال، رغم المخاطر الجسيمة التي تواجههم أثناء النزوح. وحذّر من أن استمرار القتال قد يحوّل كردفان إلى «فاشر جديدة» مع اتساع رقعة النزوح وتزايد الأخطار على المدنيين.

وفي السياق ذاته، نبّه رئيس بعثة المنظمة إلى أن التراجع الكبير في التمويل الإنساني أجبر المنظمة الدولية للهجرة على تقليص دعمها لعدد من البرامج الإنسانية، وإغلاق العديد من المرافق الصحية، إلى جانب تسريح مئات الموظفين، رغم الارتفاع الحاد في حجم الاحتياجات الإنسانية داخل السودان، والتي ارتفعت من 27 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة خلال العام الماضي إلى 33 مليونًا هذا العام.

وكشفت المنظمة عن فجوة تمويلية واسعة، إذ لم تتجاوز نسبة تمويل أنشطتها في السودان 53% من إجمالي المبلغ المطلوب، في ظل تقليص مساهمات الدول المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تُعد من أكبر الداعمين للمنظمة.

وطالب رفعت المجتمع الدولي ببذل جهود عاجلة لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية، مؤكدًا ضرورة تعزيز التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية، وضمان حماية النازحين، لا سيما النساء والأطفال.

وفي تطور ميداني متصل، شن طرفا الحرب في السودان، أمس الأول، هجومًا واسعًا باستخدام الطائرات المسيّرة في شرق البلاد، استهدف منشآت مدنية ومحطة رئيسة لتوليد الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المدن الكبرى، ومقتل ثلاثة أشخاص.

وقال مصدر محلي إن نحو 35 طائرة مسيّرة استهدفت مدن عطبرة والدامر وبربر بولاية نهر النيل، وأسفرت الغارات التي طالت محولات كهربائية في محطة «المقرن» بعطبرة عن مقتل عنصرين من الدفاع المدني، لقيا حتفهما أثناء محاولتهما إخماد حريق اندلع جراء غارة أولى، وفقًا لمسؤول في محطة توليد الكهرباء.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتعالى فيه الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية، وسط تحذيرات من أن استمرار رفض المبادرات الإنسانية يعني تحميل المدنيين كلفة الحرب، وترك ملايين الأبرياء يواجهون المصير المجهول.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات