الصادق علي حسن يكتب :ثلاث فرضيات :القصف الجوي لمنزلي الشيخ مصطفى وابنه آدم مصطفى.
أولاً : فرضية استهداف كونتينر في الشارع أمام منزل إداري أهلي .
ثانياً : فرضية استهداف قصف منزلي علي الحاج وأسرته بحي الوادي غرب .
ثالثاً : التهجير القسري لسكان حي الوادي ومدينة نيالا . (٢).
بقلم الصادق علي حسن.
الفرضية الأولى :
عقب القصف الجوي الذي شنه طيران الجيش علي حي الوادي غرب ، والذي يتوسط مدينة نيالا ، وقد طال القصف بعض منازل الأقارب والجيران، شاع بنيالا أن القصف الجوي استهدف كونتينر أمام منزل أبناء العمدة حمزة ، والعمدة المذكور من قيادات حزب الأمة التاريخية بولاية جنوب دارفور ،وكان في حياته العامرة من أعيان ورموز المدينة ،وفي الشائعة، إن الدعم السريع يستخدم كونتينرات بأحياء المدينة في حفظ الأسلحة ، ولكن وبافتراض صحة هذه المزاعم والشائعة ، هل تصلح لتبرير قصف طيران الجيش لمنازل المدنيين الذين لاصلة لهم بالحرب ، كما أن هذه التبريرات الفطيرة تكشف عن ضعف حيلة الجيش وأنها بلا استخبارات عسكرية ، فالعتاد والسلاح الذي يصل إلى الدعم السريع عبر مطار نيالا أو غيره لا يمر على الإطلاق بوسط المدينة، وقد ظلت الطائرات تفرغ حمولاتها بمطار نيالا وفي دقائق قلائل تغادره بسلام ،وقد أفرغت كل ما بها من حمولة ، لتخرج حمولات الطائرات في مركبات سريعة من المطار في اتجاهات لا تمر بوسط المدينة على الإطلاق، كذلك شباب حي الوادي من أكثر شباب قوى الثورة نشاطا ولا يساندون أي طرف من أطراف الحرب كما يطالبون بوقفها ، أيضا فإن الدعم السريع ليس له ما يستدعي تخزين سلاح في كونتينر (عفش صغير) ،وفي شارع عام بوسط مدينة نيالا وفي حي مثل حي الوادي، والمدينة كلها تحت سيطرته، ليقوم شباب الثورة بالحي برصد مخازن أسلحة الدعم السريع بأحياء المدينة ، ولكن حتى لو سلمنا بهذه الفرضية ،إن الدعم السريع يقوم بتخزين أسلحة في كونتينرات بشوارع الأحياء ، فماهية نوعية هذه الأسلحة وعناصر الدعم السريع التي تتواجد في ارتكازات بالمدينة مزودة بكافة أنواع الأسلحة ، وتحمل السلاح جهارا نهارا ،كما وهنالك الأسلحة المنصوبة على عربات الدفع الرباعي والعربات العسكرية الأخرى ، لذلك ماهية دوافع تخزين أسلحة في كونتينر عفش منزلي بالشارع أمام منزل قيادي أهلي في حي كل سكانه تجمع بينهم الصلات الإجتماعية ،مما يسوغ لتبرير القصف الجوي لكونتينر في الشارع الذي ينتصف العديد من المنازل التي يسكنها العديد من الأسر بأطفالها ونسائها وكبار السن .
المنازل التي تأثرت بقصف طيران الجيش بحي الوادي غرب عديدة، وليس منزلي مصطفي حسن (الجزء الخاص بابنه يعقوب والد الشهيد مصطفى والجزء الخاص بابنته صفية مصطفي والتي تقاعدت بالمعاش وكانت من قيادات التعليم بجنوب دارفور وتم إخراجها من أنقاض منزلها )، ومنزل ابنه الضابط بالمعاش آدم مصطفى ، فقد تأثر بالقصف الجوي منزل مصطفي صالح ، كما وفي منزل أسرة العمدة حمزة، طال القصف الجزء الخاص بفائزة عيسى ، فهل يعقل أن يستهدف طيران الجيش كونتينر في شارع عرضه بضعة أمتار وفي حي مسكون بالأسر ولا يتحسب لعدد الخسائر البشرية ، وفي هكذا ظروف يمكن أن يكون العدد في خسائر الأرواح أكثر بكثير مما وقع، وقد تطايرت الشظايا إلى المربوع الثالث شمال غرب الكونتينر ليصل لمنزل آل محمد الفضل رجال والد المقدوم صلاح لتصيب شظية شقيقه أبوبكر إصابة نجا منها، وإذا كان الهدف الكونتينر، أواليس في هذا السلوك قمة الاستهتار والاستهانة بحياة البشر ، فما الذي يمكن أن يوجد من سلاح داخل كونتينر عفش في الشارع العام أمام منزل عادي ،وقد ظل الكونتينر قابعا في مكانه منذ فترة طويلة من قبل نشوب الحرب، كما وأسلحة وعتاد الدعم السريع التي تخرج من مطار نيالا وتتلاشى آثارها في أحياء مدينة نيالا الشمالية حتى الآن لم تتمكن استخبارات الجيش من رصدها ؟ وفي كل مرة يأتي طيران الجيش لقصف مدينة نيالا، يكون ذلك بعد فترة من مغادرة طائرات امداد الدعم السريع ،ليقصف طيران الجيش الأحياء السكنية والأسواق ويسقط الضحايا ليُسوق إعلام الحرب الفطير، بمبررات فطيرة ،ما لا يمكن قبوله (منطقا ولا عقلا).
الفرضية الثانية :
بحسب أقوال خرجت من بعض منسوبي المؤتمر الشعبي فإن المقصود من القصف الجوي لحي الوادي غرب منزل د على الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي وننقل هذ الفرضية من المنشور التالي المعمم بالوسائط بإسم د عمر زكريا أبو القاسم من دون أي تدخل من جانبي، (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده.
يوم الخميس كان يوما مؤلما لأهلنا فى حى الوادى غرب، شنّ الطيران الحربي غارة غادرة على مدينة نيالا بالبراميل المتفجرة ، مستهدفًا حي الوادي غربً. أسفرت الغارة عن استشهاد أسرة كاملة وعدد كبير من الجرحى، من بينهم أفراد من منزل المرحوم مصطفى حسن، الذي كان من قيادات حزب الأمة وممثل الدائرة في البرلمان. يُعتقد أن الهدف الحقيقي للهجوم كان منزل الدكتور علي الحاج، الواقع على بُعد أمتار من المنزل الذي تم تدميره.
تُشير الدلائل إلى أن دوافع هذا الهجوم سياسية وعنصرية، خاصة بعد تصريحات الدكتور علي الحاج على قناة الجزيرة، التي أثارت غضب بعض الجهات. ردًا على ذلك، شُنّت حملة عنصرية ضده، وتبعها هذا الهجوم الجوي بالبراميل المتفجرة الذي استهدف تدمير منازل أهله في الحي، باعتبارهم “حاضنة”. كما بزعمون
ندين بشدة هذه الأعمال البربرية العنصرية البغيضة، ونسأل الله أن يصبر الأهل على الفقد الجلل وان يهلك الظالمين بالظالمين.
د.عمر زكريا ابوالقاسم.الرباط).
صحيح في الصراعات الحادة بين تلاميذ الترابي في حركة الإسلام السياسي (وطني وشعبي) الطرفان يستخدمان كافة الوسائل ضد الأخر ، خاصة وأن الجيش نفسه قد صار مطية لعناصر هذه الحركة ، ولكن حتى الآن لم تتوافر لي أي إفادات منتجة بأن فرضية استهداف منزل والد على الحاج الذي يفصل بينه وبين منزل يعقوب مصطفى حسن والد الشهيد مصطفى شارع عرضي (شرق وغرب) ،أو منزل على الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي بحي الوادي غرب والذي يفصل بينه وبين الكونتينر منزل أسرة أبكر أحمد شارع طولي (شمال وجنوب)، وبالتالي فإن كل الإفادات بشأن فرضية استهداف منزل علي الحاج أو منزل أسرته بحي الوادي أقرب للأقوال والمنشورات السياسية الشائعة بالوسائط
الفرضية الثالثة :
التهجير القسري لسكان حي الوادي، هذه الفرضية قد تكون الأقرب للترجيح .
في المقال القادم ،ساتناول الفرضية الثالثة ،وشواهد من استهتار قائد الجيش البرهان بحق الإنسان في الحياة في المناطق المتأثرة بالحرب في دارفور خاصة بمدينتي نيالا والجنينة ،وتخليه عن مسؤولياته .