الجمعة, يوليو 18, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةانتكاسة جديدة ومؤلمة في كردفان: الجيش السوداني يُحاصر ويُباد في أم صميمة

انتكاسة جديدة ومؤلمة في كردفان: الجيش السوداني يُحاصر ويُباد في أم صميمة

انتكاسة جديدة ومؤلمة في كردفان: الجيش السوداني يُحاصر ويُباد في أم صميمة

وكالات:السودانية نيوز

يوم الأحد 13 يوليو، شهدت مدينة أم صميمة الاستراتيجية، الواقعة على بُعد نحو ستين كيلومتراً غرب مدينة الأبيض بولاية غرب كردفان، معركة عنيفة وغير مسبوقة. الجيش السوداني، الذي كان قد أنشأ في المنطقة منظومة دفاعية متقدمة، تعرض لهزيمة قاسية على يد قوات الدعم السريع خلال هجوم مباغت وخاطف.

ووفقاً لعدة مصادر متطابقة، شنّت قوات الدعم السريع الهجوم دون سابق إنذار، بعد أن جمعت قوة كبيرة ونفّذت عملية عسكرية خاطفة باستخدام تكتيك التطويق والاقتحام السريع. ونتيجة لذلك، انهارت خطوط الدفاع، رغم أنها كانت مكوّنة من قوات نخبة.

وضمّت حامية أم صميمة وحدات من الكتيبة الأولى للنخبة التابعة لجهاز الأمن، وكتائب إسلامية تُعرف بـ”البراءون”، وعناصر من الجيش النظامي، بالإضافة إلى ميليشيات موالية ومجموعة من المتطوعين. وكانت مهمتهم تمثّل خط دفاع متقدم لمنع أي تقدم عسكري نحو مدينة الأبيض.

لكن تفوق الجيش في العدد لم يمنع الهزيمة. فقد تكبّد خسائر بشرية فادحة، حيث قُتل عدد من الضباط الكبار، بينهم عقداء وعميد ركن، بالإضافة إلى قائد لواء النخبة، ورئيس العمليات في جبهة كردفان، ومسؤولون في الاستخبارات العسكرية والتدريب. كما قُتل عدد من الأطباء العسكريين والعشرات من الجنود.

وبعد سيطرتها على المنطقة، ألقت قوات الدعم السريع القبض على عدد من الجنود، وأعدمت بعضهم، قبل أن تنسحب، تاركةً خلفها جيشاً منهاراً وخراباً واسعاً.

تُشير المعطيات إلى أن العملية كانت مخططاً لها بعناية، واستندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة حول وجود قيادات عسكرية رفيعة في المنطقة. ويبدو أنها لم تكن مجرد عملية عسكرية عشوائية، بل ضربة موجهة تهدف إلى قطع رأس القيادة الميدانية للجيش السوداني في كردفان.

وتمثل هذه العملية مرحلة جديدة في استراتيجية “حرب الاستنزاف” التي تتبعها قوات الدعم السريع منذ انسحابها من الخرطوم. فمن خلال استهداف مراكز القيادة الإقليمية، تسعى إلى إضعاف القدرات العسكرية للنظام في بورتسودان بشكل تدريجي.

أما الميليشيات الزغاوية المعروفة بـ”المشتركة”، والتي يُفترض أنها تدعم الجيش، فقد أثار صمتها تساؤلات واسعة، حيث لم تتدخل إلا بعد انسحاب قوات الدعم السريع، تماماً كما حدث في معركة الخوي، مما يعزز الشكوك حول فشلها أو حتى احتمال تواطئها.

وأمام دقة الهجوم وحجم الخسائر، تتعالى الأصوات التي تُندد بخلل كبير في المنظومة الاستخباراتية للجيش. ولا يستبعد البعض فرضية حدوث اختراق أو حتى خيانة داخل الجهاز العسكري للنظام.

وفي وقتٍ تتعثر فيه الحرب في جبهات كردفان، تبرز هزيمة أم صميمة كدليل إضافي على الهشاشة المتزايدة للجيش السوداني، الذي يعاني من ضربات متكررة وتآكل خطير في قيادته الميدانية.

📝 مراسلة خاصة لتشادوان – بورتسودا

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات