المختصر المفيد :اسامة سعيد يكتب:تصريح ممثل الاتحاد الأفريقي في السودان يُعتبر انحيازًا صريحًا للجيش
لفت نظري تصريح ممثل الاتحاد الأفريقي في السودان محمد بلعيش الذي قال فيه إن “مواصلة الجيش في دحر التمرد محمَدة”، وهو تصريح بالغ الخطورة، لا يليق بمسؤول يمثل منظمة إقليمية يُفترض فيها الحياد والنزاهة، خاصة في سياق نزاع داخلي مسلح يعصف ببلدٍ كالسودان.
إن استخدام تعبير “محمَدة” في توصيف عمليات عسكرية طرفها الجيش، يُعدّ انحيازًا صريحًا، وانخراطًا غير مبرر في خطاب الحرب، ويخالف بشكل واضح المبادئ المؤسسة للاتحاد الأفريقي، وعلى رأسها رفض الحلول العسكرية، والدعوة إلى وقف إطلاق النار، والانخراط في عملية سياسية شاملة تؤدي إلى استعادة الحكم المدني الديمقراطي.
وفيما يتعلق ببيان مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخير بخصوص موقفه من حكومة السلام و برغم حِدته، لا يمكن فصله عن سياقات سياسية معقّدة وضغوط إقليمية مؤثرة داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، وهو ما يفسّر انحراف بعض فقرات البيان عن روح ميثاق الاتحاد ومبادئه الثابتة ومن أبرز أوجه هذا الانحراف ما ورد في البيان من إشارة إلى الاعتراف بمجلس السيادة الحالي في بورتسودان، وهو ما يُعد مخالفة مباشرة وصريحة لقرار الاتحاد الأفريقي نفسه بتجميد عضوية السودان عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021، والذي نصّ على تعليق مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد حتى استعادة الحكم المدني .
لكن من المهم الإشارة إلى أن الاتحاد الأفريقي ليس كتلة صماء، ومواقفه، وإن بدت متشددة في ظاهرها، كثيرًا ما تخضع لمراجعات لاحقة لذلك فإن ما يعوّل عليه ليس مجرد بيانات بل في كيفية تفاعل الاتحاد الأفريقي مع الواقع الذي لن يستطيع معه تجاهل حكومة السلام التي تعبّر عن تطلعات الشعوب السودانية ، وتحظى بدعم قوى الثورة، وتؤسس لمرحلة جديدة تنهي الحرب، وتعيد للسودان مكانته .
أسامة سعيد