الإثنين, يونيو 23, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالعائدون إلى الخرطوم يواجهون تحديات الظلام والمرض والانفلات الأمني

العائدون إلى الخرطوم يواجهون تحديات الظلام والمرض والانفلات الأمني

العائدون إلى الخرطوم يواجهون تحديات الظلام والمرض والانفلات الأمني

مراسل الهدف_الخرطوم

الخرطوم، التي كانت ذات يوم القلب النابض للحياة في السودان، تحولت اليوم إلى مدينة أشباح، يسكنها الخوف والظلام ويلاحق المرض سكانها.
العائدون إليها، بعد غياب قسري بسبب الحرب، ومن لا يزال يراوده حلم العودة إلى الخرطوم، التي هجَرها أكثر من 8 ملايين من سكانها، حلما بعيد المنال في ظل انعدام أساسيات الحياة من أمن وصحة وخدمات وغذاء وتعليم، وسط توقعات بكارثة بيئية كبرى جراء الدمار الشامل الذي طال شبكات الصرف الصحي، وتراكم النفايات، وانتشار الأمراض المرتبطة بالتلوث البيئي، إلى جانب السيولة الأمنيّة.
‏‎وقدّر خبراء تكلفة إعادة إعمار ما دمرته الح.رب في العاصمة الخرطوم بنحو 300 مليار دولار.
‏‎وتحوّلت معظم مناطق المدينة المدمَّرة إلى مناطق غير صالحة للحياة، حيث تعرّض أكثر من 60 بالمئة من المناطق السكنية ومنشآت البنية التحتية والمباني الرئيسية لدمار كلي أو جزئي، كما طال الدمار أكثر من 4 جسور، و200 مبنى عام وتاريخي، ومئات الآلاف من المنازل، نتيجة القصف الجوي الكثيف.
إنعدام الأمان:
العائدون يروون قصصًا مروعة عن واقع مرير يواجه من وصل منهم، ظلام دامس يخيم على معظم الأحياء، نتيجة لتوقف محطات الكهرباء.
هذا الظلام ليس مجرد غياب للضوء، بل هو رمز لانعدام الأمان وتفاقم الأوضاع الإنسانية. في الليل، تتحول الشوارع إلى مسرح للجريمة، حيث تنشط عصابات النهب المسلح والسرقة، مستغلة غياب سلطة القانون وشلل الأجهزة الأمنية.
يصف العائدون كيف أنهم اضطروا إلى التنقل في مجموعات صغيرة، حاملين أسلحة بيضاء للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم، في ظل غياب أي حماية رسمية.
‏‎الهدف التقت أحد العائدين والذي فضل حجب اسمه، وقال أنه بعد أكثر من عامين قضاها في القاهرة عاصمة جمهورية مصر ، قرر العودة مع أسرته إلى منزله في الخرطوم، الذي اضطر لمغادرته بعد أسبوع من اندلاع القتال.
‏‎غير أن العودة جاءت صادمة، بالنسبة له وأسرته إذ وجد العاصمة في حال كارثي، في ظل انعدام شبه كامل لخدمات المياه والكهرباء، وتراكم للنفايات، وحطام المباني التي تعرضت للدمار، إضافة إلى الفوضى الأمنية في الشوارع والخراب التام للأسواق، مما جعل أحياء العاصمة، التي كانت تعجّ يوما بالحياة، تبدو وكأنها بيوت أشباح.
يضيف “الشوارع لا تجد فيها حياة، وكل ما تراه مجموعة من المسلحين الجالسين على أطراف الطرقات يمارسون كل أنواع الانتهاكات على المارة”.
‏‎ويصف الدعوات التي ظلت ترددها أبواق حكومة بورتسودان بالعودة الطوعية بالمضللة، وقال انها
دعوات كاذبة تخفي وراءها أجندات لا تعني السكان الباحثين عن الأمن والغذاء والدواء، وهي جميعها مقومات تفتقر إليها الخرطوم حالياً.


مخلفات الحرب:
تمثل إزالة مخلفات الح.رب أولوية قصوى في الوقت الحالي تمهيداً للمراحل المقبلة التي تستهدف إعادة خدمات المياه والكهرباء والاتصالات حتى يتمكن المواطنون من العودة والاستقرار.
تحتاج مهمة نزع الألغام إلى دعم فني نظراً إلى تهالك وقدم المعدات المستخدمة في عمليات التطهير والنزع التي ظلت مستخدمة طوال 21 عاماً منذ 2002 حتى اليوم.
العائدون ومن فضل عدم الخروج من منزله يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من العنف والصدمات. إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة هو أمر بالغ الأهمية، ويتطلب دعمًا دوليًا لجهود المصالحة وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والقضائية.
الخرطوم تحتاج إلى مساعدة عاجلة لكي تتمكن من التعافي من هذه الكارثة والعودة إلى الحياة الطبيعية. مستقبل المدينة ومستقبل شعبها يعتمد على استجابة المجتمع الدولي لهذا النداء.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات