الجمعة, مايو 9, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالضربات الجوية على بورتسودان: استهداف مراكز إيرانية، وترجيح المسؤولية الاسرائيلية

الضربات الجوية على بورتسودان: استهداف مراكز إيرانية، وترجيح المسؤولية الاسرائيلية

الضربات الجوية على بورتسودان: استهداف مراكز إيرانية، وترجيح المسؤولية الاسرائيلية

متابعات، وحدة الشؤون الافريقية، مركز تقدم للسياسات

استهداف القاعدة العسكرية البحرية بمدينة بورتسودان ” فلامنغو” والميناء يطرح تساؤلات حول خلفية الهجوم ودوافعه، ليس فقط بسبب استهدافه شحنات أسلحة عسكرية إيرانية كما أشارت التقارير، ولكن لتزامنه مع سلسلة عمليات عسكرية ونشاط دبلوماسي إسرائيلي في المنطقة، وسط معلومات خاصة تفيد بوجود عناصر يمنية حوثية ببورتسودان لأغراض التدريب.
في التفاصيل:
• لم تتبنى الهجمات الجوية أي جهة، وتشير أصابع الاتهام الفورية إلى قوات الدعم السريع، بسبب حربها المستمرة مع الجيش السوداني والتي تدخل عامها الثالث، وامتلاكها طائرات مسيرة قتالية، ولكن حجم التفجير في قاعدة فلامنغو العسكرية الحصينة ودقته، جعل عدد من المراقبين يرجحون فرضية وجود طرف ثالث، دون استبعاد مشاركة مسيرات الدعم السريع في الهجوم على الأهداف الأخرى.
• قام وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الإثنين 5 مايو، بزيارة رسمية لإثيوبيا، أجري فيها مباحثات مع رئيس الوزراء أبي أحمد حول العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية أكد فيها رئيس الوزراء متانة العلاقات بين البلدين وامتدادها لمجالات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية واجتماعية، من بين مجالاتٍ أخرى كثيرة، تزامنت الزيارة مع الهجمات الجوية لمواقع عسكرية ومنشئات حيوية في بورتسودان، وقيام الطيران الإسرائيلي بتنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن بالرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب.
• قالت صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية، أن بورتسودان تحولت إلى عقدة رئيسية في شبكة الأسلحة الإقليمية لطهران. من خلال الشحنات البحرية السرية والعقود العسكرية، وبدأت إيران في تزويد القوات المسلحة السودانية بطائرات بدون طيار، وهي نفس الأنواع التي يستخدمها الحوثيون لاستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر حتى تصبح مركزا لوجستيا لإيران لتسليح‏‏ وكلائها‏‏ في جميع أنحاء إفريقيا، من القرن الأفريقي إلى منطقة الساحل. ‏‏وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن التقارب بين الإسلاميين في السودان ودبلوماسية الطائرات بدون طيار الإيرانية تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الأمنية لأفريقيا وإعادة تعريف حسابات التهديد الإسرائيلي الجنوبي شرق أفريقيا في طور التكوين.‏
• ‏أشار تقرير صحيفة جيروساليم بوست إلى ضرورة منع وصول الأسلحة والتمويل، وإعادة صياغة حرب السودان ليس فقط ككارثة إنسانية، ولكن كتهديد إرهابي استراتيجي. وتأمين البحر الأحمر من خلال عمليات المراقبة والردع البحرية المكثفة لأن الموجة التالية من الإرهاب سترتفع من السودان في ظل عودة شخصيات إسلامية مثل علي كرتي، الذي يعتبره الكثيرون إسماعيل هنية الخرطوم، ومحمد على الجزولي، مستخدمين ‏‏القوات المسلحة السودانية‏‏ كمنصة لاستعادة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة. بشكل لم يعد البحر الأحمر مجرد ممر جيوسياسي، بل ساحة معركة. ‏
• من الجدير بالذكر انه في ٢٠ أغسطس١٩٩٨، قصفت امريكا مصنع الشفاء للأدوية الكائن بالخرطوم بحري، بحجة احتوائه على أسلحة كيماوية، ولم تستطيع الحكومة آنذاك تحديد كيفية القصف بالرغم من تبني أمريكا رسميا الضربة، تكرر جهل المصدر والكيفية مرتان، إحداهما في ابريل ٢٠١١، عندما قصفت طائرتان سيارة في بورتسودان أصابع الاتهام كانت تشير لإسرائيل، والأخرى في اكتوبر ٢٠١٢، في هجوم جوي على مصنع اليرموك للتصنيع الحربي بالخرطوم.
• في مداخلة لوزير الطاقة السوداني في قناة الجزيرة مباشر حول قصف المستودعات الرئيسية للمواد البترولية ببورتسودان، رجح انطلاق الهجوم من البحر الأحمر، في اتهام مباشر لطرف خارجي، دون ان يحدده بالاسم.
الخلاصة:
** الضربات تؤشر لامتلاك قوات الدعم السريع لتقنيات عسكرية متقدمة، داعمة لكثافة قواته الميدانية، الامر الذي يؤهله لاستعادة زمام المبادرة العسكرية الذي فقده بسبب حصول الجيش على أجهزة تشويش ومسيرات قتالية متقدمة، ويعني أيضا دخول طرفا الصراع في سباق التقنية العسكرية التي باتت إحدى عناصر الانتصار الرئيسية بعد خروج الحرب من مربع الحرب الكلاسيكية، بالمواجه المباشرة.
** يوجد توجه إسرائيلي بتجفيف البؤر المهددة لمصالحه ووجوده التي تنشط من منطقة البحر الأحمر، عن طريق الدبلوماسية والعمليات العسكرية، ولا يستبعد تواجده في بورتسودان أو ازدياد تقاربه مع قوات الدعم السريع ضد عدوهما المشترك، الحاضنة السياسية الجهادية للجيش.
** دخول العامل الإسرائيلي رغم التحفظ في الإعلان عنه، في الشأن السوداني، من شأنه تعقيد الوضع الداخلي، واحتمالات التسوية، ويستدعي قوى إقليمية للتدخل دعما لاحد طرفي الحرب، التي تدخل عامها الثالث، والتقدير انه وعلى الرغم من لقاء الفريق البرهان مع نتنياهو في العاصمة الأوغندية عنتيبي مطلع فبراير 2020 لتطبيع العلاقات بين البلدين، الا ان تل ابيب باتت تستشعر خطرا قادما من توسع النفوذ الإيراني في السودان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات