الوضع الميداني في السودان: استمرار الحرب تحت إشراف حكومتين
ذو النون سليمان، مركز تقدم للسياسات
في رسالة صوتية لقواته والشعب السوداني مساء يوم الإثنين 2 يونيو، أشاد قائد قوات الدعم السريع بالانتصار العسكري الحاسم لقواته في محور “الخوي” مطلع هذا الأسبوع ،في ولاية غرب كردفان، وذلك عبر القضاء على متحرك الصياد، الذي يتكون من الجيش والقوات المشتركة للحركات والكتائب الإسلامية، حيث قتل عدد من أبرز القيادات الميدانية في الجيش وحلفائه، بما فيه قائد المتحرك برتبة اللواء، ونوابه ومساعديه، وسط أنباء تتحدث عن مقتل عبد الله جنا، رئيس هيئة العمليات للقوات المشتركة، وأحد أهم القادة العسكريين للحركات المسلحة.
– أهداف متحرك الصياد استعادة السيطرة على مدينة النهود والخوي بغرب كردفان وتأمين مطار الأبيض، واتخاذها قاعدة انطلاق لفك الحصار عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، واستعادة السيطرة على بقية حاميات الجيش بالإقليم.
– وفق تصريحات قائد الدعم السريع، تم تدمير 70% من القوة الصلبة لمتحرك الصياد، بمعني فشل محاولة فك الحصار عن مدينة الفاشر والهجوم العسكري للجيش وحلفائه على مناطق سيطرة الدعم السريع في غرب السودان.
– هدد قائد قوات الدعم السريع في رسالته الصوتية، بشن هجوم على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان والولاية الشمالية، كتمدد جديد لرقعة الحرب، وجدد اتهامه لمصر بالهجوم على مواقع قواته ومساندة الجيش..
– جدد قائد الدعم السريع الاتهامات لمصر بدعم الجيش وإمداده بثماني طائرات، يقودها طيارون مصريون، تقلع من مدينة دنقلا لقصف كردفان ودارفور، معتبرًا ذلك بمثابة عدوان سافر على الشعب السوداني، وحذر إريتريا من استمرار دعم الجيش بالعتاد والمقاتلين.
– قال حميدتي، أن الجيش قام بخداع الأوكرانيين وإقحامهم في حرب السودان بإيهامهم أن “فاغنر” تقاتل مع الدعم السريع.
– أضاف، ان الجيش يواصل تلقي الدعم من الحرس الثوري الإيراني، وأن السودان بات دولة تنتج الإرهاب وترعي تنظيم داعش.
– ربط حميدتي انتهاء الحرب بالقضاء على تنظيم الحركة الإسلامية، معلنا رفضه العودة إلى محادثات جدة التي اتهم البرهان والإسلاميين باستغلال المنبر لشراء الوقت من أجل ترتيب صفوفهم.

– على الجبهة الأخرى، أكد الفريق أول ركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للجيش، رفض القوات المسلحة التام لأي تفاوض مع قوات الدعم السريع، مشدداً على أن المؤسسة العسكرية ملتزمة التزاماً كاملاً بإنهاء ما وصفه بـ “التمرد” وتطهير كافة الأراضي السودانية من عناصر الدعم السريع.
خلاصة:
** القضاء على متحرك الصياد يتيح لقوات الدعم السريع استعادة المبادرة العسكرية التي فقدتها سابقا في ولايتي الجزيرة والخرطوم لعوامل تتعلق بطبيعة ميدان أرض المعركة و إدارتها للعمليات ومناطق سيطرتها ، ويتوقع معاودة هجومها على الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ، واستهداف مدينة الدبة ودنقلا الواقعة في الولاية الشمالية، بهدف تحييد مطارها العسكري.
** انتصار قوات الدعم السريع في معارك ولايات كردفان- الدبة والخوي والحمادي- يفشل محاولات الجيش والقوات المشتركة لفك الحصار عن قواتهم في حامية الفاشر، ويعزز فرص الدعم السريع على السيطرة عليها بعد قضائه على المتحركات الرامية لإنقاذ المدينة- متحرك الصحراء ومتحرك الصياد- لا سيما بعد تواتر الانباء عن استشراء المجاعة وانعدام الغذاء والعلاج بالمدينة.
**تصريحات طرفي الحرب تدعم خيارات الحسم العسكري، واستمرار الحرب، خصوصا بعد تعيين البرهان رئيس وزراء جديد وتكليفه بتشكيل الحكومة، واستعداد قائد الدعم السريع بإعلان حكومة موازية، تتكون من تحالف “تأسيس” الذي تم إعلانه في نيروبي منتصف فبراير الماضي، مما يعني عمليا وجود حكومتين وجيشين بالسودان، على نحو يرجح خيار الكونفدرالية أو الانفصال في المستقبل.
**تصريحات القائد العام للجيش، وقائد قوات الدعم السريع، تكشف استمرار الدعم الإقليمي لطرفي الحرب، مما يعني تضاؤل فرص الحل السياسي في المستقبل المنظور، وزيادة تكلفة الحرب الإنسانية، وسط واقع مأساوي سيفرض على المنظومة الدولية التعامل المباشر مع حكومات الأمر الواقع في الجانبين, مما يعني دعم شرعيات السلاح وحكومات التجزئة مقابل العون والدعم الإنساني.