الثلاثاء, نوفمبر 11, 2025
الرئيسيةمقالاتالكيزان والرقص على الجماجم والأطلال

الكيزان والرقص على الجماجم والأطلال

عثمان أحمد الحاج _ باحث

مثل غربان الشؤم التي لا تنعق إلا على الخراب يتعالى صياح قادة الحركة الإسلامية وكأن الدماء التي سفكت لم تروي ظمأ أصحاب الشعار الأجرم في تاريخ البشرية (فلترق كل الدماء)

من معدنه الشيء لا يستغرب:
رغم إشعالهم الحرب وتسعيرها ودفعها نحو القبلية والعنصرية والجهوية وإعلاء خطاب الكراهية المقيت وارتكاب المجازر الوحشية غبر كتائبهم بذبح وسلخ الأسرى والمعتقلين او اغراقهم وهم أحياء، ما فتئت ذهنية (الكيزان) تستحث الواقع الكارثي بالسؤال :هل من مزيد؟؟

الملشنة الإخوانية :
قبيل اشتعال الحرب أسرع مجرموا الحركة الإسلامية في تكوين مليشياتهم الخاصة التي سرعان ما امتلكت أحدث الأسلحة وابرزها المسيرات الإيرانية التي تدربوا على استخدامها بواكير الحرب على أيدي متطرفي قوات الحرس الثوري الإيراني.

استنهض الكيزان موات قاداتهم القديمة المغفلة الضارة لوطنها والمصلحة لقادتها حيث هرب كبار القادة من جحيم السودان إلى نعيم الدوحة واسطنبول وبقية عواصم الدنيا.

لم يلد الاستنهاض سوى مستنفرين شاحبين ارهقهم الفقر والبؤس لكن دفاتر المعسكرات كانت عامرة بالتمويل والتموين والتشوين والسعي للسيطرة على المجتمعات بالتنكيل والرعب لتمليش المزاج العام تمهيدا للخراب الشامل ومحوا لخطوات ثورة ديسمبر التي زلزلت عروشهم الكاذبة الكريهة.

خمر قديم في آنية جديدة :
منذ نحو يومين طالعتنا الأخبار بخطابات مرسلة إلى ولاة ولايات السودان المنكوب، تحمل دعوة باستنفار جميع العاملين بمؤسسات الدولة في إعادة لمشهد تشكيل مليشياتهم المسماة بالدفاع الشعبي.
تبدوا المفارقة في مسرح الحرب العبثية ان الخطابات المذكورة ممهورة بتوقيع المصباح أبوزيد، قائد كتيبة او فيلق البراء بن مالك و المفارقة الأخرى ان الصفة هذه المرة قائد قوات الإسناد الخاصة.

تجار الحروب والدين :
تربصت الحركة الإسلامية بكل محاولات الحلول السلمية من لدن جدة مرورا بجيبوتي والمنامة وجنيف واخيرا خارطة الرباعية، كل أبدى قائد الجيش مرونة كالوا له السباب والوعيد بالويل والثبور حتى يتراجع وأصبح الجنرال كمن يركب حيوانا ضاريا إن نزل عن ظهره إلتهمه وإن بقى مكانه اهلكه الجوع.

استغفال الشعب أم العبث مع الله؟؟

لم تسعف قدرات قادة الحركة الإسلامية استدراك انه من المحال تواصل فعالية أدوات الاستغفال التي أدركت كنهها طيور الروابي طوال 30 عاما مضت حسوما، وبالطبع فليس لديهم شئ من الفقه ليتراجعوا عن العبث مع الله سبحانه وتعالى، فقد فتحوا أبواب جناته واسكنوا فيها ما يشاؤون من هاليكيهم واشرعوا أبواب جهنم وادخلوا فيها معارضيهم وهاهم يروجون ذات البضاعة الكاسدة ويتراقصون على جثث الشعب وأشلاء الوطن الذي لا يعدو سوى أن يكون وثنا.

النهاية المحتومة :
في مقطع مصور قبل أشهر قليلة قال مفتي الموت والخراب عبدالحي يوسف : (إن الله قيض هذه الحرب ليعيد للحركة الإسلامية ألقها) انتهى القول.
أنظر رعاك المولى إلى الله سبحانه وتعالى وهو يهلك مئات الآلاف من السودانيين ويدمر بنية البلاد التحتية ويشرد ويعذب الملايين فقط لتحيا الحركة الإسلامية لتعرف أي جرأة على الذات الإلهية يتجرأها هؤلاء المحرمون الذي يعلمون أن الحرب طريق واحد إما اقتلاعهم من أرض السودان او العودة فوق الجمام والأطلال وهنا فقط تتبدى وجودية الحرب في ذهنية قادة الكيزان الملاعين.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات